يعتبر موسم الحج من أعظم المواسم العالمية حشدا للبشر، لأجل زيارة البيت العتيق والطواف بالكعبة، والتزاحم لأجل تقبيل أو لمس الحجر الأسود.
ولكن هذا العام تسبب وباء كورونا المسجد بتقليل عدد الحجاج، والاقتصار على من يوجد بداخل المملكة، من أي جنسية كانت، لأجل الالتزام بالإجراءات الوقائية.
كتب التاريخ سجلت أحداثا جسيمة، ربما فاقت فيروس كورونا بسبب الهجوم على الكعبة وقتل الحجاج في أطهر وأعظم بقعة حرمة عن الله تعالى.
وعندما يذكر الهجوم على الكعبة تذكر الطير الأبابيل وفيل أبرهة، لكن كانت هناك وقائع تفوق الخيال، وهي نزع الحجر الأسود وقتل حوالي 30 ألف من حجاج بيت الله الحرام، وهي الجريمة التي ارتكبها القرامطة.
وكان هجوم القرامطة على الكعبة في سنة 930 م، والتي شكلت واحدة من أكثر الأحداث دموية حول الكعبة في تاريخها، حيث هاجموا الحجيج في الحرم المكي بدعوى أن الطواف من أفعال الجاهلية وعبادة الأوثان.
وتقول بعض الروايات إن نحو ثلاثين ألفا من الحجيج قد لقوا مصرعهم في هذا الهجوم الذي وقع أثناء موسم الحج في ذلك العام. كما قام القرامطة بنقل الحجر الأسود إلى مدينتهم هجر -القطيف حاليا- التي كانت مركز دعوتهم وعاصمة دولتهم.
وقد توقف الحج لنحو عشر سنوات، كما لم يصعد أحد إلى جبل عرفة، وبقي الحجر الأسود بعيدا عن موضعه لسنوات عديدة قبل أن يسترد مقابل عشرات آلاف من الدينارات الذهبية ويعود لمكانه الحالي في الكعبة.
ويعلق المؤرخ ابن كثير على هذه الواقعة بالقول : إن زعيمهم أبا طاهر القرمطي أمرهدم قبة زمزم وقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها، وشققها بين أصحابه، وأمر رجلا أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فيقتلعه، فسقط على أم رأسه فمات على الفور.
وأضاف أنه لما رأى ذلك كفّ الخبيث عن الميزاب، ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود فجاءه رجل فضربه بمثقل في يده وقال: أين الطير الأبابيل، أين الحجارة من سجيل؟ ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه إلى بلادهم، فمكث عندهم اثنتين وعشرين سنة حتى ردوه.