الأربعاء 24 أبريل 2024
توقيت مصر 06:27 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

(التفاصيل كاملة)

كيف أدى فيروس «كورونا» إلى تحطم طائرة؟

الطائرة
كشف تقرير أولي للتحقيق في تحطم طائرة إيرباص في جنوب باكستان الشهر الماضي أسفر عن 97 قتيلاً، عن أن الطيار ومساعده لم يكونا في كامل التركيز لانشغالهما بالحديث حول فيروس كورونا. 
وتحطمت الطائرة التابعة لـ "الخطوط الجوية الدولية الباكستانية" (بيا) فوق مجموعة منازل عند اقترابها من مطار كراتشي كبرى مدن جنوب باكستان في 22 مايو الماضي. 

ونجا شخصان فقط من تحطم طائرة إيرباص A320، التي كانت تقل 91 راكبًا وثمانية من أفراد الطاقم. وأصيبت فتاة في الثالثة عشرة من العمر بجروح خطيرة وتوفيت في وقت لاحق في المستشفى.

وقال التقرير إن المحققين توصلوا إلى أن الطائرة كانت على ارتفاع أكثر من ضعف الارتفاع الصحيح عندما اقتربت من المدرج لأول مرة. وفشلت محاولة الهبوط الثاني، بسبب عطل في المحركات.

وأبلغ وزير الطيران غلام ساروار خان البرلمان أن "الطيار بالإضافة للمراقب لم يتبعا القواعد المعيارية".

وقال إن الطياريّ كانا يناقشان جائحة (كوفيد-19) فيما كانا يحاولان الهبوط بالطائرة من طراز إيرباص إيه-320، موضحًا أن "الطيار ومساعد الطيار لم يكونا في كامل التركيز، وكل نقاشهما كان حول فيروس كورونا المستجد".

ووفقًا للتسجيل الصوتي لما كان يدور على الطائرة خلال الرحلة التي سقطت فيها، ناقش الطيار ومساعده فيروس كورونا الذي أثر على ما يبدو على عائلتيهما - طوال الرحلة، حسب التقرير.

وقال خان إن الحادث وقع عندما حاول الطاقم الهبوط مرة ثانية، وأخبره المراقب الطيار ثلاث مرات بأن الطائرة كانت منخفضة للغاية بحيث لا يسمح لها بالهبوط، لكنه رفض الاستماع، قائلاً إنه سيديرها.

وأضاف للصحفيين في وقت لاحق أنه عندما كانت الطائرة تقترب من هبوط ثانٍ، كانت تفتقر إلى القوة الكافية لكن الطيارين "بدآ في مناقشة الهالة مرة أخرى".


وأشار خان إلى أنه قبل دقائق قليلة من تحطم الطائرة، أعلن الطيار حالة الطوارئ، لافتًا إلى فشل عمل المحركين، و"كانت آخر كلمات الطيار" يا إلهي! يا إلهي! يا إلهي".


وحللّ فريق التحقيق الباكستاني الذي ضم مسؤولين من الحكومة الفرنسية وقطاع الطيران، بيانات الطائرة والتسجيلات الصوتية في قمرة القيادة.

وأكد وزير الطيران أن الطائرة كانت "صالحة بنسبة 100 في المائة للتحليق، ولم يكن هناك خطأ تقني".

كما استشهد الوزير بمراجعة مثيرة للقلق لبيانات الاعتماد التجريبية، قائلاً إن تحقيقًا أجري العام الماضي أظهر أن 262 من 860 طيارًا نشطًا في باكستان لديهم تراخيص مزورة أو تحايلوا في الامتحانات، بما في ذلك عدد غير محدد من طيارين الخطوط الجوية الباكستانية.

وقال متحدث باسم شركة الخطوط الجوية الباكستانية، إن الشركة ستؤسس ما يقرب من 150 من أصل 426 طيارًا وسط تحقيق حول امتلاكهم تراخيص "مشكوك فيها".

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن قاسم قاديم المتحدث باسم اتحاد طياري الخطوط الجوية الباكستانية أن نتائج الحادث "محيرة للعقل".

وتساءل: "كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ إن ذلك يحيرني. لقد ارتكب أعظم الطيارين الذين لديهم أفضل السجلات أخطاء. البشر يخطئون".

ولم يذكر التقرير أسماء الطيارين، لكن مسؤولًا كبيرًا في شركة الطيران أخبر وكالة "فرانس" برس أن القبطان هو سجاد جول، الذي انضم إلى الخطوط الجوية الباكستانية قبل 25 عامًا وكان لديه 17000 ساعة من الخبرة في الطيران، بما في ذلك 4500 ساعة على متن طائرات A320.

ويأتي الحادث الذي أسفر عن سقوط أكبر عدد من القتلى في باكستان منذ ثماني سنوات، بعد أيام فقط على السماح باستئناف الرحلات الداخلية التي علقت منذ أكثر من شهر لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.

وكان الكثير من الركاب في طريقهم للاحتفال بعيد الفطر مع ذويهم بعد الإغلاق الذي استمر أسبوعين.

ومن المتوقع أن يصدر تقرير كامل في نهاية العام.