أصبح فصل الشتاء منتشرًا بالعديد من الأمراض، خاصة أمراض الجهاز التنفسي، وتكون غالبًا بسبب الفيروسات، وتحديدًا فيروسات الأنفلونزا المتنوعة "طيور"، "خنازير"، "سارس ،" "كورونا"، ولأن الوقاية خير من العلاج كان لا بد من إلقاء الضوء على كيفية تحسين مناعة الجسم، خاصة مع الخوف العالمى من الانتشار السريع لعدوى الفيروسات.
يقول الدكتور أحمد عبدالعظيم، استشارى الأمراض الباطنة والقلب بكلية قصر العيني، إن أهم ما يعمل على زيادة مناعة الجسم والمحافظة عليها "الحالة النفسية"، لأنها أساس منح الجسم وقاية ذاتية تجعله قادرًا على مقاومة الأمراض والفيروسات.
وأضاف لـ"المصريون": "لو أخبرت مريض بالسرطان بأنه مريض به فستنهار مناعته بسرعة، ويكون غير قادر على مقاومته بسهولة على عكس الأشخاص ذوى الحالة النفسية المرتفعة، فإنهم يتقبلون مرضهم بصورة أفضل، بل أحيانًا كثيرة ينجحون فى مقاومة المرض بل والشفاء منه".
وشدد على أن "جهاز المناعة في جسم الإنسان له أهمية قصوى، لأنه المسئول عن مقاومة الفيروسات، والبكتيريا، والديدان، والطفيليات، كما أنه يحفز الجسم على مقاومة العوامل البيئية الضارة سواء كانت فيزيائية، أو كيميائية، أو حتى اجتماعية".
وقال عبدالعظيم، إن "طرق زيادة مناعة الجسم تكون بالعديد من الخطوات التي يجب أن يحافظ الإنسان عليها، وهى خاصة بسلوكياته وطريقة حياته، ومن أهم المظاهر التي تدل على افتقار الجسم للأملاح والعناصر الغذائية، عدم عمل جهاز المناعة بكفاءة".
وأضاف أن من أهم الخطوات التي تؤدي لزيادة المناعة، النوم لفترات كافية ما لا يقل عن 7 ساعات ليلية، حتى يتمكن الجسم من ضبط أجهزته المختلفة، خاصة أن الدراسات أثبتت أن الحصول على ساعات كافية من النوم في الليل يعزز مناعة الجسم، ويقلل من فرص الإصابة بالأمراض، خاصة المزمنة مثل أمراض القلب والشرايين، والسكري، والسمنة، والربو، وكذلك الحد من العديد من الأمراض الفيروسية والبكتيرية، ومن بينها نزلات البرد، كما تزيد من سرعة استجابة الجسم للقاحات الأمراض المعدية.
وأكد عبدالعظيم، أن الاضطرابات النفسية المتمثلة في التوتر، والقلق، والاكتئاب تؤدي إلى تقليل نشاط جهاز الجسم المناعي، ما يزيد من سهولة الإصابة بالأمراض المعدية، والتأثر بالمؤثرات البيئية الملوثة، ما يزيد من فرص الإصابة بالأمراض الميكروبية.
وتابع: "من السلوكيات المهمة الواجب اتباعها لزيادة المناعة شرب كميات وفيرة من الماء، حتى يستطيع الجسم نقل العناصر الغذائية بين أجزائه المختلفة، بما فيها الخلايا المناعية التى تنتشر فى جميع أنسجة الجسم، كذلك يجب الحرص على تناول الأطعمة باختلاف أنواعها مثل: الخضار، والفواكه، والبقول، والحبوب الكاملة، والألبان ومشتقاتها، واللحوم، والمكسرات، بكميات متوازنة، وذلك لضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية التى يحتاجها الجسم كالبروتينات، والفيتامينات لينتج الطاقة، ويبنى أنسجة الجسم المختلفة، وحتى يتمكن من إجراء التفاعلات الكيميائية الحيوية".
وأشار عبدالعظيم إلى أن "الامتناع عن التدخين مهم جدًا، لأن الجسم عند التدخين يتعرض لأكثر من 4 آلاف مركب كيميائى ضار، من بينها 60 مسببة للأورام السرطانية، كما أن للتدخين أضرارًا على الخلايا المناعية فى الجهاز التنفسى خاصة الأغشية، والأنف، والرئتين، وأثبتت الدراسات العلمية أن نشاط الجهاز المناعى يزداد بعد شهر من الإقلاع عن التدخين".
كما أكد ضرورة، ضبط تناول المضادات الحيوية، لأن "استخدامها بشكل سيئ يلحق أضرارًا بالجسم، ما يقلل من كفاءة الجهاز المناعى فى مقاومة البكتيريا، وكذلك ممارسة التمارين الرياضية، التى من شأنها تقوية الجهاز المناعي، فمنها ما يساعد على تنشيط الدورة الدموية، وأعضاء الجسم الداخلية مثل: القلب، والرئتين، والأوعية اللمفاوية، ما يساعد على تغلغل الخلايا المناعية فى الجسم بشكل أقوى وأوسع، ومنها ما يرتبط بتغيرات الجسم الهرمونية والكيميائية، بالإضافة إلى تلك التى تتعلّق بزيادة كفاءة أعضاء الجسم المختلفة مثل: العضلات، والمفاصل، والكبد، والدماغ، والغدد الصماء".