السبت 27 أبريل 2024
توقيت مصر 07:06 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

طاقة نور.. لقاحا «أكسفورد» و«موديرنا» يحرزان تقدمًا في علاج كورونا

طاقة نور.. لقاحا «أكسفورد» و«موديرنا» يحرزان تقدمًا في علاج كورونا
آظهرت التجارب على لقاحين لـ (كوفيد – 19) المتسبب فيه فيروس كورونا المستجد، أحدهما في بريطانيا، والآخر في الولايات المتحدة، نتائج مبشرة، تعطي الآمال في إمكانية استخدامها في علاج المصابين بالفيروس. 


ويركز فريق جامعة أكسفورد ببريطانيا على الخلايا التائية - التي تتطور نتيجة استجابة مناعية طويلة الأمد.


وقال الباحثون الذي يعملون على تطويره، إنهم واثقون "بنسبة 80 في المائة" من نجاح اللقاح، آملين في إمكانية تطبيقه على المرضى بحلول سبتمبر.


وفي الوقت نفسه، أعلنت شركة موديرنا الأمريكية لصناعة الأدوية أن التجارب السريرية للقاحها لوباء (كوفيد-19) ستدخل المرحلة النهائية في 27 يوليو الحالي، سعيًا لمعرفة فعاليته في الحماية من الإصابة.


وقال الخبراء اليوم إن تجاربهم أنتجت استجابة مناعية لدى 45 متطوعًا سليمًا في دراسة مستمرة في المرحلة المبكرة.


وقال الباحثون في دورية نيو إنجلاند الطبية (NEJM)، إن المتطوعين الذين حصلوا على جرعتين من اللقاح لديهم مستويات عالية من الأجسام المضادة تجاوزت نظيرتها التي شوهدت لدى المرضى المتعافين من (كوفيد – 19).


يعمل كلا اللقاحين التجريبيين عن طريق خداع الجسم للاعتقاد أنه مصاب بالفيروس لإثارة استجابة مناعية يمكن أن تهاجمه بعد ذلك.


وركزت الأبحاث المبكرة على الأجسام المضادة ، لكن العلماء بدأوا في التركيز على مناعة الخلايا التائية، والتي تُعرف باسم خلايا "الذاكرة"، وهي تصنع استجابةً للعدوى، وعلى عكس الأجسام المضادة، تظل لفترة طويلة بعد ذلك.


وقال مصدر في فريق أكسفورد لقناة (ITV News): "هناك نقطة مهمة يجب وضعها في الاعتبار هي أن هناك بعدين للاستجابة المناعية: الأجسام المضادة والخلايا التائية". 


وأضاف: "يركز الجميع على الأجسام المضادة، ولكن هناك مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن استجابة الخلايا التائية مهمة في الدفاع ضد فيروس كورونا".


ودخل باحثو جامعة أكسفورد في شراكة مع شركة الأدوية العملاقة "أسترازينيكا"، ومقرها كامبريدج، لإنتاج اللقاح بكميات كبيرة.


لكن الباحثين وجدوا صعوبة في تجنيد عدد كافٍ من الأشخاص لاختباره لأن حالات الإصابة بالفيروس في المملكة المتحدة انخفضت بشكل كبير، بعد نهاية شهر مارس عندما تم فرض العزل العام في البلاد.


ولجأ الباحثون إلى إجراء اختبارات جديدة في البرازيل وجنوب إفريقيا، حيث حدثت زيادة كبيرة في الإصابات الجديدة.


ومن المتوقع نشر النتائج في المجلة الطبية "ذا لانسيت".


لم يبلغ فريق أكسفورد حتى الآن عن نتائج المرحلة الأولى، والتي ستظهر ما إذا كانت آمنة وما إذا كانت تستدعي استجابة مناعية أم لا.


وقالت متحدثة باسم جامعة أكسفورد اليوم، إن الفريق ينتظر تأكيدًا من مجلة علمية لتاريخ نشر ووقت نشر البيانات ، لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى.


وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال الفريق إن الاستجابة المناعية التي شاهدوها في التجارب حتى الآن شجعتهم، وكانوا يتوقعون نشر البيانات بحلول نهاية يوليو.


