في السابع والعشرين من رمضان عام 392هـ، الموافق 1002م ، توفي المنصور بن أبي عامر بالمعروف بـ " الحاجب المنصور".
كان من أعظم سلاطين الأندلس قاطبة ولم يضاهيه حاكم في المجد العسكري طيلة الثمانية قرون التي حكمها المسلمون في الأندلس، إلا عبد الملك بن علي سلطان الموحدين.
بدأ حياته فقيرا وارتقي من جندي إلى رئيس الشرطة – وزير الداخلية- إلى منصب الحاجب للسلطان هشام المؤيد ثم إلى تولي السلطنة.
دخل أكثر من 50 معركة لم يهزم في واحدة منها، وكان عصره عصر انتصارات وقوة في الأندلس.
واسمه كاملا "الحاجب المنصور محمد بن عبد الله بن أبى عامر المعافرى"، وامتدت فترة حكمه خمسة وعشرين عاما من "367 -392هـ".
وكان بطلا شجاعا، حازما سائسا، عالما، جم المحاسن، كثير الفتوحات، عالي الهمة، عديم النظير.
ومن كثرة غزواته في بلاد الروم كثر السبي حتى بيعت بنت عظيم ذات حسن بعشرين دينارا.
جمع من غبار غزواته ما عملت منه - قطعة كبيرة من الطين- وألحدت على خده، أو نشر ذلك على كفنه.
توفي بأقصى الثغور ، سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة، وكان جوادا، ممدحا، معطاء.
ومع ذلك كله كان متواضعا حيث كان وزيره والد العلامة ابن حزم العالم المشهور ، فغضب ذات مرة، فارتعب وزيره، فهدأ من روعه ، وقال له : لا تراع فأنا ابن امرأة فقيرة، كانت تغزل الشيء، وترسلني به إلى السوق، فأبيعه بالقليل، وأرجع إليها وأنا أسعد الناس، حتى جاء أمر الله.