الإثنين، 07-02-2022
08:44 ص
يتساءل كثيرون عن الحكمة من سماح الإسلام للرجل ب
تعدد الزوجات إلى 4 نساء،
ويعتبر البعض هذا الأمر تقليلًا من المرأة وإهانة لها؛ بينما بعض الديانات الأخرى
تحدد للرجل الزواج بامرأة واحدة، ولكن الحكمة القرآنية من إباحة التعدد أصلها هو
حماية المرأة، وعفتها، والحفاظ على حقوقها لدى الرجل، وهذا ما نوضحه في السطور
التالية.
بداية سأل أحد الأشخاص الدكتور
ذاكر نايك، وهو أبرز داعية إسلامي متخصص في
مقارنة الأديان، لماذا يسمح القرآن للرجل المسلم ب
تعدد الزوجات بأربع نساء؛ ليجيبه
بأن القرآن هو الكتاب الديني الوحيد على وجه الأرض الذي يقول لك تزوج من امرأة
واحدة؛ فلو قرأت الإنجيل، أو أي كتب دينية أخرى لن تجد أي كتاب يقول لك تزوج واحدة
فقط إلا القرآن الكريم.
ويوضِّح ذاكر، قائلًا: «إذا قرأت «رامايانا» وهو الكتاب المقدس لدى الديانة
الهندوسية ستجد أن والد «شيه رام» كانت لديه أكثر من زوجة، وفي مخططات
«مهابهاراتا» كانت لدى «كريشنا» 16108 زوجات، بينما المسلم لا يستطيع الحصول على
أكثر من 4 زوجات فقط، وفي الإنجيل في العهد القديم ستجد أن سليمان عليه السلام
كانت لديه 700 زوجة، وسيدنا إبراهيم عليه السلام كانت لديه 3 زوجات، والعهد القديم
يخبرك بإمكانية زواجك من أكثر من امرأة، وكذلك في العهد الجديد الذي يأمر
المسيحيين باتباع العهد القديم، وطبيعة البشر قديمًا كانوا يتزوجون أكثر من مرة
كما يشاؤون».
ويكمل: «وعليه فإنه في الهندوسية، والنصرانية، واليهودية يستطيع الرجل
الزواج بأي عدد من الزوجات، ولاحقًا وضعت الكنيسة قيودًا على النصارى بأن يتزوجوا
واحدة فقط، وكذا قام أحد الحاخامات بتمرير قانون يمنع اليهودي من الزواج بأكثر من
واحدة، وفي القانون الهندي عام 1954 تم وضع قيد على الهندوس بأنهم لا يستطيعون
الزواج بأكثر من واحدة، على خلاف المخططات الهندوسية».
وأردف الداعية الإسلامي: «في القرآن الكريم يقول الله تعالى في سورة النساء
الجزء الرابع الآية رقم 3: «فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن
خفتم ألا تعدلوا فواحدة»؛ فعبارة (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) ليست موجودة في أي
كتاب مقدس لأي ديانة إلا في القرآن الكريم فقط، وسبب سماح القرآن للمسلمين بتعدد
الزوجات وبحد أقصى 4 نساء؛ هو أنه بحكم الطبيعة فإن الرجال والنساء يمكن أن يولدوا
بأية نسبة، ولو سألت أي طبيب أطفال سيخبرك بأن الأطفال الإناث أقوى من الأطفال
الذكور في محاربة الأمراض؛ لذا يموت العديد من الأطفال الذكور مقارنة بالأطفال
الإناث وهكذا في طب الأطفال فإن عدد الإناث أكبر من عدد الذكور، إلى جانب مع
استمرار الحياة تكون هناك الحروب، وإدمان الخم، وإدمان المخدرات، والحوادث، فيموت
عدد أكبر من الرجال مقارنة بالنساء، وعليه فإن الواقع اليوم يوجد عدد كبير من
النساء مقارنة بالرجال».
ويضيف ذاكر، أنه في بلاد مثل الهند، والصين، عدد الإناث أقل من عدد الذكور
بسبب وأد البنات -قتل البنات-، فمثلًا في تقرير لشبكة «بي بي سي» فإن أكثر من ألف
جنين يتم قتلهم يوميًا بعد تحديد جنسهم بأنهم إناث، لرغبة الهنود في إنجاب الذكور؛
فيتم قتل أكثر من مليون جنين وطفل من الإناث سنويًا في الهند، وبحسب إحصائيات
المستشفيات فإنه من بين كل 10 إناث يولدون أحياء 4 منهم يموتون، وإذا تم وقف هذه
الجرائم بحق الأطفال في الهند فإن عدد الإناث سيكون أكثر من الذكور، وكذا في الصين.
وأشار الداعية الإسلامي، إلى أنه بالنظر في الولايات المتحدة الأمريكية
فإنه يوجد نحو 5 ملايين أنثى أكثر من الراجل، وفي بريطانيا يوجد 1.2 مليون أنثى
أكثر من الراجل، وفي ألمانيا يوجد نحو 1.6 مليون أنثى أكثر من الرجال، وفي روسيا
يوجد نحو 11 مليون أنثى أكثر من الرجال.
وأكمل: «بناء على ما تقدم فإن عدد النساء في العالم أكثر من الرجال، ولو
تشبع كل رجل بزوجة واحدة فإن ملايين النساء لن يجدن شريكًا لحياتهن، ويكون الحل
أمام هؤلاء النساء، إما أن يتزوجن من رجل لديه زوجة أخرى، أو أن يصبحن ملكية عامة
وهو تعبير قاسي جدًا لكنه واقعي، ووفق الإحصائيات فإن لكل رجل أمريكي معدل 8 نساء
مختلفين قبل أن يستقر ويتزوج من واحدة، وعليه فإن الحصول على عشيقة في الولايات
المتحدة، وأوروبا، وروسيا، أمر شائع بدون حد أقصى فيمكن للرجل أن يكون لديه 10 أو
20 أو 30 عشيقة، لا يوجد مشاكل في هذا الأمر، بينما الحصول على اكثر من زوجة أمر
غير مقبول، رغم أن العشيقة لا يكون لها أية حقوق وتكون مهانة ولا يتم التعامل معها
بصورة جيدة، بينما الإسلام سمح للتعدد لضمان حقوق المرأة فيكون من حق الزوجة
الثانية أن تحصل على معاملة جيدة، وتكون محترمة، فأي امرا’ عفيفة إذا سألتها إذا
كانت تود أن تكون زوجة ثانية لرجل واحد، أم تكون ملكية عامة سوف تختار أن تكون
زوجة ثانية، ولهذا فإن الإسلام أعطى لبعض الرجال أن يتزوجوا بأكثر من زوجة لحماية
المرأة، وعفتها».
شاهد بالضغط
هنا: