الثلاثاء، 12-05-2020
05:42 م
فتحي مجدي
كشفت دراسة حديثة أن أكثر من نصف مرضى فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) انتقلت إليهم العدوى من أشخاص لم تظهر عليهم أعراض الإصابة، بما فيها الحمى والسعال المستمر.
يأتي هذا في الوقت الذي يحاول فيه العلماء فهم كيفية انتشار الفيروس، المعروف باسم (Sars-CoV-2)، بين الناس، في محاولة لمساعدة الحكومات في جميع أنحاء العالم على السيطرة على انتشار المرض وتخفيف عمليات الإغلاق.
وقام العلماء بكلية دبلن الجامعية بدراسة انتقال الفيروس في فترة ما قبل ظهور الأعراض، من خلال بتحليل بيانات 17 دراسة أجريت في هونغ كونج وسنغافورة وإيطاليا، وكذلك مدينة ووهان الصينية معقل الفيروس القاتل.
ونظر الباحثون في فترة حضانة الفيروس، الفترة بين التعرض له وبداية ظهور الأعراض.
وكان متوسط فترة الحضانة 5.8 أيام، وهو ما انتهت إليه أيضًا منظمة الصحة العالمية. وخلال تلك الفترة، حذر العلماء من أن الأشخاص المصابين يمكنهم نقل الفيروس للآخرين.
وقال فريق الباحثين، إن معظم حالات العدوى تحدث قبل ثلاثة أيام من ظهور الأعراض، وبعد يومين من ظهور العلامات الأولى.
وتقدر إحدى الدراسات التي شملت 137 شخصًا في تيانجين في الصين، أن نسبة الإصابة قبل ظهور الأعراض بلغت 80.7 في المائة.
وقدرت دراسة في "ووهان" شملت 12 شخصًا، أن انتشار الأعراض مسؤول عن 33.7 في المائة من الحالات، بينما في دراسة أخرى بلغ 36.3 في المائة من جميع الحالات المنتشرة، وفق دراسة أجريت على 240 شخصًا في شمال إيطاليا.
وبعد تحليل جميع الدراسات، قدّرت المؤلفة الرئيسية ميريام كيسي وزملاؤها، أن 56.1 في المائة من انتقال العدوى كان من أشخاص قبل ظهور أعراض عليهم.
وقال الباحثون إن التباين الكبير في انتشار الأعراض المسبقة متوقع، لأن مسار الانتقال وكيفية تأثيره على الناس يختلف بشكل طبيعي بين المواقع.
وعلى الرغم من ذلك، حذروا من أنها تساهم في الأزمة.
وتدعم دراستهم التقديرات السابقة بأن الأشخاص الذين يعانون من الأعراض المسببة مسؤولة عن ما يصل إلى 80 في المائة من انتشار الفيروس.
وقال الفريق إن هذا الانتقال وحده يمكن أن يتسبب في انتشار الفيروس بشكل لا يمكن السيطرة عليه و"الحفاظ على وباء خاص به"، وفق ما نقلت صحيفة "ذا صن" البريطانية.
ومع ذلك، اعترف الباحثون أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث. لم تحلل الدراسة انتقال العدوى بدون أعراض، وهو انتشار الفيروس من الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض أبدًا، والمعروفة باسم "حاملات صامتة".
وكتب فريق الدرسة التي نشرها موقع MedRxiv: "هذه النتائج تسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى الكشف عن الحالات بسرعة وفعالية للغاية، وتتبع الاتصال وتدابير الحجر الصحي إذا كان من السهل تخفيف تدابير التباعد الاجتماعي الصارمة".
وقتل (كوفيد -19) حتى الآن أكثر من 286 ألف شخص حول العالم، منذ بدء تفشي المرض في ديسمبر.
وإحدى الطرق التي تأمل بريطانيا من خلال تطبيقها إلى تخفيف إجراءات الإغلاق هي تتبع الاتصال. ويجرى حاليا تجربتها لتتبع انتشار فيروس كورونا في جزيرة "وايت"، قبل تعميمه في غضون أسابيع.
وسيتم تخزين قائمة جهات الاتصال التي تم إجراؤها عبر إشارات "بلوتوث" على أجهزة المستخدمين كعلامات مميزة مجهولة الهُوية، إذا كان لدى المستخدم أعراض أو اختبارات إيجابية، فيمكن إرسال جهات الاتصال إلى التطبيق الذي يحلل البيانات ويرسل الإشعارات إذا لزم الأمر.
لكن منتقدين يقولون إن النهج المركزي يثير مخاوف بشأن الخصوصية، وقال الرئيس التنفيذي لشركة "NHSX" ماثيو جولد لوكالة "رويترز"، إن المجموعة "تضع الخصوصية في صميم" التطبيق.
وأوضح أن التطبيق لا يعرف من هم المستخدمون، وأين هم أو من كانوا بالقرب منهم. وأشارت مفوضة الإعلام البريطانية إليزابيث دينهام إلى أن النهج المركزي سيسمح للمملكة المتحدة بجمع المزيد من الأفكار حول الفيروس، وهو أمر قد يحد منه النهج اللامركزي.
وقال وزير الصحة مات هانكوك في مؤتمر صحفي: "عن طريق تنزيل التطبيق، فإنك تحمي صحتك، أنت تحمي صحة أحبائك وصحة مجتمعك".
وأضاف: "ستضمن هذه التكنولوجيا المبتكرة، إلى جانب طاقم الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية الأبطال الأبطال لدينا، وبرنامج اختبار تتبع جهات الاتصال على الصعيد الوطني، أننا سنظل في أفضل وضع للتحرك نحو تخفيف الإغلاق".