الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
توقيت مصر 12:48 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

آخر ما كتبته ثالث ضحايا «طبيبات المنيا» قبل السفر

حادث المنيا

لم تكن تعلم حينما كتبت منشورها الأخير، الذي كتبته قبل السفر بيومين، بمثابة آخر ضغطة على زر «الـنشر»، وآخر ما تدونه على صفحتها الشخصية بـ«فيس بوك».

الدكتورة نورا كمال، ثالث ضحايا الأطباء في حادث طبيات المنيا، تركت رسالة قبل سفرها إلى القاهرة في رحلة الذهاب بلا عودة الأربعاء الماضي، وتحديدًا قبل موعد السفر بـ48 ساعة.

الراحلة قالت في آخر منشور لها: «اللهم اطعم أبي من خيرات جنتك كما اطعمنا من خيرات دنيتك».

وفارقت الدكتورة نورا كمال، الحياة اليوم الجمعة، داخل العناية المركزة بمعهد ناصر بالقاهرة، وهي إحدى المصابات في حادث «طبيبات المنيا».

وكانت الراحلة ضمن الحالات الحرجة بالعناية المركزة بمعهد ناصر منذ الحادث، حيث كانت تعاني من نزيف بالمخ وكسر بالحوض والفخذ الأيسر، وفقًا للتقرير الطبي الصادر عن معهد ناصر.

ونعت نقابة أطباء مصر الطبيبات شهداء المهنة واللاتي وافتهن المنية.

البداية كانت بوقوع حادث تصادم، صباح الأربعاء، على طريق المنيا الصحراوي، ما أدى إلى مصرع أربعة أشخاص بينهم طبيبتان وإصابة 17 آخرون، أثناء توجههم للتدريب على حملة وزارة الصحة للكشف المبكر عن سرطان الثدي، والذي تم توزيعهن على عدة مستشفيات.

وعقب الحادث، تداول عدد من صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، عقب وقوع الحادث صور رسائل نصية عبر تطبيق "واتساب"، بين الطبيبات وإدارة صحة المنيا، والمنسقة الخاصة بتدريب سرطان الثدي في القاهرة.

المحادثات أظهرت تهديد المنسقة للطبيبات في حالة تأجيلهن أو تخلفهم عن الحضور، الأمر الذي أثار غضب الرواد وأدى إلى تحميلهم المسئولية كاملة لوزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد.

وجاء في نص المحادثات: «السادة الأفاضل مديري الإدارات الصحية، نرجو من حضراتكم التنبيه المشدد على الطبيبات المشاركات في حملة سرطان الثدي، ولن تقبل أي اعتذارات، ونرجو منكم التنسيق لتوفير سيارة للسفر كافية العدد، مع الأخذ في الاعتبار اللاتي لا يرغبن في المشاركة بالحملة سيتم انتدابهن خارج الإدارة الصحية».

فيما جاء رد إحدى الطبيبات: «هو الأنسب إن الإدارة تعاملنا زي 100 مليون ويتم تدريبنا بإدارتنا وإن الإدارة ولو فيه إشارة متبقاش قبلها بيوم»، لترد عليها أخرى قائلة: «والله يا دكتورة أنا قولتلهم كده لكن مفيش فايدة».

وتضمنت رسالة أخرى: «ده تكليف مفيش فيه اختيار اللي معاها طفل تجيبه.. واللي عندها ظروف ده يوم هانروح ونرجع وهايكون يوم جميع نقضيه مع بعض».