الجمعة 26 أبريل 2024
توقيت مصر 04:27 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

من جائحة كوفيد إلى جائحة الجوع.. الجراد يهدد 30 مليون إفريقي

الجراد
تستعد أسراب الجراد الضخمة التي يقدر عددها بالمليارات، والتي أدت جائحة فيروس كوررونا المستجد (كوفيد – 19) إلى تفاقمها إلى اجتياح دول شرق إفريقيا.

وبعد أن دمر الجراد المحاصيل في الصومال وإثيوبيا وكينيا وأوغندا وجنوب السودان خلال الفترة ما بين يناير وفبراير، تستعد هذه الدول الآن لموجة ثانية، يمكن أن تلحق أضرارًا أكبر بسبب (كوفيد – 19).


وزاد الوباء من الضغط المالي على هذه البلدان، وأخر استيراد أدوات حيوية لمكافحة الجراد مثل مبيدات الآفات ومعدات الرش.

كما أدت القيود المفروضة على السفر بسبب حظر السفر إلى حصر الأشخاص داخل مناطقهم، مما يعني أنهم لا يستطيعون الابتعاد عن الأسراب، ولا تستطيع الحصول على المساعدة من الدول الأكثر جاهزية.

وجاء ذلك في الوقت الذي تحدى فيه بعض الخبراء الدوليين حظر السفر من أجل دعم الجهود المحلية لمقاومة الجراد، مثل الرش الجوي.

كما ساهمت الظروف الجوية في الكارثة. إذ خلقت الأمطار الغزيرة في الشهر الماضي البيئة المثالية، حيث لا يمكن للجراد الصحراوي وضع بيضه إلا في الرمال الرطبة. بعد العاصفة، يمكن أن يحتوي متر واحد من الأرض على ما يصل إلى ألف بيضة.

ومن المتوقع أن تكون هذه الموجة الثانية من الجراد أكبر بعشرين مرة من سرب الجراد الذي اجتاح هذه المنطقة في وقت سابق من العام.

وعندما يفقس الجراد، يصبجح مستعدًا للسفر إلى المناطق التي بها محاصيل للتدمير، حيث يصبح أكثر كثافة ويتغير لونه من البني إلى الأصفر والأسود. ولا يجعلها هذا للحيوانات المفترسة لأنها تسافر في أعداد ضخمة بحيث تكون آمنة.

وقالت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية، إنه "يمكن للجراد أن يسافر 90 ميلاً في يوم واحد"، فيما اعتبرته "خبرًا مرعبًا للمزارعين الذين لا يملكون المعدات الكافية لمقاومته، ولملايين الناس الذين يواجهون المجاعة إذا دمرت المحاصيل".


ويأكل الجراد بالفعل المحاصيل في إثيوبيا وكينيا والصومال وينتقل بسرعة إلى أوغندا وجنوب السودان.

ووصفت الأمم المتحدة الوضع بأنه "مقلق للغاية"، حيث قدرت أن ما يقرب من مليون شخص قد دفعوا بالفعل إلى الجوع بسبب ذلك.

وحذرت من أنه إذا لم تتم السيطرة على السرب قريبًا، فقد ينمو إلى 400 ضعف حجمه الحالي بحلول شهر يونيو مما قد يؤدي إلى تدمير موسم الحصاد في منتصف العام.

وكتب أكينومي أديسينا، رئيس بنك التنمية الأفريقي، في مقال افتتاحي لمجلة "أفريكان بيزنس": "يبدو أن أولئك الذين يهربون من كوفيد 19 سيواجهون قريبًا الجراد 19". 

وأضاف: "في شرق إفريقيا وحدها ، يمكن أن يقفز عدد الجياع إلى 30 مليون شخص. آخر شيء تحتاجه أفريقيا الآن، حيث أننا نكافح جائحة (كوفيد – 19)، هو جائحة الجوع."