الإثنين 18 نوفمبر 2024
توقيت مصر 10:44 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

الأسعد حظًا في العالم.. زوجان لم يعرفا بانتشار فيروس كورونا

الزوجان
بينما تخيم أجواء من الرعب على العالم منذ شهور على خلفية فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، كان الزوجان، "إيلينا مانيجيتي" و"ريان أوزبورن"، أسعد حظًا، لكونهما لم يعلما به، ومضيا في الاستمتاع بحياتهما دون أن يكون هناك ما يعكر صفوها .

واستقر الزوجان، اللذان يقيمان بمدينة مانشستر البريطانية داخل قارب يجولان به العالم عبر البحار والمحيطات، بعد أن تركا وظيفتيهما وانقطعا عن العالم منذ عام 2017، وطلبا من عائلتيهما البقاء على اتصال، لكن دون أخبار سيئة .

وكانا قد سافرا عبر المحيط الأطلسي من جزر الكناري إلى منطقة البحر الكاريبي الشهر الماضي، بالتزامن مع انتشار الفيروس  في جميع أنحاء العالم من دون أن يعلما .

وبعد 25 يومًا من الإبحار، اتجه الزوجان إلى جزيرة صغيرة في منتصف مارس، لكنهما اكتشفا إغلاقهما، بعد أن تلقيا على إشارة هاتفية بينما كانا لا يزالان بعيدين عن الشاطئ، لكيتشفا أن العالم يعاني من جائحة عالمية لم يسمعا عنه شيئًا، وفق ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).

وقالت "إيلينا": "في فبراير سمعنا أن هناك فيروسا في الصين، ولكن مع المعلومات المحدودة آنذاك اعتقدنا أنه في الوقت الذي نصل فيه إلى منطقة البحر الكاريبي في غضون 25 يومًا، سيكون كل شيء قد انتهى ".

لكن بعد الوصول إلى منطقة في البحر فيها إشارة هاتفية جيدة، اكتشفا إغلاق حدود الجزيرة واكتشفا أن العالم يعاني من جائحة عالمية لم يسمعوا شيئًا عنها .

وأضاف "ريان": "عندما وصلنا أدركنا أن الأمر لم ينته وأن العالم كله أصيب ".

كان الزوجان اللذين اختارا الاستمتاع بحياتهما قررا الانعزال عن العالم، وطلبا من أهلهما عدم إبلاغهما بأخبار سيئة قد تعكر صفوهما .

وتقول "إيلينا"، التي تنتمي عائلتها إلى "لومباردي"، المنطقة الأكثر تضررًا في إيطاليا جراء الفيروس: "أبلغنا اتصالاتنا الشاطئية أننا لا نريد أن نسمع أي أخبار سيئة، كانت مهمة صعبة لأنها كانت أخبارًا سيئة للغاية ".

ويقول "رايان": "حاولنا أولاً الهبوط في إحدى الأراضي الفرنسية في منطقة البحر الكاريبي، ولكن عندما وصلنا وجدنا أن جميع الحدود كانت مغلقة وكانت الجزر مغلقة ".

وأضاف: "حتى في تلك المرحلة افترضنا أنه إجراء وقائي بسبب موسم الذروة. اعتقدنا أن الجزر لا تريد أن تخاطر بإصابة بضعة سياح للسكان المحليين ".

وحول الزوجان وجهتهما إلى "جرينادا"، واستطاعا أن يعرفا ما يحدث عبر الهاتف، وفي ذلك الوقت بدآ في معرفة الأخبار وحجم انتشار الفيروس .

تقول "إيلينا": "كانت صديقة لنا موجودة بالفعل في "سانت فنسنت"، حيث كنا نهدف إلى التوجه إلى هناك. وتمكنا من الاتصال بها قبل 10 ساعات من الوصول، وأخبرتنا أننا سنمنع من الدخول لأنني مواطنة إيطالية، على الرغم من أنني لم أزر إيطاليا منذ شهور ".

ولحسن الحظ، كان الزوجان يقودان زورقهما عبر إشارة "جي بي إس"، وتمكنا من إثبات تاريخ سفرهما، الذي أظهر أنه لم يكونا قد ذهبا إلى إيطاليا منذ أشهر، وكانا في عزلة لمدة 25 يومًا في البحر، ليتمكنوا أخيرًا من من كسر عزلتهما .

وجد الزوجان صعوبة في معرفة أثر الوباء على أسرتهما. تقول "إيلينا": "مسقط رأسي في منطقة لومباردي الإيطالية التي كانت من أسوأ المناطق تضررًا في العالم. أنا وريان لم ندرك كيف أثر ذلك على عائلاتنا حتى رسونا وتمكنت من الاتصال بوالدي ".

وأضافت: "لقد كانت محادثة صعبة. أخبرني أن لا أشعر بالذعر لكن مدينتنا كانت واحدة من أسوأ المناطق المتضررة على مستوى العالم. أرسل لي ملفًا لصحيفة "نيويورك تايمز" في مسقط رأسنا، لقد صدمت ".

وتابعت: "إنها صورة مخيفة للغاية في المنزل، لم يعد هناك توابيت، ولم تعد هناك مساحة للمقبرة أو غرفة في محرقة الجثث. عائلتي آمنة لحسن الحظ في المنزل وقد بقيت قيد الإغلاق لأكثر من ستة أسابيع، ولكن الأشخاص الذين عرفناهم لسنوات ماتوا ".

وفي الوقت الحالي، أصبحت "إيلينا" و"ريان" في أمان في "بيكيا"، "سانت فنسنت"، لكنهما قلقان بشأن المدة التي سيستمران فيها في البقاء هناك .

تقول إيلينا: "لا نريد مغادرة سانت فنسنت في الوقت الحالي حيث لا يوجد مكان مفتوح. نهدف إلى الخروج قبل بدء موسم الأعاصير في بداية يونيو"، من أجل مواصلة استكشاف منطقة البحر الكاريبي .

ولكن حتى الآن تبدو الأمور غير مؤكدة، مضيفة: "نحن محاصرون بين موسم الأعاصير والفيروس".