السلام عليكم أختى ورحمة الله تعالى وبركاته..
أنا زوج من المغرب،عندى مشكلة وأتمنى أن أجد ضالتى عندك إن شاء الله.. أنا لا أعرف أن أعبّر كثيرًا لهذا سوف أدخل فى الموضوع مباشرة.
أنا تزوجت منذ ما يزيد على 9 سنوات، الحمد لله زوجة خلوقة وظريفة، ورزقنا بطفلتين والحمد لله. المشاكل بدأت منذ الولادة الثانية أحسست بقليل من الاكتئاب خصوصا من ناحية مظهرها، فلم يعد لها أى اهتمام فتحولت فى شكلها وازداد وزنها، وطالبتها بأن تهتم بنفسها ولكن رفضت لأنها ليس لديها الوقت لأن كل الوقت تخصصه للطفلتين ولأشغال المنزل، بالإضافة إلى أنه ليس لدى المال الوفير لاقتناء الملابس لها لأن دخلى محدود ولدينا ديون على السيارة، ولكن الحمد لله من هنا بدأت الأفكار السوداء عندي، فى كل وقت أرى فتاة فى العمل أو فى السوبر ماركت أقوم بعمل المقارنة بين زوجتى وأى بنت أو امرأة أشاهدها حتى فى بعض الأحيان خرجت فى نزهة مع أكثر من واحدة، وبدأت فى هذه الدوامة، إذا كنت خارج المنزل فإنى أستمتع بوقتى وأحس كأننى أعزب أما عندما أحضر إلى المنزل فليس هناك إلا المشاكل، وهكذا استمررت إلى أن وجدت زوجتى عندى رسائل من إحدى صديقاتي، واتهمتنى بالخيانة، حاولت احتواء الوضع وطلبت منها المسامحة وعدم تكرار الأمر، وبعد مرور سنتين كانت زوجة أخى التى لاحظت أن سلوكها مضطرب وشككت فى أنها تخونه فقمت بشراء هاتف لأتواصل معها على أننى شخص من أمريكا، فعلا تواصلت معى فى البداية إلا أنها خافت وحاولت أن تعرف من أنا فأعطت رقمى لإحدى صديقاتها التى راسلتنى وأخذت صورى على سبيل التعارف، إلا أنه كان فخًا لي، فقامت زوجة أخى بإبلاغه وأعطته صورتى واتصل أخى بى وحدثنى فى الموضوع وأخبرته أن هذا كله كذب وأنا ليست لى علاقة لا مع زوجته أو أى امرأة أخرى، لم أستطع أن أخبره الحقيقة، ثم وصلت جميع هذه المعلومات لزوجتى التى لم تتقبل الوضع، قلت لها كل الحقيقة، هى كانت على صواب أن هذه ليست مشكلتى بل مشكلة أخي.. من هنا رجعت عدم الثقة خصوصا شراء هاتف والقيام بجميع هذه الألاعيب، الآن أحاول أن أعطيها الوقت من أجل مسامحتى وأن ترجع ثقتها، خصوصا أننى عاهدتها بألا أقوم بهذه الأفعال.
لا أعرف كيف أتعامل مع أخى أو زوجته.. هل أقوم بأى إجراء ضد صديقتها لأنها هى التى أخذت صورتى وفضحتني؟ كيف أتعامل مع زوجتي؟
أشكرك كثيرًا أنا مشوش العقل.. مع كل احترامى وتقديري
(الرد)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أولاً دع صديقة زوجة أخيك وشأنها، فليس لها ذنب فى افتعال مشكلة لك، فمن الطبيعى أن يهتم كثير من الأشخاص بمعرفة من يحادثونهم من وراء حجاب عبر وسائل التواصل الاجتماعى وبحكم صداقتهما فهى اعتبرت أنها تساعد صديقتها وهما لم تكونا تعرفان أنك أخو الزوج، رغم أن تصرف هذه الصديقة خاطئ فى حق نفسها أولاً، ولكن بالطبع الفضول يلعب دوره فى الأشخاص المشكوك فى أمرهم مثلك بالنسبة لهم، حتى ولو كان نوعًا من الحرص..
