الأحد 24 نوفمبر 2024
توقيت مصر 21:47 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

المهمة المستحيلة: تقويم الشعب!

محمد الخضيري
في القديم قال "فريدرك" ملك روسيا، أن نجاح الأمم معقود بتربية الشعوب (تربية عامة) على المبادىء والقوانين وتحويلها إلى مناهج دراسية "بالمدارس" وقد سن هذه المناهج والإجراءات في عام 1763، حتى تحولت مع الوقت إلى (أسس متينة للتربية الصحيحة)، وهو أمر قريب من تصور"الدولة الفاضلة" لأفلاطون، غير أن "فريدرك" كان يهتم كثيراً بالتربية الدينية كأولوية.
يقول علم النفس بأن الشخص الذي يقوم بمغامرات مخيفة يكون أكثر سعادة، لذلك فإن مسألة اقتحام العقل الجمعي للأمة مغامرة مخيفة وجريئة، ولكنها ستجلب السعادة للبلاد والعباد وتجعل الأمور أكثر تنظيماً وترتيباً، فمسألة "إصلاح أخلاقيات المجتمع" ، ستأتي بريع اقتصادي غير متوقع ومنافع آنية لا يمكن قياسها، وهو أمر يحتاج إلى خطط مرنة تنسجم مع "شخصية الدولة"، والصورة التي ينبغي أن تكون عليها، بالفعل هي مغامرة لغرض التأثير على عقول الناس بأسلوب منهجي وبغطاء رسمي يقدم حل للمعاناة الأخلاقية التي تنخر في قلب الأمة.
الجسد المصري يعاني من إغماءة ثقافية وتلبك توعوي، وفقدان للهوية "وليس الشهية" بجانب خلل في الغدد الأخلاقية بفعل انهزامية الذوق العام أمام "الفنون الفجة" التي تشعر أنها أتت من خارج الكوكب أو أنها موسيقى مرتبطة بالعالم السفلي (تحت بير السلم) وأنها مصنوعة للعفاريت والجن وليس للإنسان الذي كرمه الله بالعقل واختيار الأشياء الأفضل والأطيب، وللأسف لا يظهر على الساحة متخصصين يحددون الدواء المناسب، أقصد "الدواء المر"، والمسعف في الغالب يأتي متأخراً بعدما تبدأ التقلصات والآلام.
فالحديث عن مشروع قومي يشبه حملة (مائة مليون صحة) لا يمكن أن يبدأ دون رؤية متفحصة للحالة وخطة ذكية، وهي مغامرة ستجد مقاومة كبيرة، بسبب رفض البعض للقيم التي سيتم دسها في كل شىء، لتندمج في قصص المسلسلات والأفلام والإعلانات على أن يتم دفعها دفعاً، وغمسها غمساً، بغرض تخطي مرحلة فوضى التفكير، واستخدام كل الأدوات المتاحة لتحقيق هذه الإستراتيجية طويلة المدى لتحقق "نمو أخلاقي" ينعكس على اقتصاد الدولة ويحسن من صورتها ويبرز هويتها ويرتقي بسلوك شعبها، ولابد لها من شكل انسيابي وأسلوب عبقري ينطوي عليه (تهذيب عام وشامل لسلوك الشعب المصري).
- المشروع الذي أتحدث عنه يبدأ باستخدام "برامج التهذيب" المنسجمة (مجتمعياً – إعلامياً – تعليمياً) لتسير بالتدريج منذ الولادة مروراً بمراحل حياة الطفل المصري وشبابه وحتى تكوين الأسرة، وخلق حالة (وعي) لدى الأسرة بكيفية التعامل  مع هذا الطفل منذ ولادته، هذه الأمور تتم ببرامج ولا تحتاج إلى بيئة نرجسية.
- من السهل أن تقوم الدولة بتوفير "محاضن تربوية" لتعليم الأسر المصرية كل شىء في فنون التواصل وإدارة الأزمات، وقبل الزواج  يدشن البرنامج التعليمي عبر سلسلة محاضرات (مستمرة) لا تستثني أحداً من الجمهور "دورات تشبه الحملات القومية في فكرتها، والإنتخابات في حبكتها، وطوابير الجمعيات في زحمتها"، هي حملة دائمة ومستمرة ولا تتوقف، على أن تقسم المحافظات وتدشن فيها فصول، مما يرفع معدلات التشغيل ويقلل فجوة البطالة.
- المقصود: هذه التجمعات التثقيفية أو التدريبية أو سمها ما شئت تخاطب الأسرة المصرية عن التغذية الصحيحة وبدايات التربية (بعد الولادة)، وعن تربية الطفل، ثم جداول أخرى لمحاضرات حتى مرحلة المراهقة يشترك فيها الجمهور بسعر رمزي، وأن يسجل فيها عبر موقع إلكتروني – بالرقم القومي، وتنتهي باختبارات تمنح نقاط للمواطن، بحيث أن المواطن الذي اهتم بهذا الأمر ولو لفترة ما، يكون جزء من برنامج قومي كبير ويكون له الأولوية في بعض المستجدات.
- يندمج هذا المشروع مع القيم المخطط لها في "المسلسلات والأفلام والأغاني" مثل "موج البحر" واحداً تلو الآخر.
- سيعمل المشروع مبدئياً لوقف عملية تجهيل الناس عبر إزاحة غير المتخصصين من البرامج الفضائية وغيرها.
- سيظهر في العام الأول حقائق مذهلة واستكشاف "القابلية للمرض" ومناطق الداء من خلال تجريب الفيروسات بشكل غير فج لا يصيب الناس بالهلكة، ومعرفة مناطق الضعف والهشاشة في الجسد المصري.
- منح دورات مكثقة للمسؤولين وصناع القرار بجدول زمني يتخصص في شرح مراحل "تكوين الأمم" من الصفر على أن يفهموا من خلاله طبيعة المشروع.
- تباشر الجهات المسؤولة عملية المتابعة والتقييم بشكل دوري، ويشمل هذا التقييم كافة المخرجات الإعلامية والتعليمية ومدى تأثيرها المرحلي على المواطن.