يعيش العالم حاليا حالة من الترقب الحذر، والقلق المستمر بسبب تطورات وتوابع فيروس كورونا المستجد، لكن هناك مكان واحد إلى الآن لم يصل إليه الوباء القاتل.
ويعتبر المكان الوحيد السالم إلى الآن هو "بعثة موزاييك"، التي تعد أكبر مشروع بحث دولي لدراسة الاحترار في القطب الشمالي.
ويتناوب العلماء من مختلف أنحاء العالم لسنوات، على العيش في كاسحة جليد ألمانية تجمدت على صفيح من الجليد بينما تنجرف السفينة عبر المحيط المتجمد الشمالي.
وبحسب ما ذكرته الإذاعة الوطنية العامة الأميريكية عن كريس مارساي الباحث المشارك في جامعة جورجيا، ، أنه عندما يكون على جسر السفينة، يمكنه رؤية الجليد الممتد حتى الأفق يحيط بها من جميع الجهات.
وأضاف مارساي أنه عندما توجه إلى المنطقة لتسلم مهمته التي تستمر لثلاثة أشهر، كان كورونا منتشرا في الصين فقط ولم يصب أي من المتواجدين في السفينة بالوباء.
وتابع: إننا نستطيع القيام بعملنا اليومي والجلوس معا أثناء تناول الوجبات والدردشة ليلا.
وكان من المفترض أن يغادر الرجل وزملاؤه السفينة في الشهر الماضي، إلا أن الرحلات الجوية ألغيت بسبب كورونا، منوها أن الكثير من النقاشات دارت على السفينة بخصوص الوضع الغريب الذي سيواجهونه لدى عودتهم إلى بلدانهم وأسلوب الحياة المغاير الذي ينتظرهم، مقارنة بالوضع الذي تركوه في يناير الماضي أثناء مغادرتهم.
وأشار إلى أن الخطة القادمة، تتمثل في لقاء سفينة أخرى بعد التخلص من الجليد، حتى يتم تغيير الطواقم، حيث سيخضع القادمون الجدد إلى حجر صحي وفحوص.
كما أكد مارساي أن البعض يشعرون بالقلق على أقاربهم وأصدقائهم.
بينما يشعر هو وآخرون أنهم محظوظون لأنهم معزولون عن الفيروس ويتخذون قدر المستطاع، الإجراءات اللازمة لإبقائه بعيدا عن الوباء القاتل.