الجمعة 22 نوفمبر 2024
توقيت مصر 05:32 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

مواقف لا تنسي..

الشيخ الظواهري.. بشر شوقي برؤيا الرسول.. وأفتى لمحمد رفعت بهذا الأمر

محمد الأحمدي الظواهري
كثيرا من المواقف تجعل اسم الأحمدي الظواهري شيخ الأزهر الراحل، واحدا من الذين لا ينساهم الأزهر والتاريخ، مثل موقفه مع الشيخ محمد رفعت والإمام محمد عبده وحقيقة المنام لأحمد شوقي ، حيث بشره برؤيا الرسول.
في هذه السطور نحيي ذكر الشيخ الظواهري وموافقه:

أول شيخ قبيلة يتولي مشيخة الأزهر.. مولوده
الشيخ محمد بن إبراهيم الأحمدي الظواهري الشافعي ولد بقرية كفر الظواهرى بمحافظة الشرقية 1887،، وهو أول شيخ قبيلة عربية، يتولى مشيخة الأزهر، عام 1930، وفي أيامه أنشئت الجامعة الأزهرية الحديثة، ومجلة الأزهر ومطبعته، كما أرسلت في عهده، بعوث الدعوة إلى الصين واليابان والحبشة والسودان، للدعوة إلى الإسلام،.

 قدم استقالته في  26 أبريل عام 1935، اعتراضا على ما وصفه بأنه بممارسات عدائية ضده.

كان شيخ الظواهرية، وهي واحدة من قبيلة النفيعات التي تنتسب إلى نافع بن ثوران بن عوف بن ثعلبة، من كتبه كتاب "العلم والعلماء" صودرت نسخه وقت صدوره وأحرقت، وكتاب "براءة الإسلام من أوهام العوام" لا يزال مخطوطا.

تلمذته للإمام محمد عبده.. والامتحان المفاجئ
 ويذكر عن والده أنه كان من خيرة علماء الأزهر، فعُنِيَ بتعليم ابنه، وتعهده بنفسه، وفي الوقت نفسه، كان يتردد على حلقات العلم بالجامع الأزهر، ولم يكن يلتزم بدراسة كتاب محدد، أو يتقيد بحضور درس شيخ معين، باستثناء حلقات الإمام محمد عبده.

وذكر أن الأخير ترأس لجنة امتحان الظواهري، بدلاً من الشيخ "سليم البشري" شيخ الجامع الأزهر، فتطرّق الخوف إلى قلب الطالب، لأنه يعلم ما بين الشيخ وأبيه من النفور والجفاء، وفتح الله على الطالب المجتهد وأحسن في العرض، وهو ما جعل الإمام يُثني عليه، ويقول له: والله إنك لأعلم من أبيك، ولو كان عندي أرقى من الدرجة الأولى لأعطيتك إياها.

تصديه لضم الأزهر للمعارف 
تجددت الدعوة إلى إصلاح الأزهر والنهوض به في عام 1925، وكان من بين الصيحات دعوة غريبة إلى جعل الأزهر تابعًا لوزارة المعارف، وتكون لها السيطرة عليه، على أن يبقى لشيخه مظهره الديني ووضعه اللائق في الرسميات، وكان رأيًا خطيرًا هدامًا، يبغي إلغاء الأزهر وهدم مكانته التاريخية ومنزلته في العالم الإسلامي.

وكان للشيخ الظواهري موقف كريم، حيث ثار على هذا الرأي، ورأى فيه خطرًا داهمًا على الأزهر، فصدع برأيه قائلاً: كيف نقر ضم الأزهر للمعارف.. في الوقت الذي ننادي فيه باستقلال الجامعة المصرية، وبعدها عن نفوذ المعارف، اللهم إلا إذا كان وراء هذا الضم غرض خاف هو القضاء على الأزهر ونفوذ الأزهر، وبالتالي على النفوذ الديني في البلاد.

