السبت 02 نوفمبر 2024
توقيت مصر 22:11 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

فى ذكرى وفاته.. حكايات وأسرار " أحمد فؤاد نجم"

أحمد فؤاد نجم .. والإسلاميون

تتزامن اليوم الذكرى السادسة لرحيل أشهر شعراء العامية، أحمد فؤاد نجم، الذي توفي في 3 ديسمبر 2013، عن عمر يناهز الـ84، بعد ما أمتعنا بكلماته التي لا تنسى وشجعنا بقصائده الثورية، التي انتهجت من الظروف والأزمات دربا لها.

والفاجومي، كما أطلق عليه، أهم شعراء العامية في مصر، وأحد ثوار الكلمة، واسم بارز في الفن والشعر العربي، قال عنه الشاعر الفرنسي لويس أراغون "إن فيه قوة تسقط الأسوار"، وأطلق عليه الدكتور علي الراعي لقب "شاعر البندقية".

شاعر الساسة.. وسفير الفقراء

البداية كانت في كفر أبو نجم بمدينة أبو حماد محافظة الشرقية، ثم انتقل نجم بعد وفاة والده إلى بيت خاله حسين مرسي نجم في مدينة الزقازيق، قبل أن يلتحق وهو ابن السابعة من عمره بملجأ أيتام 1936، ليخرج منه 1945 وعمره 17 عاماً.

"نجم" الذي قضى 10 سنوات من عمره داخل جدران ملجأ الأيتام، عاد لأحضان قريته للعمل راعياً للماشية، ثم عمل في معسكرات الإنجليزي متنقلا بين مهن كثيرة، بائع، عامل بناء، لاعب كرة، وغيرها، ليتمكن من توفير قوت يومه.

وفي فايد، وهي إحدى مدن القنال، التي كان يحتلها الإنجليز، التقى نجم عمال المطابع الشيوعيين، وكان في ذلك الوقت قد عَلَّم نفسه القراءة والكتابة وبدأت معاناته الطويلة تكتسب معنى، واشترك مع الآلاف في المظاهرات التي اجتاحت مصر 1946، وتشكلت أثنائها اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال.

وخرج مع 90 ألف عامل مصري من المعسكرات الإنجليزية بعد أن قاطعوا العمل فيها على إثر إلغاء معاهدة 36، وكان يعمل بائعا حينئذ فعرض عليه قائد المعسكر أن يبقى وإلا فلن يحصل على بضائعه، ولكن "نجم" يقول في مذكراته: "تركتها وذهبت".

وبعد سنوات عمل في المعسكرات الإنجليزية ومساعدة الفدائيين في عملياتهم، عينته حكومة الوفد كعامل بورش النقل الميكانيكي، وفي تلك الفترة سرق بعض المسؤولين المعدات من الورشة، وعندما اعترضهم اتهموه بجريمة تزوير استمارات شراء، ما أدى إلى الحكم عليه بالسجن 3 سنوات.

جدران سجن طرة كانت شاهدة على اشتهار نجم، ففي السنة الأخيرة له في السجن اشترك في مسابقة الكتاب الأول التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وفاز بالجائزة، وبعدها صدر الديوان الأول له من شعر العامية المصرية "صور من الحياة والسجن" وكتبت له المقدمة سهير القلماوي.

"النكسة" بداية علاقة "نجم" برفيق دربه الشيخ إمام

لم يعبأ بالسجن بل اعتاده، عشق كلماته الكثير وتغني بها البعض وكان أبرزهم الشيخ إمام، وبدأت علاقتهما معا بعد نكسة 1967، وفي عام 2007 تم اختياره سفيرا للفقراء في صندوق مكافحة الفقر من قبل المجموعة العربية بالصندوق.

اعتاد لبس الجلباب البلدي في كل مناسباته، والتحدث بكلمات بسيطة عفوية تخترق قلوب محبيه لتحقق المراد منها، دون تكلف أو عناء، حصل على جائزة الأمير كلاوس الهولندية عام 2013، لديه 3 بنات، عفاف وزينب والإعلامية نوارة نجم.

