السبت، 27-02-2021
10:52 م
د. أميمة السيد
السلام عليكم
دكتورة اميمة
اكتب لك قصتى او مشكلتى والتى ارجو ان تكون عبرة لغيرى من القراء حتى لا يقعوا فى نفس الخطأ الساذج.
انا
دكتور طبيب 57 سنة -عضو هيئة تدريس بإحدى الجامعات المصرية وأعمل الآن فى المملكة العربية
السعودية ..
من أقل من سنة تعرضت لعملية
نصب كبرى من احدى شركات ال
فوركس والتى تدعى انها فى دبى.
وخلال الشهرين الماضيين تم استنزاف مايقرب من 300 الف ريال سعودى هى تقريبا كل مدخراتى أو للدقة اغلبها.
انا لم اكتب هذه الرسالة طلبا للمساعدة المادية لكن اطلب منك
أولا: نشرها لتحذير القراء من تلك الشركات – و اسم الشركة وموقعها على النت كما وضحته لكم بالرسالة و كتبت رابطه الإلكترونى لمن يود معرفة اسمها من القراء عن طريقكم..
ثانيا: اطلب منك كلمة او كلمات لتهدئتى نفسيا وتضميد جراح نفسى وقلبى
منذ تلك الازمة وانا فى حزن وهم لا حصر لهما --واشعر باحتقار نفسى وتفاهة عقلى وسذاجتى المفرطة التى اوقعتنى فى اكبر مشكلة فى حياتى
انا اتألم وابكى كثيرا كثيرا - فى البيت حيث اعيش وحدى لان اسرتى فى احدى البلاد الاوروبية - وفى العمل - وفى الطريق من والى العمل - وفى الصلاه التى أؤديها بلا تركيز
أريد كلمة منك تهدىء نفسى وقلبى -- ساعدينى ولو بكلمة -- لا اطلب مساعدة مادية --
انا فى كرب وهم عظيمين ولا استطيع البوح لزوجتى او بناتى فى الخارج بتفاصيل تلك المشكلة
اكاد اجن
دكتورة اميمة
تحياتى وشكرا
(الرد)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أخى ال
دكتور المحترم، هون على نفسك ولا تعذبها، فلعل الله تعالى اختار لك ابتلاء أهون بكثير جداً من غيره، فالابتلاء في المال هو من أهون الابتلاءات، فهذا المال الذي فقدته ليس لك منه نصيب في جميع الأحوال، و بدلاً من ال
نصب الذي تعرضت له كان يمكن أن يُسرق منك أو تشتري به أى ممتلكات ولا قدر الله يحدث لها مكروه فتضيع، أو ينفق على علاج مثلاً.. فنحمد الله تعالى أن نصيبك منه قد انقطع بدون إيذاء لك أو لبناتك أو زوجتك أو أى شخص من محبيك..
يا عزيزى ومن منا من لم يضيع له مال؟! و كثير من الأشخاص فقدوا كل ما يملكون من شقائهم لسنوات طويلة، ولكن بخسارة أكبر بكثير جدا مما فقدت أنت، ثم من منا لم يتعرض لسرقات أو لعمليات
نصب بمختلف أساليبها و درجاتها حتى تصف نفسك بالسذاج؟؟!
أعلم أن جل همك وغيظ قلبك يكمن في أن شخص ما قد غافلك وسلبك حقك برغبتك وإرادتك، وهذا شعور بالفعل قاسي جداً على النفس، ولكن النصاب يا عزيزى لا يطلق عليه نصاب إلا لحيله وألاعيبه المقنعة لضحاياه حتى يقعوا فعلياً في شباكه بكل ثقة، يمكن أن توقع بأعتى الأذكياء والحريصين ـ كافانا الله شرورهم ولا مكنهم منا ولا جعلنا مثلهم..
ثق يا
دكتور أن الله تعالى قد اختار لك الخير، وأنه حتماً سيعوضك بأفضل وأكثر مما فقدت، فقط ردد دائماً "حسبي الله ونعم الوكيل" واصبر واحتسب، مع الأخذ بالأسباب في محاولات لاسترداد حقك بشكل قانونى قدر الإمكان، وبإذن الله تعالى المولى ناصرك ومعوضك خيراً بالدنيا والأخرة، فما أصابك من هم وإيذاء في المال حتماً له أجره عند الله عز وجل، فبعض الذنوب لا يمحوها إلا الهم والكرب..
ثم عليك أن توقن أنه وبعد رضا الله تعالى عن العبد، لا ينفعه غير صحته، فلا مال و لا ذرية ولا مناصب تضاهي الصحة والعافية فطالما امتلكتها تستطيع تعويض المال الذي يذهب و يأتى دوماً فهذه هى سنة الحياة، ولا شيء منه يدخر مخلداً..
ولذلك طلبت منك أن تهون على نفسك و تحمد الله و تحتسب، حتى لا تمرض لا قدر الله.. أسأل الله تعالي أن يفرج كربك وأن يزيل همك ويعوضك خيراً كثيراً..
أما بالنسبة لتحذيرك للأخوة القراء..فأعتقد أن تجربتك هذه هى خير ناقوس للجميع، فأتمنى أن يحتاط كل من يقرأ الموضوع، ولا يثقوا في تلك المعاملات المادية، فهناك طرق متعددة لاستثمار الأموال بطرق مشروعة و حلال.