من الأجداد للأحفاد .. دولة إسلامية ارتدت الكمامات عدة قرون

اشتهرت دولة المرابطين التي يقترن اسمها بأمير المسلمين يوسف بن تاشفين، وأحداث معركة الزلاقة في التاريخ الإسلامي، بدولة "الملثمين".

وأطلق اسم "الملثمين"، على هذه الدولة بسبب ارتداء قناع أو غطاء للوجه لا يفارق الرجل أبدا، وصار عادة صارمة يعرف بها رجال الدولة، حتى أطلق عليهم دولة " الملثمين".

ويعود سبب تسمية دولة المرابطين بالملثمين، والتي كانت نشأتها في موريتانيا، إلى طقوس الصحراء القاسية، حيث كانوا يلوذون بالقناع أو اللثام لأجل الحماية من حر الشمس أو مواجهة رمال الصحراء العتيدة في صحراء أفريقيا.

كما تشير إحدى الروايات التاريخية إلى أن سبب ارتداء هذه الدولة لهذا القناع أو اللثام أن رجال ومقاتلي البدولة كانوا في أحد الحروب، حيث داهم خصومهم مقرهم، أثناء غيابهم، ما دفع النساء لارتداء اللثام لإظهر تواجد الرجال في المدينة، وأحكموا خطة أوقعت بخصومهم.

وعندما عاد المحاربون من الرجال عزموا على ارتداء اللثام تقديرا لجهود النساء المحاربات ، وامتنانا بدورهم البطولي، حيث صار من لوازم الرجال، بحيث كان لا يعرف الرجل إلا من خلال قناعه أو لثامه، فلو قتل في الحرب وانفك اللثام، لم يتعرفوا عليه إلا بإعادة اللثام مجددا على وجهه، لكشف هويته.

وانتقلت هذه العادة من الأجداد إلى الأحفاد، وصارت زيّا رسميا وهوية لرجال ومقاتلي دولة المرابطين، حتى مع اتساع دولتهم، والتي طالت حوالي ثلث مساحة أفريقيا، بالإضافة إلى بلاد الأندلس.