الجمعة، 18-09-2020
01:38 م
عبد القادر وحيد
قال
المفكر الإسلامي ناجح إبراهيم إن الحركة الإسلامية بالمغرب بعدة مراحل وأطوار، بدأت
فى السبعينيات مثل غيرها، وتحولت من مرحلة الدعوة الخالصة إلى مرحلة التأطير التنظيمى
والاهتمام بذلك على حساب الدعوة، وتقديم التنظيم والجماعة على مصلحة هداية الخلائق.
وأضاف
إبراهيم في مقال له نشرته المصري اليوم بعنوان " مراجعة مغربية للحركة الإسلامية"
أنها تحوّلت إلى مرحلة
الحزبية و
العمل السياسى.. وفرحت بذلك، لكن كانت
الحزبية سببا
من أسباب نكبتها لا طريق نهوضها.
واستطرد
إبراهيم في شرح ما كتبه د. فريد الأنصارى، الذي يعد مِن أهم مَن كتب فى مراجعة تيارات
الإسلام فى
المغرب، فهو أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة بكلية الآداب جامعة مولاى
إسماعيل بمكناس ب
المغرب، والأستاذ بدار الحديث الحسنية للدراسات الإسلامية العليا بالرباط،
وعضو رابطة الأدب الإسلامى العالمية، ومن أهم كتبه " الأخطاء الاستراتيجية الستة للحركة الإسلامية
بالمغرب".
وفي
تعقيبه على ما كتبه الأنصاري قال : الحركة
الإسلامية ب
المغرب، كما فى بعض الأقطار الأخرى، تعيش أزمة حقيقية ترجع بالدرجة الأولى
إلى كونها صارت عاجزة عن أداء وظيفتها الحقيقية، والقيام برسالتها الربانية، التى كانت
هى مبرر وجودها، وشرط ميلادها، ثم مسوغ إقبال الناس عليها فى مرحلة سابقة.
وأكد
إبراهيم أن هذه رسالة فى نقد
العمل الإسلامى بالمغرب وليست فى نقضه.. الغرض منها الإسهام
فى الإصلاح الضرورى لمنهجه، ومحاولة التقويم الداخلى لما اعوجَّ من خطوه، ورد ما انحرف
من قوله وفعله، غير ناقضين لأصله، ولا منكرين لفضله.
وأشار
إلى أن الطابع الغالب على
العمل الإسلامى كان فى مرحلته الأولى هو التأسيس التربوى
و
العمل التعليمى والاشتغال بالمنهج الدعوى، لتجديد بناء النسيج الاجتماعى الدينى، فأنبت
ذلك المنهج جيلا من أهل الفضل والخير.
واستطرد
في حديثه : استمر الأمر على ذلك زمنا، ينتج ويربى على منهج الأنبياء والصديقين، إلى
أن نمت الأجسام الحركية وتطورت الأشكال التنظيمية، فكان الابتلاء الذى خسرت فيه الحركة
الإسلامية كثيرا.
وفي
حديثه أيضا أن الحركة الإسلامية، بدأت تفرخ عقارب خضراء اندست بخضرتها المموهة فى خضرة
العمل الإسلامى، فكان الإسلاميون أنفسهم هم أول من تعرض للسعاتها السامة.
وأضاف
أن الناظر إلى
العمل الإسلامى فى المغرب اليوم من حيث هو جماعات تنظيمية يظن أنه بخير
وعلى خير، وأنه على مواقع متقدمة من معركته الحضارية الشاملة، لكن الحقيقة أنه قد تخلف
عما كان عليه من قبل، وفشل فشلا ذريعا فى الحفاظ على مواقعه الاستراتيجية التى كان
قد استصلحها بمنهجه التربوى وخطابه الدعوى الشعبى.
وأوضح
أنه قد فقدها اليوم كلية وخرج منها مطرودا مدحورا، فصارت ظهوره عارية مكشوفة لخصومه،
منوها أن أخطاءه الجسيمة قد وصلت إلى حد الانحراف التصورى والسلوكى والخروج عن المنهج
الإسلامى ببعض المواطن سببا رئيسا فى دخوله مرحلة من العد العكسى، وبرزخا من التراجع
المنهجى.
واختتم
حديثه قائلا: إن فقه المراجعة فقه عظيم يغفل
عنه الجميع، رغم أن الجميع- مؤسسات ودولا وأحزابا وجماعات- يحتاج إليه، بحسب تعقبه
على ما كتبه الأنصاري في نقده للعمل الإسلامي في المغرب.