الجمعة، 12-06-2020
04:58 م
فتحي مجدي
كشفت دراسة حديثة، أن بعض نزلات البرد قد توفر المناعة من مرض (كوفيد - 19)، الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
ووفقًا للدراسة التي أعدها خبراء المناعة بجامعة سنغافورة، فإن بعض الذين سبق لهم الإصابة بنزلات البرد سببتها فيروسات من عائلة فيروس كورونا المعروفة باسم "فيروس بيتكورونا"، قد تكون لديهم مناعة من (كوفيد – 19)، أو قد تظهر عليهم أعراض أكثر اعتدالًا.
وتوصل عالم المناعة، البروفيسور أنطونيو بيرتوليتي وزملاؤه من كلية الطب (Duke-NUS) بسنغافورة إلى هذه النتيجة بعد الحصول على عينات دم من 65 شخصًا، تعافى منهم 24 من (كوفيد – 19)، وأصيب 23 بمرض السارس، و18 آخرون لم يتعرضوا لأية إصابة.
واكتشف العلماء أن نصف أعضاء المجموعة الذين لم يتعرضوا للإصابة بـ (كوفيد – 19) أو (السارس) ظهرت لديهم استجابة مناعية لـ (فيروسات بيتكورونا).
وتتسبب (فيروسات بيتكورونا) في الكثير من نزلات البرد العادية وفي التهابات الجهاز التنفسي الحادة لدى المرضى من صغار السن والمسنين. ولها نفس السمات الجينية لفيروس كورونا المستجد وفيروس سارز ميرز، والتي انتقلت جميعها من الحيوانات إلى البشر.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد التعرض لنزلات البرد الشائعة التي تسببها (فيروسات بيتكورونا) أو ربما من مسببات الأمراض الأخرى غير المعروفة.
إذ يُعتقد أن الفيروسات التاجية تسبب ما يصل إلى 30 في المائة من جميع نزلات البرد، ولكن لا يُعرف على وجه التحديد نسبة الإصابة التي تتسببها (فيروسات بيتكورونا).
ويقول العلماء إن المناعة قد تكون موجودة لسنوات عديدة، بسبب خلايا الجسم T من هجمات فيروسية سابقة ذات تركيب الجيني المماثل، حتى بين الأشخاص الذين لم يتعرضوا للإصابة بـ (كوفيد – 19) أو السارس.
وتشكل الخلايا التائية - التي تختلف عن الخلايا البائية التي تنتج الأجسام المضادة - خطًا آخر للهجوم باستهداف الخلايا المصابة الأخرى.
ويعتقد منذ فترة طويلة أنها توفر حماية دائمة من الفيروسات، وغالبًا ما يطلق عليها خلايا "الذاكرة". وعلى غرار الأجسام المضادة، يتم تصنيعها استجابة للعدوى - وتبقى بعد ذلك.
لكن هناك حاجة إلى مزيد من التجارب لإثبات التأثير الوقائي لهذه الخلايا ضد (كوفيد – 19).
لكن الخبراء يقولون إن المرضى الذين تعافوا من فيروس الرئة القاتل (السارس) في عام 2003 أظهروا استجابات مناعية للبروتينات الرئيسية الموجودة في (كوفيد – 19).
وقال الخبراء: "تشير هذه النتائج إلى أن خلايا T الخاصة بالذاكرة الخاصة بالفيروس الناجم عن عدوى فيروسات بيتكورونا طويلة الأمد، مما يدعم فكرة أن مرضى كوفيد – 19 سيطورون مناعة طويلة الأمد للخلايا التائية.
وأضافوا: "النتائج التي توصلنا إليها تثير أيضًا إمكانية أن الإصابة بالفيروسات ذات الصلة يمكن أيضًا أن تحمي أو تعدل الأمراض التي يسببها السارس-كوف -2 (سلالة الفيروس التاجي الذي يسبب كوفيد – 19)."
وتأتي نتائج الباحثين بعد أن وجد خبراء من معهد لا جولا لعلم المناعة في كاليفورنيا في الشهر الماضي أن الأشخاص الذين أصيبوا بنزلات برد من قبل لديهم خلايا يمكنها مهاجمة (كوفيد – 19).