الخميس، 11-08-2022
11:46 ص
أمر النائب العام، الأربعاء، بحبس إسلام محمد، 4 أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، لاتهامه
بقتل سلمى بهجت المعروفة بـ"فتاة الشرقية".
وأوضحت النيابة العامة ، في بيان مساء الأربعاء، أن التحقيقات كشفت ارتكاب المتهم الجريمة بعد
ملاحقته المجني عليها لفترة هددها فيها وذويها بالإساءة لسمعتها وقتلها، على إثر
رفضهم خطبته لها؛ لسوء سلوكه وتعاطيه المواد المخدرة وشذوذ أفكاره ومعتقداته.
وأشارت النيابة إلى
أنها استكملت إجراءات التحقيق بالاستماع إلى 11 شاهدًا منهم 5 رأوا المتهم حال
ارتكابه الجريمة، هم حارسة العقار، وابنها، وأحد المقيمين فيه، وصاحب حانوت بقالة
مجاور للعقار، وصبي يعمل لديه.
17 طعنة تُفجع المصريين.. اعترافات صادمة لقاتل
"فتاة الشرقية"
وأضافت: "تواترت
أقوال الشهود حول رؤيتهم المتهم وهو يطعن المجني عليها بمدخل العقار بعدما سمعوا
صوت صراخها".
وتابعت: "صاحب
الحانوت والعامل لديه أكدا أن المتهم كان يجول بمحيط العقار محل الواقعة قبل
ارتكاب الجريمة بساعة، وكان يسأل عن مكان مكتب جريدة كائنة بالعقار، هي التي كشفت
التحقيقات عن سابق تلقي المجني عليها تدريبًا فيها".
صديقة فتاة الزقازيق
وأوضح بيان النيابة
العامة: "صديقة للمجني عليها- تعمل بالجريدة المذكورة- شهدت أن الأخيرة
انقطعت عن التدريب منذ 7 أشهر لاستكمال دراستها، ثم قبل يوم الواقعة اتصلت الشاهدة
بها للاطمئنان عليها، فعلمت بمرورها بضائقة نفسية، فألحت على لقائها بمقر الجريدة
باليوم التالي، وفي ذات الليلة تواصل المتهم مع الشاهدة لسابق حصوله على رقم هاتفها،
وسألها عن المجني عليها لعدم تمكنه من الوصول إليها، فأخبرته بحضورها اليوم التالي
للقائها بمقر الجريدة".
وأشارت النيابة العامة
إلى أن صاحب الجريدة المشار إليها شهد بتلقيه رسالة من المتهم قبل يوم الواقعة،
طلب فيها الحضور لمقر الجريدة رغبةً في تلقيه تدريبًا بها، فرحَّب بحضوره، ويوم
الواقعة علم من صديقة المجني عليها التي تعمل بذات الجريدة بارتكابه جريمة القتل
بعدما سمع أصواتًا بالعقار.
ووفقا للبيان، شهد
عامل بمعرض للأدوات المنزلية بجوار العقار محل الواقعة بحضور المتهم إليه يومها
وشرائه منه سكينًا تعرف عليه بعدما أطلعته النيابة العامة على صوره التي التقطها
المتهم بهاتفه.
أسرة فتاة الشرقية
واستمعت النيابة
العامة لشهادة والدي المجني عليها وخالها، وقالوا: "المتهم وابنتهم كانا
زميلين بذات الجامعة، وسبق أن تقدم المذكور لخطبتها فرُفِضَ وقتها لحين استكمال
الدراسة، ثم لاحظت المجني عليها سوء سلوكه وتعاطيه المواد المخدرة، فقطعت تواصلها
معه، ما دفعه إلى التعرض إليها وتهديدها بالإيذاء والقتل وتتبعها في كل مكان، ويوم
29 يونيو الماضي موعد الاختبار الأخير لها بالجامعة خشيت من تعرض المتهم لها وطلبت
من والدها مرافقتها، ويومئذ فوجئت ووالدها بالمتهم ووالديه أمام الجامعة طالبين
خطبتها، فرفض والدها وغادرا، ثم تلقى الأب تهديدات من المتهم بالنيل من سمعة ابنته
إذا استمر رفضه، ولما حظر تواصله معه أرسل المتهم تهديدات إلى شقيق المجني عليها
وخالها".