فالمشكلة ليست فى زوجة أخيك أو صديقتها أو حتى زوجتك، المشكلة فيك أنت!! نعم فيك أنت.. فبالنسبة لشكك فى زوجة أخيك، كان من باب أولى أن تقى نفسك شر الشبهات، ولا تسيء الظن بها، أما حال تأكدك من سلوك لها غير منضبط فكان يمكنك وقتها إعلام أخيك وتترك له التصرف والقرار..
وبالنسبة لزوجتك وموقفك منها، فطالما أنت تحبها بقدر كبير وتثق أيضاً بحبها لك، فالأفضل ألا تمل من نصحها وطلب كل أمر يسرك منها أن تراه فيها.. فأنا أتعجب! كيف لك أن تشكو من ضعف وضعك المادى وأنك غير مستطيع حتى تنفق عليها لشراء ملابس جميلة وأدوات تجميل لزوجتك وأن تعالجها وتشترك لها فى مركز رياضى وصحى محترم لإنقاص وزنها لكى تسعد برؤيتها كما تحب أنت؟! فى حين أنك ليس لديك مانع فى أن تنفق رزق أسرتك على شراء أجهزة هواتف لمراقبة البعض، وعلى علاقات محرمة بتنزهك مع فتيات وسيدات لا وجه لمقارنتهن بزوجتك العفيفة (الخلوقة الظريفة على حد تعبيرك) التى تفنى صحتها وجمالها من أجلك ومن أجل تربية أبنائك، فأيهما أولى أن تنفق فيه مالك؟!! ثم أنك عندما ترى إحداهن خارج المنزل، فإنها غالبا تكون فى أبهى صورها وأفضل ملابسها، وربما إن نظرت إليهن فى بيوتهن، ستدرك أن زوجتك تفوقهن فى الجمال..
والآن ليس أمامك سوى أن تستغفر الله كثيراً وتسأله الهداية، وتعتزم وتنوى التوبة بدون رجوع لمعصية الله فى صداقاتك غير الشرعية مع النساء، ثم تصارح أخاك بظنك الأول فى زوجته والذى دعاك إلى أن تقوم بهذا التصرف معها حتى لا تصدمه فيها، ثم تنصحه بألا يتهور فى رد فعله ويطلقها، حتى يتأكد من سلوكها..
وبعد إقناعه، اطلب منه أن يذهب معك إلى زوجتك ويوضح لها هو الأمر حتى تقتنع هى أيضاً، ثم تعد زوجتك أمام الله ثم أمام أخيك بألا تعود لما كنت عليه من سلوكيات يرفضها الشرع والمجتمع، وأن تهتم بها وبمشاعرها كما تحب أن تهتم هى كذلك بك، وعليك أن تمنحها بالفعل ذلك الاهتمام والحب وكلمات الاحتواء والغزل التى تسمعها لغيرها بما لا يرضى الله تعالى، فهى الأحق منك بذلك.. واتق الله فيما أنعم عليك به من نعم، فما لا ترضاه أن تقع فيه زوجتك، فلا تكن سبباً فى أن تقع فيه غيرها.. ثم لعل كل ما حدث لك من مشاكل لهو خير وأراد الله تعالى أن يردك إليه بسببه رداً جميلاً وأن تكون رسالته -عز وجل– إليك مفادها: دع الخلق للخالق ولا تتبع عورات الآخرين، فخير لك أخى العزيز أن تمتثل لأمر الله حين ذكرنا بـ(ولا تجسسوا....).. أسأل الله تعالى لك ولنا الهداية، وأن يصلح ذات بينك وبين أخيك وزوجتك، حتى ينشأ أبناؤك على الفضيلة وينبتوا نباتاً حسناً إن شاء الله.
....................................................
للتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الدكتورة / أميمة السيد:-
مع رجاء خاص للسادة أصحاب المشاكل بالاختصار وعدم التطويل فى رسائلهم..
وفضلا.. أى رسالة يشترط فيها الراسل الرد فقط عبر البريد الإلكترونى فلن ينظر إليها.. فالباب هنا لا ينشر اسم صاحب المشكلة، ونشرها يسمح بمشاركات القراء بآرائهم القيمة، بالإضافة إلى أن الجميع يستفيد منها كتجربة فيشارك صاحبها فى ثواب التناصح.
.............................................................................................
تذكرة للقراء:-
السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية فسوف تنشر مشكلاتكم بها تباعاً يوم الأحد أسبوع وأسبوع.. كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.