في الوقت الذي يسابق فيه العلماء الزمن للتوصل للقاح فيروس كورونا المستجد، قال باحثون بجامعة أكسفورد، إنه بحلول الخريف القادم سيتم طرح أول لقاح لفيروس (Covid-19 ) القاتل.
ويقول العلماء إنهم في "أفضل سيناريو" سيقومون بطرح اللقاح للاستخدام بحلول خريف عام 2020، علمًا بأن السير "باتريك فالانس"، كبير المستشارين العلميين في المملكة المتحدة، كان قد توقع طرحه خلال فترة تتراوح ما بين 12 إلى 18 شهرًا.
وعلى الرغم من ذلك، أشار فريق الباحثين بجامعة أكسفورد - وهو واحد من العديد من العاملين على تطوير لقاح للفيروس-19 إلى أنهم لا يزال يحاولون الحصول على تمويل لتصنيع الدواء المحتمل.
وخلال التجربة التي جرت بالتعاون بين معهد جينر بالجامعة، ومجموعة أكسفورد للقاحات، تم توظيف أكثر من 500 متطوع تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عامًا بعد استجابة "ساحقة" لطلب متطوعين.
وسيبدأ المشاركون الاختبارات خلال الشهر الجاري، وإذا نجحت، سيتم طرح اللقاح خلال الخريف المقبل، وفقًا للأكاديميين.
وقال الباحثون لصحيفة "التلجراف": "أفضل سيناريو هو أنه بحلول خريف عام 2020 لدينا نتائج حول فعالية اللقاح في المرحلة الثالثة من التجارب، والقدرة على تصنيع كميات كبيرة من اللقاح".
مع ذلك، اعترفوا بأن الموعد المقترح قابل للتغيير. وأضافوا: "نحاول حاليًا الحصول على تمويل إضافي لزيادة تصنيع اللقاحات لإنتاج جرعات كافية".
ويستمر المشاركون في إجراء التجارب لمدة ستة أشهر. واعترف الفريق بأن الدراسات ستكون "صعبة" إذا وصلت المرض إلى ذروته قبل أن يصبح اللقاح جاهزًا للتجارب.
وقالوا: "إذا توقف انتقال الفيروس، فمن المستحيل تقييم ما إذا كان اللقاح يمكن أن يمنع المرض. "في الوقت الحالي، لا يمكن تحديد الأشخاص المصابين بالفعل، وإذا كان الفيروس ينتشر بسرعة بين السكان، فقد يكون من الصعب العثور على أشخاص غير مصابين للمشاركة في التجربة".
وأقر العلماء بأن إجراء التجارب بعد وصول المرض إلى ذروة الذروة سيمثل مشكلة لهم، لأن "الكثير من الناس سيكونون قد طوروا مناعة طبيعية بحلول الوقت، وسيتراجع انتقال العدوى حتى لدى الذين ما زالوا غير محصنين، إذ سيستغرقون وقتًا أطول للتعرض لـلفيروس".
وحاليًا، لا يوجد لقاح لفيروس كورونا (Covid-19 ) ويُطلب من الأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة البقاء في المنزل، والحفاظ على حلقهم رطبًا، وتناول "الباراسيتامول" للمساعدة في تخفيف حالتهم.
وفي الأسبوع الماضي، قال العلماء إن لقاحًا مضادًا للسل يُمنح لآلاف أطفال المدارس البريطانية يمكن أن يحميهم من فيروس كورونا.
ويقول الباحثون إن اللقاح يمكن أن يحمي الملايين من فيروس (Covid-19 ) القاتل، ومن المقرر أن يبدأ الاختبارات عليه في أربعة بلدان.
ويقوم الأطباء أيضًا باختبار الأدوية المضادة للفيروسات لبحث مدى فعاليتها في مقاومة الفيروس. وتجري التجارب في إنجلترا واسكتلندا على عدد صغير من المرضى من خلال استخدام مضاد للفيروسات يسمى (ريمديسيفير)، تم تطويره في الأصل لعلاج دواء الإيبولا.
وجريت بالفعل تجارب مماثلة في الصين والولايات المتحدة، ومن المتوقع ظهور نتائج في الأسابيع القليلة المقبلة.
كان العلماء يأملون أيضًا أن يكون اثنان من أدوية فيروس نقص المناعة البشرية المعروفة باسم (لوبينافير/ريتونافير) فعالاً في علاج الفيروس، لكن نتائج التجربة جاءت مخيبة للآمال.
إذ لم يحسن عملية الشفاء، أو يقلل من الوفيات أو يؤد إلى انخفاض مستويات الفيروس لدى المرضى من ذوي الحالات الخطرة.
وتجري دراسات أيضًا على عقار مضاد للملاريا يسمى الكلوروكين وقد أظهرت الاختبارات المعملية أنه يمكن أن يقتل الفيروس. لكن منظمة الصحة العالمية تقول إنه لا يوجد دليل قاطع على فعاليته.