السبت، 07-08-2021
09:05 ص
متابعات- أمينة عبد العال
كرمت وزارة
التضامن الاجتماعي الرسام "
وهبة" الذي يشارك في معرض
ديارنا المقام في
مارينا و
أعماله التي نالت إعجاب الجمهور من المترددين علي المعرض، بإلقاء الضوء علي حياتع و أعماله الفنية .
وأشارت
الوزارة في بيانها الذي تلقت " المصريون" نسخة منه" إلي أنه في
معرض
ديارنا المقام في
مارينا جزء خاص بالفنان
وهبة الذي يرسم برمال الواحة الملونة
يوميات أهلها من الملابس والبيوت والدروب، النخل والجمال والغزالة، عادات وتقاليد ومواسم
أهل الواحة، السوق والنساء اللآتي يحملن البيض والجبن فوق رؤسهن، سيدة تخبز العيش،
وأخرى ترعى الكتاكيت في حارة بيتها، الحياة اليومية في "مدينة الخارجة"،
كلها موثقة برمال الواحة نفسها وعلى خشب الشجر المعمر الذى نبت حول عيون المياه القديمة،
في لوحات تأخذك مباشرة إلى عالم ألف ليلة وليلة.
لا توجد
لوحة موقعة باسم"
وهبة" من خارج طبيعة الحياة في الواحات الخارجة، بمحافظة
الوادي الجديد، التى تبعد 650 كلم غرب القاهرة، حيث ولد ويعيش فنان الرسم بالرمال،"أحمد
وهبة"، فالطبيعة هي مادته ولوحته معا.
تستطيع
أن تتلمس خبرة "
وهبة" البالغ من العمر 63 عاماً، في طريقة تجسيده ليوميات
الناس في الواحة، وكأنه يخرج عملا مسرحيًا على لوحة مجسمة بطبقات الرمال، ليبرز قصة
هنا أو يلفت نظرك إلى مشهد في جانب من جوانب اللوحة، أو إلى عمارة بيوتها، ومايدور
بين الناس من حكايات وعلاقات.
عمله
في هيئة قصور الثقافة، طوال عمره الوظيفي، وتنقله بين الإخراج المسرحي والتمثيل، والاشراف
على فرقة الوادي الجديد القومية للفنون الشعبية، وخبرته كخطاط ورسام يمتلك أسرار ألوان
الفحم والجواش والأكلريك والباستيل، مكّنته من أن يحوّل رمال جبال الواحة إلى"بصمة
فنية" لا تخطئها العين، حتى قبل أن تلحظ توقيعه على اللوحة.
"مع
بداية التسعينات قررت أن أتميّز في نوع مختلف من الرسم، وجاء الرمل بالصدفة، حين جذبتنى
ألوانه في الجبال، واستغرق الأمر سنوات من التجريب حتى توصلت إلى تقنية رسم لوحة متكاملة
التفاصيل باستخدام الرمال، بألوانها الطبيعية من دون استخدام أى صبغات".
ذات
يوم، شارك
وهبة في رحلة خلوية لأحد جبال الوادي الجديد، واستهوته ألوان الرمال الطبيعية
الخلابة، واحتفظ بكميات منها، وفكر في استبدال الرمال بألوانها الطبيعية دون استخدام
صبغات كما يفعل البعض، بالزيت والفحم الذين كان يرسم بهما، وقرر أن تكون لوحاته نوعا
من التعريف بالثروات المصرية، وتخليدا للتراث والحياة البدوية القديمة بواحاتها.
حين
يصعد
وهبة إلى جبال ضواحي مدينة الخارجة، لينتقى منها الأحجار الرملية، بألوانها الطبيعية،
الأبيض والبني والأصفر والأخضر والأحمر والأسود، يتذكر الآية القرآنية"ألم تر
أن الله أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به ثمرات مختلفًا ألوانها، ومن الجبال جدد بيض
وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود"، لكن اللون الأزرق أو لون السماء غير متوافر
في جبال الواحة، وهنا يلجأ
وهبة إلى حيلة للتغلب على عدم وجود هذا اللون" استغني
عنه في رسم السماء بتحديد وقت الرسم غروبًا أو شروقًا حين لا يكون لون السماء أزرقًا
خالصًا"
لا يختار
وهبة الألوان فقط التى يحتاجها من الحجر الرملي، بل يختار –بحكم خبرته-من بين هذه الأحجار
ذات الصلابة أو الخشونة المناسبة،" لا تكون رمالها ناعمة فتتعجن مع المادة اللآصقة،
ولا تكون خشنة بدرجة عالية، فتبرز بنسبة كبيرة عن سطح اللوحة".
في جناحه
في معرض
ديارنا الذى تنظمه وزارة
التضامن الاجتماعي في
مارينا 5 العلمين، بالساحل الشمالي،
يضع
وهبة أمامه مجموعة من الأحجار الرملية التى يستخدمها بألوانها المختلفة، وبجانبها
أكياس من مسحوق كل حجر بلون مميز، ليرى محبي فن الرسم بالرمال كيف يرسم اللوحات، المتراصة
في الجناح.
الرسم
على خشب شجرة الدوم
قبل
الرسم، يجهز الفنان
وهبة حبات الرمل، يفرك الحجر بيده، ويصحنه ويصنفره ويصفيه، لتكون
حبيباته متساوية وملساء، ثم يجهز الخشب الذى سيرسم عليه. يختار أنواعا من الخشب الطبيعي،
حتى تكون كل مكونات لوحته من الطبيعة، مثل خشب شجر الدوم التى أصبحت نادرة الآن، أو
كعب جريد النخل، ونادرا ما يلجأ إلى استخدام الكرتون المضغوط أو"إم دي إف"
بكثافات مختلفة، ومادة هينة في تقطيعها ورخيصة الثمن".
خشب
شجرة الدوم المعمرة، استخدمه أهالي الواحة قديما في صنع نوافذ وأبواب بيوتهم، وأحيانا
سقف وجدران البيوت،"بعض هذه البيوت متهدمة، فأستخدم خشب نوافذها وأبوابها لأرسم
عليه لوحاتى، فهو خشب صلب خفيف، ومر، لا يهاجمه السوس، لهذا عاش طوال هذه السنوات من
دون أن يتأثر، ويمكنه أن يحفظ الحياة للوحاتى بجودة عالية ولأطول فترة ممكنة"
.
ولأنه
يحرص على أن تكون كل مكونات اللوحة من مادة طبيعية، جرّب
وهبة أن يستخدم الصمغ العربى
ولم ينجح، ثم جرب أن يستخدم صمغ المشمش ولم تنجح المحاولة، " حتى توصلت للغراء
الأبيض مع مادة طبيعية تستخرج من شجرة العشار فرائحتها النفاذة تبعد الحشرات وتحافظ
على اللوحة من السوس والنمل، وهى مادة لصق فعالة.