ويتحدث نجم في الفيديو عن حياته الشخصية وكيف مرت، ويلقي بعض قصائده وعلاقاته ببعض الشخصيات التي أثرت في حياته وحياة الأمة العربية ومنهم المناضلة الجزائرية "جميلة بوحريد" الذي كتب كلمة لها علي جداره وهي "المجد للمجانين في هذا العالم البليد".

قصة الملجأ الذي جمع "نجم" بالعندليب الأسمر

وفي حوار سابق له، كشف أحمد فؤاد نجم، الشاعر العبقري، بعض من مقتطفات طفولته، حيث روي أن بعد وفاة والده انتقل الي بيت خاله بالزقازيق ليلتحلق بعدها بمدرسة عبد العزيز رضوان، التي كان ملجأ ومدرسة في الوقت نفسه، ليقيم ويدرس هناك.

وكشف أحمد فؤاد نجم، في حواره القديم مع الفنان مدحت صالح، أن أقامته في ملجأ عبد العزيز رضوان كانت السبب في أن يلتقي بالفنان الكبير عبد الحليم شبانة ويكبران سويًا، وهو الذي أصبح مع مرور الزمن عبد الحليم حافظ، واحد من أشهر المطربين في تاريخ الوطن العربي.

واوضح "نجم" أن سر ذهاب عبد الحليم حافظ حينها لملجأ عبد العزيز رضوان، هو أنه المكان الوحيد الذي كان يعلم الغني في الزقازيق، بجانب احتوائه على بعض الآلات الموسيقية، فهو كان يهوي الغناء منذ صغره، وهذا سبب التقاء النجمين .

وصرح "نجم" حينها،""بخجل من نفسي جدًا لما بتذكر إني كنت برتكب حماقة شديدة جدًا بإني بقف أغني مع عبد الحليم".

«كلب الست» القصيدة الذي أغضبت كوكب الشرق من الفاجومي

وفي إحدى اللقاءات التليفزيونية، للشاعر أحمد فؤاد نجم، أكد أن ثقافته الموسيقية تكونت على صوت كوكب الشرق أم كلثوم وأنه من أشد المحبين لأغانيها وصوتها، موضحًا أن حادث الكلب الخاص بها جعله أمام خيارين إما إعجابه بها على المستوى الفني أو "شرفه" كشاعر يعبر عن الناس.

وتبدأ الحكاية، عندما قرأ  "نجم" عن الحادث في الصحف وأكد بأنه يتذكر المانشيت الذي قرأه حينها "حفظ التحقيق في قضية كلب أم كلثوم"، وكانت فكرة امتلاك أم كلثوم لكلب بالنسبة لنجم معلومة جديدة، بحسب قوله ,

وتعود القضية إلى أنه في يوم ما اجتمع طلاب معهد التربية الرياضية وطلاب كلية الفنون الجميلة في منطقة الزمالك للاحتفال باليوم الرياضي والاستمتاع بالأنشطة المختلفة حتى هاجم الكلب الخاص بأم كلثوم "أفقر طالب" على حد وصفه وبعد الحادث ذهب مجموعة من الشباب إلى نقطة شرطة الزمالك لتحرير محضر بالحادث.

وبالفعل في نقطة الشرطة تعاطف معهم ضابط شاب وحرر المحضر وجاء وكيل نيابة لمتابعة الحادث، وأكد نجم بأنه يعرف وكيل النيابة بشكل شخصي حيث كان يحقق معه سابقًا في قضايا سياسية، مضيفًا أن وكيل النيابة كتب في قرار حفظ التحقيق "حيث أن الخدمات التي أدتها أم كلثوم للدولة كفيلة أن تعفيها هي وكلبها من المسؤولية الجنائية لذلك أمرنا بحفظ التحقيق"، وهذه الصيغة نصًا في تقرير النيابة، وفق قوله.

وهذا ما دفعه للانفعال، لذا بحث عن الشاب وذهب إليه ورأى أنه من أسرة بسيطة وقرر كتابة القصيدة، وحينما استمعت لها أم كلثوم وغضبت بشدة منه .