ويجري تطوير واختبار أكثر من 100 لقاح حول العالم في محاولة لوقف جائحة (كوفيد – 19) التي أودت بحياة مئات الآلاف.


وقال كبير علماء منظمة الصحة العالمية في يونيو إن اللقاح التجريبي "أسترا زينيكا" ربما يكون المرشح الرائد في العالم والأكثر تقدماً.


ووقعت الشركة اتفاقيات مع الحكومات في جميع أنحاء العالم لتزويد اللقاح إذا تم ترخيصه للاستخدام.


يأتي ذلك في الوقت الذي أفاد فيه باحثون في الولايات المتحدة أن اللقاح التجريبي لشركة موديرنا الأمريكية لصناعة الأدوية أن التجارب السريرية للقاحها لوباء كوفيد-19 ستدخل المرحلة النهائية في 27 يوليو الحالي، سعيًا لمعرفة فعاليته في الحماية من الإصابة.


وجاء الإعلان بالتزامن مع نشر نتائج تجارب سابقة أجريت للتثبت من أن اللقاح آمن ويحفز انتاج الأجسام المضادة.


وستجرى التجارب السريرية في هذه المرحلة الثالثة والنهائية على 30 ألف متطوّع في الولايات المتحدة، سيتلقّى نصفهم جرعات تبلغ الواحدة منها مائة ميكروجرام من اللقاح، فيما سيتلقّى النصف الآخر دواءً وهمياً.


وسيتابع الباحثون هؤلاء الأشخاص على مدى سنتين لمعرفة ما إذا كان اللّقاح آمناً وفعّالاً في منع الإصابة بفيروس "سارس-كوف-2" المسبب لكوفيد-19.


كذلك فإنه في حالة الأشخاص الذين يمكن أن يصابوا بالمرض رغم تلقيهم للّقاح، فإنّ الدراسة ترمي لمعرفة ما إذا كان اللّقاح يمكن أن يحول دون ظهور أعراض المرض على هؤلاء المصابين.


وحتى إن ظهرت أعراض على أشخاص تم تلقيحهم فإنّ هذا اللقاح يمكن أن يعتبر نجاحاً إذا ما منع ظهور إصابات خطيرة بكوفيد-19.


ومن المفترض أن تستمر الدارسة حتى 27 أكتوبر 2022، لكن يرتقب صدور نتائج أولية قبل هذا الموعد بكثير.


جاء الإعلان بعد وقت قصير على نشر مجلة نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين الطبية، نتائج المرحلة الأولى من التجارب السريرية على لقاح موديرنا، والتي أظهرت أن أول المشاركين في التجارب وعددهم 45 شخصا، ظهرت لديهم أجساما مضادة للفيروس.


وتعد شركة موديرنا في طليعة السباق العالمي من أجل التوصّل للقاح مضاد للوباء الذي أصاب لغاية اليوم أكثر من 13 مليون شخص في العالم وأوقع أكثر من 570 ألف وفاة.


ويحذر العلماء من أنّ اللقاحات الأولى التي ستطرح في الأسواق لن تكون بالضرورة الأكثر فاعلية.


وكانت شركة موديرنا قد نشرت في مايو "معطيات موقتة" في المرحلة الأولى من التجارب السريرية.


وقالت الشركة إنها "لا تزال على المسار الصحيح لتتمكن من تقديم ما يقرب من 500 مليون جرعة سنويًا، وربما ما يصل إلى مليار جرعة سنويًا ، بدءًا من عام 2021".


واعتبر خبير الأمراض المعدية انتوني فاوتشي، مدير المعهد الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية الذي يشارك في تطوير اللقاح، أن النتائج الأولى "مشجعة". 




لكن بعض الخبراء في مجتمع العلوم قالوا إنهم لن يطلقوا أحكامهم قبل معرفة النتائج الكاملة ومراجعتها.


وتقوم تكنولوجيا شركة موديرنا والقائمة على جهاز الحمض النووي الريبي، على إعطاء الجسم المعلومات الجينية لإطلاق وقاية استباقية من فيروس كورونا المستجدّ.


وميزة هذه التكنولوجيا هي أنها لا تحتاج لتصنيع بروتينات فيروسية في المختبر.


ولم تحصل أي لقاحات قائمة على هذه التكنولوجيا إلى موافقة من هيئة تنظيمية.