كشف الناقد الفني طارق الشناوي، عن اتفاق بين العندليب عبد الحليم حافظ والموسيقار كمال الطويل، والشاعر صلاح جاهين، منذ منتصف الخمسينيات يقضي بتقديم أغنية مع كل عيد ثورة، إلا أن "الطويل" لاحظ خلال اللقاءات الأخيرة بينهما أن عبد الحليم أثناء البروفات يتولى قيادة الفرقة الموسيقية، وتوجيه العازفين متجاهلًا حضوره، وهو ما كان يفعله أيضًا مع عبدالوهاب.
وأضاف الشناوي، في مقاله بـ"المصري اليوم" أنه عندما اقترب موعد الاحتفال بالثورة، دعا عبدالحليم، "الطويل" للقائه، وأسمعه كلمات جاهين "صورة"، وقال له كمال: "رائعة، تملك موسيقاها الداخلية، ولا تحتاج لملحن"، أنه:"إنه ليس فى مزاج فني أو شخصي يؤهله لإنجاز اللحن"، وهنا ارتفع صوت رجل كان متواجدًا فى الصالون يعلو صوته قائلا: "فيه حاجة اسمها التلحين بمزاج، الرئيس عبدالناصر منتظر اللحن، و23 يوليو لن ينتظركم".
وتابع "الشناوي" أن الرجل يرتدى زيًا عسكريًا ويحمل رتبة لواء، ولم يعرفه "الطويل"؛ حيث لم تكن صور العسكريين تنشر في الصحف؛ بعدها غادر "الطويل" بيت عبدالحليم، وقرر أن يسافر فى اليوم التالى خارج الحدود حتى يضع الجميع أمام الأمر الواقع؛ إلا أنه فوجئ فى صالة المطار بأنه ممنوع من السفر، وأن الرجل الذي لم يعرفه لم يكن سوى شمس بدران، وزير الدفاع الأسبق، وهو الذى أصدر قرار المنع، ولم يجد أمامه سوى الامتثال للأمر ولحن "صورة"، حققت الأغنية نجاحًا ضخمًا، والتقاه بدران قائلاً: "أومال لو عملت اللحن بمزاج، كان طلع أحسن من كده إزاى؟!".