الجمعة 27 ديسمبر 2024
توقيت مصر 17:20 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

محمد صديق المنشاوي

مئوية «صوت السماء».. نجا من الاغتيال وتحدى «عبدالناصر»

الشيخ محمد صديق المنشاوي

يتزامن اليوم 20 يناير، مع تاريخ ميلاد الشيخ محمد صديق المنشاوي أو كما يطلق عليه «صوت السماء» أو «الصوت الباكي»، الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1920، ليتم 100 عامًا على مولده، و51 عامًا على رحيله في عمر 49 عامًا.

قدم "المنشاوي" خلال رحلته في تلاوة القرآن الكريم، أعمالًا لا ولن تنسى، فقد حفرها في سجل التاريخ المشرف لأساطيل القراءات، التي «تسلطن» المستمعين وتأخذهم بعيدًا إلى رحاب الله.

ولد الشيخ محمد صديق المنشاوي بقرية المنشاة التابعة لـمحافظة سوهاج وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره.

نشأ في أسرة قرآنية عريقة، فأبوه الشيخ صديق المنشاوي هو الذي علمه فن قراءة القرآن الكريم، ووضع أبوه الشيخ الجليل صديق المنشاوي هذه المدرسة العتيقة الجميلة والمنفردة بذاتها، وبإمكاننا أن نطلق عليها (المدرسة المنشاوية)، فأخذ منها الشيخ محمد أسلوبه وطوره بما يناسبه فصار علمًا من أعلام خدام القرآن.

واستمد الشيخ محمد من تلك المدرسة الكثير الذي كان سببًا في نجاحه بعد صوته الخاشع، ولُقِّب الشيخ محمد صديق المنشاوي بـ"الصوت الباكي".

حكى الشيخ "المنشاوي" تفاصيل نجاته من محاولة اغتيال عبر أحد الحاقدين عليه، والذي كاد أن يزهق روحه بـ"السم".

وروي الشيخ لبعض المقربين منه تفاصيل محاولة تسميمه، عندما دعاه أحد الحاقدين عليه للعشاء بعد إحدى سهراته (أي تلاوة ليلية) وأوصى الطباخ بأن يضع له السم في الطعام ولكن الطباخ أخبر الشيخ وطلب منه ألا يفشي سره وأنجى الله الشيخ من المكيدة.

وقيل إنه رفض دعوة وجهها إليه أحد الوزراء قائلًا له: سيكون لك الشرف الكبير بحضورك حفل يحضره الرئيس عبد الناصر ففاجأه الشيخ محمد صديق بقوله: ولماذا لا يكون هذا الشرف لعبد الناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن بصوت محمد صديق المنشاوي ورفض أن يلبي الدعوة قائلًا:(لقد أخطأ عبد الناصر حين أرسل إلي أسوأ رسله).

وفي عام 1966 أصيب بمرض دوالي المريء ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى توفى -رحمة الله عليه- في يوم الجمعة 5 ربيع الثاني 1389 هـ، الموافق 20 يونيو 1969م.

يقول الشيخ الشعراوى رحمه الله :

« إذا أردت أن تستمع للإتقان و الإحكام فاستمع إلى محمود خليل الحصرى.. و إذا أردت أن تستمع لحلاوة الصوت فعليك بعبد الباسط عبد الصمد.. وإذا أردت الخشوع فعليك بمحمد صديق المنشاوى.. وإذا أردت أن تستمع للصنعة فى الأداء فاستمع إلى مصطفى إسماعيل.. و إذا أردت أن تستمع إلى هذا كله فاستمع إلى محمد رفعت».