تنقل الجثث واحدة تلو الأخرى، لتدفن في عدة مقابر شمالي اليمن في جنح الظلام.
وتقوم الميليشيات الحوثية بالتكتم على ما يجري، حيث يمنعون التصوير أو حضور الناس، ويطلبون من العاملين في المقابر بالصمت المطبق.
وتبدأ رحلة التكتم في المستشفيات، حيث يجري غسل الجثث بالمطهرات، وتكفينها في طبقات من البلاستيك والكتان الأبيض قبل وضعها في حفر بعمق مترين.
كما لا يسمح الحوثيون لأحد بدفن المتوفى سوى حفنة من أقاربه الذين يرتدون الأقنعة والقفازات والملابس الواقية .
ولا تسمح السلطات بحضور أعداد كبيرة أو اصطحاب الهواتف، في الوقت الذي يتلقى فيه حفارو القبور وحراس المقابر تحذيرات من الحديث عن أسباب الوفاة الحقيقية.
وبحسب روايات عدد من السكان وأحد حفاري القبور، فقد طلب منهم أن يقولوا إذا ما سئلوا أن الموتى هم "جثث مجهولة الهوية من الحرب".
وتتعمد المليشيات الحوثية عدم نشر نتائج الاختبار على الإطلاق، لكن صلوات الجنازة لا تنقطع يوميا، في الوقت الذي تغمر فيه وسائل التواصل الاجتماعي عبارات التعازي وصور الموتى.
يأتي هذا في الوقت الذي ينتشر فيه الفيروس في جميع أنحاء اليمن، الذي دمرته خمس سنوات من الحرب الأهلية بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، ومعظم في شمال البلاد، وقوات الحكومة المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية.
وأدت الحرب إلى انهيار أنظمة المياه والصرف الصحي، حيث باتت العديد من العائلات، وخاصة ملايين النازحين بسبب القتال، غير قادرة على الحصول على وجبة طعام كافية.
وأدت جائحة كورونا إلى تفاقم الخسائر في الأرواح ، ما أدى إلى شل النظام الصحي الذي يعاني أصلا من عدم القدرة على مواجهة الوباء.