السبت، 25-07-2020
05:28 م
أميمة السيد
سلام عليكم دكتورة أميمة..
أنا سيدة متزوجة من عشر سنوات وعندي 3 اطفال زوجي رجل طيب وعلي خلق عالي لكن مشكلتي سيدتي انا هذه الصفات يتعامل بها مع الناس كلها الا انا من بدايه زواجنا كان يعاملني بقسوه وغلظه لا اعرف سببها طلب مني اترك عملي فتركته وانا اقطع صلتي بصديقاتي مع انهم علي خلق ممتاز وفعلت لارضاءه لكن بدون فايده كنت اعامله احسن معامله هو واهله بشهاده الجميع وهو مستمر في القسوه والتعنيف علي اتفه الاسباب حتي انه كان يضر بني ويشتمني احيانا وانا سيدتي من اسره كريمه واصيله لم اتربي علي هذه المعامله في بيت اهلي وصبرت وتحملت معاملته السيئه لي عشان اولادي مع ان ده مش طبعه ابدا مع كل الناس كريم وطيب مهذب لا يفوت اي فرصه لاهانتي او تحقيري واحنا مع بعض او حتي قدام الناس ولكن بعد فتره بدات اعصابي تتعب وجالي ارق مكنتش بعرف انام ولا ببطل عايط وشعري شاب بالرغم من ان عمري 32 سنه بس شكلي يعطي 50 سنه وعشان انا بنت اصول مردتش اقول لاهلي لانهم ممكن يطلقوني منه بس اشتكيت لامه وزعلت منه قالتله مراتك نعمه معتش تزعلها تاني بس مفيش فايده في مره وهو بيبهدلني فضلت اصرخ واصوت وجاتلي خاله هياج كنت هموت نفسي خدني وداني لدكتور وقاله اني عندي اكتئاب حاد ولازم امشي علي ادويه وعرفت في اليوم ده هو كان بيعملني كده ليه كان فاكر انه المعامله دي هتخليه راجل البيت وانه كان لازم يغمل كده عشان يبقي قوي وانا ضعيفه طبعا الدكتور بهدله يوميها لانه السبب في الي وصلت ليه ومن يومها بيعاملني كويس جدا وانا ماشيه حاليا علي منومات ومهدئات بس انا مش قادره انسي الي عمله فيه ومع انه بيحاول يصلح الي عمله لكن بعد ايه سالت الدكتور بتاعي هل لو اتطلقت هرتاح وارجع طبيعيه قالي اعفيني من الاجابه مش عارفه اعمل ايه اطلب الطلاق عشان ارتاح ولا اصبر عشان خاطر ولادي
(الرد)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أوقات كثيرة تضطر زوجات أو أزواج التضحية بالتحمل للكثير من الإيذاء وبعض الضرر من شريك الحياة في سبيل استقرار الأبناء والحفاظ عليهم وعلى عدم تشتتهم اجتماعيا ودراسيا وخلافه..وأنا شخصيا في تناولى لمعالجة المشكلات الاجتماعية والزوجية أفضل اللجوء إلى الحلول المتاحة بل وغير المتاحة قبل اللجوء إلى الطلاق، فلكل مشكلة بفضل الله أكثر من حل حتى لو غاب عن أصحاب المشكلها ذاتها..
ولكن حالتان فقط هما ما أضطر أسفة أن أنصح فيهما الزوجة بالطلاق، بعد استنفاذ المحاولات مع الزوج..منها حالة الزوج الذي لا يتحدث إلا بيديه، الزوج السباب اللعان بذيء الألفاظ، فظ المعاملات الذي نيأس من إصلاحه..
أما هنا في حالة زوجك حبيبتى، فأنت ذكرت أنه ارتدع نوعا ما عندما رآك انهرتِ، فشعر بشيء من الندم وأنه كان يمكن أن - لاقدر الله - يفقد زوجة خلوقة مثلك..
ولكنك غاليتى أخطأت من البداية بالصمت عن شخصية مثله، حينما صبرت وتحاملت على نفسك طيلة هذه السنوات من الإهانة والضرب والإيذاء النفسي، بحجة أبنائك والحفاظ عليهم، في حين أن أسرة غير مستقرة الأب فيها مصاب بعقد نفسية دفينة يظهرها عليهم وعلى أمهم، ما هي إلا أسرة تجنى على صغارها وتزرع فيهم عقدا نفسية مستقبلية أكبر بكثير مما تعانيه الأم..أخطأت حين لم تلجأي إلى أهلك وهم سندك في الحياة حتى يردعوه عما يفعله معك بالحكمة والعقل وبدون انفصال، عن طريق حكما يتميز بالحكمة منهم كما وصانا الله عز وجل في أياته..
عموما، من الآن وصاعدا، ينبغي أن يكون هناك تغيير جذري في رد فعلك وعدم استسلامك لإيذاء زوجك مرة أخري، واصبري لترى هل تغيرت معاملته معك بعد أزمتك النفسية و زيارتكم للطبيب النفسي؟ أم سيعود مرة أخرى على ما اعتاد عليه معك؟
فإن ظل على معاملته الطيبة الودودة معك كان خيرا، أما إن عاد لطبعه السيء، حذريه من العواقب، وتحدثي معه بالحسنى وأنه جميل الخلق مع الأخرين، وأنك تتمنى أن يكون هكذا معك أولاً مع إظهار حبك واحتوائك له، أى بالحسنى والدلال والتدليل.. أما إن عاد و استمر في الضرب والإهانة، فلابد ومن الضرورى تدخل أهلك لتحذيره وردعه وأخذ عهدا أمام الجميع بشكل حازم وحاسم معه حتى لو اضطروا لتهديده، فهناك نوعية من البشر لا يردعهم غير التهديد الصريح بالانفصال أو غيره!!!
فإن تاب وعاد لرشده وعلم المعنى الحقيقي لحديث رسول الله صل الله عليه وسلم: ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم..
فوقتها سامحيه وافتحي معه صفحة جديدة أساسها الحب والمودة والحوار المتواصل بينكما والشراكة في الميول والأهداف..
أما إن ظل على حاله البغيض، فهذا يصعب إصلاحه وأنت في هذه الحالة حبيبتى غنية عن التعب النفسي و انهيار الأعصاب والمرض العضوى، بسبب شخص لا يستحق النعمة التى بين يديه والأمانة التى استأمنه الله تعالى عليها، وهنا فستكونين أنت الفائزة إن فررت بنفسك وصحتك من معاشرة ذلك الزوج المريض، و للأسف في هذه الحالة الانفصال والتسريح بالإحسان أفضل لك ولأبنائك وله هو شخصياً حتى يتوب من ذلك الذنب الكبير هو ومن مثله خلقا، ربما بسبب زوجة أخرى يتعلم على يديها أنه أضاع من يديه نعمة كبيرة، أو يكون عقابه أن يظل وحيدا بلا زوجة بأخلاقك الطيبة..
أسأل الله تعالى أن يهدِ لك زوجك تمام الهدى وأن يصلح أحوالك معه.