الخميس 25 أبريل 2024
توقيت مصر 23:14 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

في الصحافة والحياة..

الموت على الهواء

الوباء يقسو علينا. يغيب في كل ساعة من نعرف ومن نجهل، لكن كله بأمر الله. إن جاء الأجل فنحن راحلون إلى رحمته وإن كان في العمر بقية فنحن تحت رعايته.
ربما لو لم يكن هناك فيسبوك مليئا بأخبار الموت ووداع الراحلين عن دنيانا، ما كنا سنعيش هذا الهلع والقلق وإنتظار أن يطرق أبوابنا أو يدخلها عنوة ، فالأوبئة ليست جديدة على الأرض، فقدت أودت عبر التاريخ بالملايين، لكنها كانت تقتل في صمت، أما كورونا فيقتل على الهواء وتحت الأضواء، تتناقل السوشيال ميديا أخبار ضحاياه كل ثانية، فلا يجد المتابع وقتا ليبلع ريقه أو يعزي ، وقد يجلس متهيأ لأن يصيبه الدور.
في ظل الفواجع المتتالية يجب أن نطمئن أنفسنا بالثقة بالله واللجوء إليه. لن يموت أحد قبل ثانية واحدة من موعده. لن يسبق كتابه أو يتأخر عنه حتى لو أحاطت به واصطادته كل أوبئة الدنيا.
وفي الوقت نفسه لا يجب أن يجرنا ذلك إلى التواكل وترك الأسباب. إن الله كما خلق الداء خلق الدواء، وأمرنا باتباع سبل الوقاية من العدوى وأن نفعل كل ما في وسعنا للحفاظ على أبداننا وعلى أهلنا، وألا نكون جسرا للوباء إليهم.
علينا أن نأخذ بالأسباب ونثق في الله وندعوه ليل نهار أن يرأف بنا ويحمينا.