السبت، 05-09-2020
08:28 م
يؤاخذ البعض
المسلمين إذا أسرفوا في التعبير عن غضبهم لنبيهم
صلى الله عليه وسلم، وقد تأتي "المؤاخذة" من علمانيين مسلمين أو من غربيين، وكلاهما ـ الأول لعلمانيته، والثاني لغربيته ـ يجهلان مكانة النبي بالنسبة للمسلم المتدين، فيستغربان أو يدينان هذا الغضب النبيل، سيما إذا أشطت ـ بحسب تقديرهم ـ أو اتخذ موقفا جماعيا على نحو ما يجري الآن بعد إعادة نشر الرسوم المسيئة لأشرف الخلق عليه صلوات الله تعالى وسلامه.
اللافت أن "
المسلمين" يرون في الاحتجاجات عملا غير "حضاري"، وبالطبع فإن حسبة "حضاري" و"همجي" في تقديره، عادة ما تكون مستندة إلى صورة أوروبا أو الغرب عموما "المثالية" والتي استقرت في ضميره، باعتبارها النموذج في كل شيء بما فيها الإقتداء بها إزاء أزمة الرسوم المسيئة.
توجد في الواقع حالة من المبالغة الشديدة فيما يتعلق بمثالية
العقل الغربي في إدارة أزماته، وبعيدا عن التفاصيل، فإن حالات كثيرة مشابهة استهدفت المسيح عليه
السلام، في دول خارج النطاق العربي سواء أسيوية أو غربية، وتباينت ردود الأفعال تجاهها من المصادرة الرسمية إلى ارتكاب أعمال عنف بالغة الخطورة.
في 24 أغسطس عام 2007 قررت الحكومة الماليزية، وقف إصدار صحيفة "ماكال أوساي" اليومية التي تصدر بلغة "التاميل" لمدة شهر، عقابا لها على نشر رسم للمسيح وهو يمسك سيجارة وعلبة من الجعة.
في سيدني "الاسترالية، وقعت أحداث شغب وصفتها وكالات الأنباء بـ"الثورة" ، احتجاجا على معرض للأعمال الفنية الدينية، "يُشبه صور أسامة بن لادن بصور للمسيح" .. وعندما تحولت رواية "آخر وسوسة للمسيح" لليوناني " نيكوس كازانتزاكس" إلى فيلم سينمائي عام 1988، أحرقت دور عرض سينمائية في باريس، استخدم فيها قنابل حارقة وعلى نحو ما حدث 22 أكتوبر 1988
وعندما عرض الأمريكي " أندريس سيررانو" لوحته المسماه "البول على المسيح"، أحدثت ضجة كبيرة في
الولايات المتحدة، انتقلت إلى
مجلس الشيوخ عام 1987 ، والذي شهد جدلا حادا بشأن حدود وسقف "حرية التعبير".
فعلى الرغم من أن نسبة التدين في العالم الغربي متدنية جدا، إلى الحد التي يحمل بعض دوله، إلى استيراد
رجال دين من "الهند" لإقامة القداس في الكنائس بعد أن خلت من رجال الدين ومن روادها من العامة، فإن هذه النسبة رغم ضآلتها، تشعر بالاستفزاز إذا ما أسئ إلى ما تعتقده دينيا، تذهب أحيانا احتجاجاتها مذهب استخدام القنابل كما حدث في باريس، فما بالنا بالعالم الإسلامي، الذي يقدم
حب النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ على حب الأنفس والأولاد والأموال؟!.
[email protected]