وأضاف خال المجني
عليها أن رفض ذوي المجني عليها خطبة المتهم كان لميله إلى الإلحاد وشذوذ أفكاره،
وتأكدت النيابة العامة من عدم سابقة إبلاغ ذوي المجني عليها عن أي تهديدات تلقوها
من المتهم.
المتهم إسلام محمد
واستجوبت النيابة
العامة المتهم إسلام محمد، وأقر بارتكابه الجريمة، موضحا أنه بعد رفض ذويها خطبتها
إليه استمر تواصلهما ثم اختلفا لمحاولاته منعها من العمل أو لقاء صديقاتها بدعوى
حرصه عليها، وانقطعت عن تواصلها معه بعدما اتهمته بالكفر والإلحاد لما رسمه على
جسده من وشوم، قرر أن قصده منها لفت الانتباه إليه.
وأضاف المتهم أنه هدد
المجني عليها بعد انقطاعها عنه بالإساءة إلى سمعتها وقتلها، حيث إنه في يوم 29
يونيو الماضي عزم على قتلها في الجامعة بمطواة كانت معه، ولما فشل استدعى والديه
للحضور ليطلبا من والدها خطبتها بعدما علم بتواجده يومئذ بالجامعة، موضحًا أن والد
المجني عليها رفض خطبتهما آنذاك حتى يزيل ما على جسده من وشوم ويستكمل دراسته.
وأوضح المتهم أنه منذ
ذلك التوقيت، انقطع تواصله بالمجني عليها، وحاول الاتصال بخالها وشقيقها لحظر
الآخرين اتصالاتهم به، حتى وصل إلى صديقتها التي تعمل بالجريدة، والتي سبق أن حصل
على هاتفها من المجني عليها، فعلم منها بلقائهما بمقر الجريدة يوم الواقعة، فعزم
لذلك على ارتكاب جريمته في هذا التوقيت، حيث اشترى سكينًا وقبع متربصًا للمجني
عليها بالعقار، حتى ما إن وصلته ودلفت إلى مدخله باغتها وطعنها عدة طعنات، وأغلق
باب العقار عليه بعدما دفع الأهالي عنه مهددًا إياهم بالإيذاء.
تفاصيل مقتل سلمى بهجت
تابع بيان النيابة
المصرية: "في تلك اللحظات صوَّر المتهم المجني عليها وهي صريعة، واتصل
بوالدته ليخبرها بارتكابه الجريمة، فكان هذا المشهد الذي صوَّره الأهالي للمتهم،
وتم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي، وأكد المتهم تعاطيه الحشيش المخدر والخمور
منذ شهور".
وتمكنت النيابة العامة
من التحفظ على عدة أدلة رقمية على هاتف المتهم تؤكد تخطيطه لارتكابه الجريمة
وتنفيذها- والتي واجهت المتهم بها وأقر بصحتها- ومنها التهديدات المشار إليها
بأقوال ذوي المجني عليها، والمقاطع المرئية المتداولة بمواقع التواصل الاجتماعي،
كما تحفظت النيابة العامة على هاتف صديقة المجني عليها وصاحب الجريدة التي كانت
تتدرب فيها لفحصهما.
وأودعت مصلحة الطب
الشرعي تقريرها بنتيجة توقيع الصفة التشريحية على جثمان المجني عليها، والذي انتهى
إلى جواز حدوث الوفاة من مثل التصوير الذي انتهت إليه تحقيقات النيابة العامة.
ووجهت النيابة العامة
المصرية تحذيراً من التهافت واللهث الإعلامي غير المبرر خوضًا في تفصيلات الواقعة
وتحليلها وتحليل شخصية المجني عليها والمتهم، وبواعث ارتكابه الجريمة، دون سند
لديهم أو حق لهم يبيح ذلك، الأمر الذي يصدر صورة غير حقيقية عن اختلال التوازن
الاجتماعي باضطراب العلاقات بين الشباب والفتيات وإتيانهم سلوكيات غريبة على هذا
المجتمع وقيمه ومبادئه، وتفشي بعض الظواهر على وجه التحديد، وهو ما ليس حاصلًا
بهذه الصورة التي يسعى البعض إلى تصديرها بخسة مستغلًّا هذه الوقائع واهتمام
المجتمع بمتابعة تفاصيلها وكأنها معبرة عن حال المجتمع بأسره.