استنكر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، دعوة برلماني هولندي إلى عقد مسابقة كاريكاتيرية تسيء للرسول محمد صلي الله عليه وسلم، باسم حرية التعبير والإبداع .
وقال المركز في بيان لها: "إن الإسلام يرفض انتقاص الآخر خلف أي ستار، وتحت أي مسمى، ويرى أن حرية الفن والإبداع منضبطة بقيم التسامح والرحمة والاحترام، مشيرًا إلى أن تمسك المسلم بدينه، وعمله بكتاب الله عز وجل، والتزامه بسنة الرسول صلي الله عليه وسلم، لهو الرد الأمثل على هذه الإساءات.
وأضاف: أن هذه الوقائع لم تنل شيئًا من مكانة الرسول صلي الله عليه وسلم، لدى أتباعه، أو لدى المنصفين من غير أتباعه، كما أنها لم ترفع من قدر مُنتَقِصيه؛ بل إن التاريخ لم يمدح قط مستهزءًا أو حاضا على الكراهية.
وتابع البيان: "إن الدّعوة إلى عقد مسابقة كاريكاتيرية تُسيء لرسولنا الكريم سيدنا محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام- ليست هي الأولى من نوعها، بل سبقتها وقائعُ مشابهة، يرجع تاريخُها لأكثر من خمسة عشر عامًا باسم حرية التعبير والإبداع".
وأشار إلى أن هذه الوقائع لم تنلْ شيئًا من مكانة سيدنا رسول الله لدى أتباعه، أو لدى المنصفين من غير أتباعه، كما أنها لم ترفع من قدر مُنتَقِصيه؛ بل إن التَّاريخ لم يمدح قط مستهزءًا أو حاضًّا على الكراهية
وأضاف البيان أن نطرح تساؤلاتٍ على أنصار حرية التَّعبير المُطلقة: هل لمقدسات النّاس ومشاعرهم احترام لديكم؟! هل تُقاس حضارات الأمم بتقدم صناعاتها، وتشييد بناياتها فحسب؟! أم أنّ القيم الثابتة هي الأساس الحقيقي للحضارات؟!"
وأكد أن نظرة واحدة على الماضي لتُطلعُنا على كمِّ الآثار السلبية التي تركتها مُمارسات العنصرية والكراهية والعنف، والتي عانت منها البشرية عقودًا؛ ولا زالت، وليس الإرهاب عنَّا ببعيد، بكل وضوحٍ نقول: إن الإسلام يرفض انتقاص الآخر خلف أي سِتار، وتحت أي مُسمى، ويرى أن حرية الفنّ والإبداع منضبطة بقيم التّسامح والرحمة والاحترام.
واستطرد البيان: نلفت الأنظار إلى أنَّ تمسكَ المسلم بدينه، وعملَه بكتاب الله عز وجل، والتزامَه سنة سيدنا رسول الله لهو الرَّد الأمثل على هذه الإساءات، وإن ردَّ الإساءة بالإساءة أو بالعنف لن يُوقف مُحاولات الانتقاص المتكررة، ولن يضع حدًّا للمشكلة، قال تعالى: "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ".
وأكد البيان: "وأخيرًا.. لو عرفوه ما أساءوا إليه؛ بل لو عرفوه لأحبّوه".
وأشار إلى أنّ رسولَ الإسلام لهو شعاع النور للبشرية جمعاء، وهو الداعي إلى كل فضيلة، الناهي عن كل رذيلة، جعل الله سبحانه الفلاحَ في الإيمان به وتعزيره ونصرته واتباعه؛ قال تعالى: "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ، فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ".
وتابع: "أن محاولةً صادقةً من عقل واعٍ لمعرفته لتُوصِل صاحبها إلى الإيمان بنبوته ومحبته، أو إلى احترامه وإنصافه على أقل تقدير، ويكفي لبيان عدمِ الإنصاف، وانعدام الموضوعية لدى منتقصيه أنهم لم يعرفوا عن رسالته السَّمحة، وخُلقه القويم مقدار صفحة من كتاب، ولا ضَيْر؛ فمن زكَّاه الخالق عز وجل وعصمَه؛ لن تُنقص من قدره كلمةُ سخريةٍ، أو رسمةُ إساءةٍ، قال تعالى في عصمته للرسول: "إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ".