نبّه عمدة لندن صادق خان، إلى أن تغطية الوجه قد تصبح "الوضع الطبيعي الجديد" مدة تصل إلى سنة، بعدما ألزمت الحكومة الناس ارتداء الكمامات عندما يستقلون وسائل النقل العام.
وتتطلب القواعد الجديدة، التي دخلت حيز التنفيذ في إنجلترا اعتباراً من مطلع الأسبوع، ارتداء الركاب أغطية للوجه في الحافلات والقطارات والقوارب والطائرات، باستثناء الأشخاص الذين يعانون حالات صحية معينة والمعاقين والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 11 عاماً.
كما أنّ القواعد لا تنطبق على التنقّل في وسائل النقل المدرسي وسيارات الأجرة ومركبات التأجير الخاص، رغم أن شركة أوبر قالت إن تغطية الوجه ستكون إلزامية لكل من السائقين والركاب.
ويشجّع الوزراء الناس على تجنّب استخدام المواصلات العامة كلما أمكن ذلك. وقالت وزارة النقل إنه قد يُجرى إبعاد أولئك الذين يرفضون ارتداء الكمامات من الخدمات، أو تغريمهم مبالغ تصل إلى مئة جنيه إسترليني.
وقال خان، الذي دعا في السابق إلى توسيع تلك السياسة لتشمل كل الأماكن التي لا يمكن تطبيق التباعد الاجتماعي فيها، إن تغطية الوجه ستكون "واقعاً" في المستقبل المنظور.
وقال لراديو "إل بي سي"، "هذا جزء من الوضع الطبيعي الجديد. الحقيقة هي أن ارتداء أغطية الوجه سيكون هو القاعدة لا الاستثناء في المستقبل المنظور. أتوقع للعام المقبل أو نحو ذلك. سررت عندما وافق رئيس الوزراء على مطلبنا لارتداء كمامات في وسائل النقل العام، وجعلها إلزامية".
وقد نُشِر أكثر من ثلاثة آلاف موظف إضافي، بمن في ذلك ضباط الشرطة، بمراكز النقل العام في أرجاء البلاد كافة، في محاولة لضمان امتثال الناس إلى القواعد الجديدة. وستوزَّع مئات الآلاف من أغطية الوجه المجانية في محطات القطارات خلال الأيام المقبلة، إذ يواصل الناس عودتهم التدريجية إلى العمل، ويزورون مراكز التسوق عقب تخفيف إجراءات الإغلاق الاثنين.
وكانت الحكومة قد غيّرت في وقت سابق من هذا الشهر نصيحتها في ما يتعلق بتغطية الوجه للمساعدة في الحد من انتقال المرض الجديد بعد دعوات من الأطباء والنقابات والنواب. وبدورها حدّثت منظمة الصحة العالمية إرشاداتها بشأن الكمامات في الخامس من يونيو (حزيران) بعد إصرارها أشهراً على عدم وجود دليل يشير إلى فعّاليتها في الأماكن العامة.
أغطية الوجه. لكن المرضى لن يكونوا ملزمين ارتداء كمامات في أماكن الرعاية الأولية (عيادات الأطباء).
وفي أثناء إعلانه تلك الخطوة، قال وزير الصحة مات هانكوك: "مع إعادة فتح هيئة خدمات الصحة الوطنية NHS في جميع أرجاء البلاد، من المهم بمكان وقف انتشار المرض بين الموظفين والمرضى والزوار أيضاً. لذا، قررنا أنّ كل زوّار المشافي والمرضى غير المقيمين سيحتاجون إلى ارتداء أغطية للوجه. ستطبق التوجيهات في الأوقات كافة، وليس فقط عندما تمارس الطواقم عملها في الخطوط الأمامية لإنقاذ حياة الناس. ستُطبّق في جميع المناطق، باستثناء تلك التي توصف بأنها أماكن عمل آمنة ضد فيروس كوفيد".
من ناحيتها، قالت وزارة الصحة إن توجيهاتها المتعلقة بزيارة الأشخاص الأطباء العامين General Practitioner لم تتغير، قائلة "النصائح العامة بارتداء أغطية الوجه في الأماكن التي لا يمكن فيها تطبيق التباعد الاجتماعي يشمل المرضى".
وحذّرت الجمعية الطبية البريطانية أن تلك التوجيهات تركت عيادات الطب العام ومقدمي الخدمات في هيئة الصحة العامة "مرتبكين وغير مستعدين".
وقال تشاند ناغبول، رئيس الجمعية الطبية البريطانية، "من الضروري أن نبذل كل ما في وسعنا لمنع انتشار العدوى في أماكن الرعاية الصحية، كي يتسنى للمرضى والزوار بارتياد المشافي وعيادات الطب العام من دون خوف من التقاط المرض. إن ارتداء الموظفين الكمامات وعامة الناس أغطية الوجه سيكون عاملاً رئيساً لتحقيق ذلك".
مع ذلك، من الواضح أن الحكومة أخفقت في التخطيط بالشكل المناسب لهذه التغييرات التي أصبحت سارية المفعول، وتركت مقدّمي خدمات هيئة الصحة العامة مرتبكين وغير مستعدين لكيفية تنفيذ ذلك في الخطوط الأمامية، ما يزيد على ذلك، هو أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت إلزامية الكمامات ستمتد لتشمل المرضى الذين يزورون عيادات الطب العام.