قال خبراء الإنترنت، إنه من المستحيل حماية هواتف "أندرويد" من التعرض للاختراقات وسرقة بيانات مستخدميها إذا لم يتم تحديثها.
يأتي ذلك فيما لم يعد نحو 40 في المائة من مستخدمي "أندرويد" يتلقون "تحديثات أمنية حيوية" من محرك البحث العملاق، الأمر الذي يعرضهم لخطر "سرقة البيانات، والتعرض لهجمات برمجيات خبيثة.
وتعمل هواتف "أندرويد" وفق البرامج التي تصدرها "جوجل"، وتقوم بتحديثها لمنع المتسللين من استغلال الثغرات الأمنية. لكن طرازات هواتف "أندرويد" الأقدم توقفت عن استقبال التحديثات، ما يعرض مستخدميها للخطر.
ويتساءل العديد من المستخدمين عن السبب وراء عدم قيام "جوجل" بتوفير تحديثات الأمان لجميع الهواتف إلى أجل غير مسمى، لكن خبراء يقولون إن ذلك غير ممكن.
وقال مايكل باراجي، خبير الإنترنت لصحيفة "ذا صن" البريطانية: "هذا غير واقعي، العديد من المنتجات لها دورة حياة قصيرة نسبيًا وتتمتع خلال فترة محدودة بالدعم الأمني".
وأضاف: "يمكن أن يستمر أي شيء من عامين إلى 10 سنوات، لكنه سينتهي دائمًا. مع تقدم الأجهزة والبرامج، يصبح دعم الأجهزة القديمة غير عملي في النهاية".
هناك الآلاف من أنواع مختلفة من هواتف ""أندرويد يعود تاريخ إصدار الكثير منها إلى أكثر من 10 سنوات. وبمضي الوقت، يصبح من الصعب على "جوجل" الحفاظ على تحديثات الأمان لجميع الأجهزة.
وقال توم دافيسون، خبير الإنترنت: "كما هو الحال مع أي تقنية، يصبح من غير العملي، والمكلف في بعض الأحيان توفير تحديثات للأجهزة القديمة على الرغم من الأعداد المحدودة من المستخدمين".
وأضاف: "التقدم التكنولوجي الهائل في الهواتف الذكية يعني أن الهاتف في العام الماضي يمكن أن ينتهي قبل الأوان. في السوق التنافسي، يكون دائمًا التركيز دائمًا على تطوير ميزات جديدة، ومع ذلك ، فإن التحديثات غير المحددة غير واقعية".
لذا من المهم ترقية الهاتف بانتظام لضمان الحصول على آخر التحديثات. وأي شخص يستخدم هواتف يعود إصدارها إلى عام 2012 أو ما قبله، فهو معرض للخطر بشكل خاص. ولكن حتى الطراز الأحدث سيفقد بعض التحديثات الأمنية.
وتعمل مليارات الأجهزة بنظام "أندرويد"، يستخدم 10.4 في المائة فقط منهم تحديث برنامج "Android 9.0 Pie " الأحدث، وهي نسبة منخفضة، لأن هواتف "أندرويد" تصنعها شركات عدة وليس فقط جوجل".
في المقابل، استخدم 77 في المائة من مستخدمي أجهزة "iOS " التي تنتجها شركة "أوبو" خلال السنوات الأربع الماضية أحدث برامج "iOS 13 ".
وهذا النظام يعمل على الأجهزة التي تعود إلى عام 2015، في حين أن العديد من أجهزة "أندرويد" تفقد دعمها بعد عام أو عامين فقط.
وقالت "كيت بيفان"، المحررة المتخصصة، إنه "أمر بالغ الأهمية أن أجهزة أندرويد باهظة الثمن لها عمر افتراضي قصير قبل أن تفقد دعمها الأمني. حيث يُترك الملايين من المستخدمين في خطر إذا وقعوا ضحية للمتسللين".
وأضافت: "يتعين على جوجل وشركات تصنيع الهواتف أن تقدم معلومات واضحة حول الفترة التي سيستغرقها العملاء، وما الذي يجب أن يفعلوه عند انتهاء الوقت المخصص للتحديثات".
وتابعت: "يجب على الحكومة أيضًا المضي قدمًا في التشريعات المقررة لضمان أن يكون المصنعون أكثر شفافية بشأن التحديثات الأمنية للأجهزة الذكية، وتأثيرها على المستهلكين".
من جانبها، قالت "جوجل": "نحن ملتزمون بتحسين الأمان لأجهزة "أندرويد" يوميًا. ونقدم تحديثات الأمان، مع إصلاح الأخطاء وغيرها من أشكال الحماية شهريًا، ونعمل باستمرار مع شركاء الأجهزة وشركات الاتصالات لضمان حصول مستخدمي "أندرويد" على تجربة سريعة وآمنة مع أجهزتهم".