فتوي الظواهري تفتح الأبواب أمام الشيخ محمد رفعت
كان الشيخ محمد رفعت يتلو القرآن في أحد المآتم الشهيرة، لكن الحظ حالفه عندما وجد ضمن المستمعين، البرنس محمد علي باشا، فأعجب به وبصوته وأسلوب تلاوته، فأرسل إليه وطلب منه أن يفتتح الإذاعة الأهلية المصرية، ليرحب الشيخ محمد رفعت ويسجل له حفلته "زكريا باشا مهران" سورتي الكهف ومريم على أسطوانة لتبدأ الشهرة طريقها مع الشيخ.

بعد غلق الإذاعة الأهلية بدأت شركة ماركوني الإنجليزية تأسيس الإذاعة المصرية ليتم توجيه عرض القراءة على الشيخ محمد رفعت بالإذاعة، لكن فوجئت إدارة الإذاعة بالرفض ولم تكن تعرف سبب رفض الشيخ القاطع.

ظهرت في مخيلة الشيخ رفعت أن هناك شبهة حرمة في قراءته بالإذاعة التي أسستها الشركة الإنجليزية، لكنه توجه إلى الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقتها الشيخ محمد الأحمدي الظواهري، وكان الأخير في اجتماع مع الملك فؤاد للنظر على وضع الأزهر بعد استقالة الشيخ المراغي.

قابل شيخ الأزهر الشيخ رفعت، حيث قال له إنه عُرض عليه القراءة في الإذاعة لكنه يرفض نظرًا لأن الإذاعة مكانًا غير طاهر لأنها تحت وصاية بريطانية، فضلًا عن احتمالية وجود محرمات بها وتبرج قريبات الإنجليز.

الشيخ الظواهري أقنعه أن القراءة في الإذاعة أمر عادي ومحبوب لأن الراديو وسيلة تصل للجميع، فالعيب فيما يُقدّم في الراديو وليس العيب في الراديو نفسه، والقرآن خير شيء يُقدم عن طريق الراديو، فاقتنع الشيخ رفعت ووافق على القراءة بالإذاعة، وخبأ القدر للشيخ رفعت أن يكون هو أيضا صاحب التلاوة في الحفل الرسمي للإذاعة بدار الأوبرا.

هل بشر الشيخ الظواهري الشاعر أحمد شوقي برؤيا من الرسول؟

ذكر الدكتور أحمد عمر هاشم فى أحد البرامج التليفزيونية، أن أحمد شوقى مرض مرضاً شديداً فى أيامه ا?خيرة، وذات يوم فوجئ بخادمه يخبره أن فضيلة الشيخ محمد أحمدى الظواهرى، شيخ الجامع الأزهر، يريد لقاءه فهب شوقى واقفاً وهرول للقاء الإمام الأكبر فلما قابله ورحب به سأله عن سبب تشريفه بالزيارة، فكان جواب شيخ الأزهر: جئتك مأموراً من رسول الله ، فقد زارنى النبىُّ .. الليلة الماضية وأمرنى أن آتى إليك وأخبرك أنه  فى انتظارك، وبعدها بأيام قليلة توفى شوقى .

اعتبارات سياسية وظروف اقتصادية تجبره على تقديم استقالته
لم يستطع الإمام أن يحقق كل ما يطمح إليه من وجوه الإصلاح التي دعا إليها في كتابه "العلم والعلماء"، لاعتبارات سياسية، فاشتدت معارضة العلماء والطلاب له، وجابهوه بالعداء، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة، التي كانت تمر بها البلاد، ولم يجد خريجو الأزهر عملاً لائقًا.

وعمل بعضهم دون أجر حتى يحفظ لنفسه حق التعيين حينما تواتيه الظروف، وزاد الأمور سوءً أن السلطات طلبت من الظواهري، فصل مائتين من العلماء في ظل هذه الظروف، فاستجاب لهم وفصل بعضهم.

وبلغت الأزمة مداها بفصل عدد من طلاب الأزهر الغاضبين من سياسته والثائرين عليه، فلم يراعوا حرمة الشيخ وجلال منصبه، فجابهوه بالعداء السافر، وكانت التيارات الحزبية وراء اشتعال الموقف، ولم يستطع الشيخ أن يعمل في ظل هذه الظروف العدائية، فقدم استقالته في 23 من المحرم 1354، الموافق 26 من إبريل 1935.