الإثنين 04 نوفمبر 2024
توقيت مصر 20:05 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

«إقامة قداسين» يُفجر أزمة داخل الكنيسة

أرشيفية

في سابقة هي الأولى من نوعها، قرر الأنبا سرابيون مطران لوس أنجلوس لإيبارشية كاليفورنيا بالولايات المتحدة، تنظيم قداسين لعيد الميلاد 2020، يومي 25 ديسمبر و7 يناير، والسماح لكنائس الإيبارشية بإقامة قداس إضافي  ليلة عيد الميلاد يوم 24 ديسمبر، ما أثار جدًلًا واسعًا وتساؤلات عديدة.

وبحسب بيان مطران الكنيسة الأرثوذكسية: «أولًا تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية القبطية، في جميع أنحاء العالم، بعيد ميلاد السيد المسيح، يوم 29 كيهك من كل عام، بالإضافة إلى يوم 28 كيهك في حالة السنوات الكبيسة، كما في هذا العام، 1736 شهداء و2019_2020 ميلادية، والذي يقابله في التقويم الميلادي 7 و8 يناير».

وأضاف: «ثانيًا تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية القبطية بقداس عيد الميلاد المجيد في منتصف ليلة يوم العيد، وثالثًا نظرًا لأن أطفالنا وشبابنا قد ولدوا وترعرعوا في مناخ يربط ميلاد السيد المسيح باحتفالات الكريسماس، فقد رأينا أنه يٌعتبر من الاحتياجات الرعوية الملحة أن يتم السماح لكنائس الإيبارشية، بإقامة قداس إضافي فث ليلة عيد الميلاد، يوم 24 ديسمبر، بجانب قداس عيد الميلاد في منتصف ليلة 6 يناير، مع العلم أنه لن يتم قطع فترة الصوم حتى انتهائه بقداس ليلة العيد، يوم 6 يناير».

وأوضح المطران، إنه تلقى طلبات من العديد من العائلات التي لا تتمكن لأسباب رعوية مختلفة من المشاركة الكاملة في أفراح احتفال الكنيسة بعيد الميلاد في 7 يناير طبقاً للتقويم الشرقى، لذلك واستجابة للاحتياجات والاهتمامات الرعوية لهؤلاء الأعضاء المخلصين للكنيسة، فإنه يجوز لكنائس الإيبارشية في حالة وجود أسباب رعوية عمل احتفال إضافي يبدأ من عشية ونصف الليل 24 ديسمبر وباكر وقداس على طقس عيد الميلاد بالنغمة الفرايحي في صباح 25 ديسمبر، بدون كسر صوم الميلاد حتى يوم 6 يناير»

القس مكاريوس فهيم قليني، راعى كنيسة العذراء والأنبا أنطونيوس في مدينة بدر، قال إنه من المؤسف صدور مثل هذه البيانات أو القرارات، مرجعًا ذلك إلى كونها مخالفة لنظام وتقويم الكنيسة الأرثوذكسية القبطية.

وأضاف لـ«المصريون»، أنه «من المفترض أننا كنيسة واحدة فكلنا نتبع الكنيسة الأرثوذكسية القبطية، ومن ثم لابد الالتزام بكافة قوانينها ونظامها، لكن الخروج عن تلك الأعراف أو القوانين لا يرضيني ولا يرضي الكثيرين».

راعى كنيسة العذراء، أوضح أن هذا القرار سينتج عنه مشكلات واضطرابات كثيرة لا يمكن أن يتنبأ بها أحد، ومن ثم لابد من مواجهة هذه القرار الذي يخالف أعراف وتقاليد الكنيسة الأرثوذكسية القبطية.

ومن بين المشكلات التي يمكن أن تحدث جراء القرار بحسب «قليني» إقامة إكليل أو حفل خطوبة أثناء الصيام، متابعًا: «الكنيسة الأرثوذكسية لديها أعراف وتقاليد متعارف عليها منذ مئات السنين، فمثلًا نحن نصوم حوالي 8 أشهر في السنة، خلالها لا يمكن إقامة أكليل أو حفل خطوبة، لكن بعد هذا القرار يمكن أن تتقدم أي أسره بطلب لإقامة أكليل ولا يستطيع أن يرفضه أحد وهنا نكون أمام مشكلة وكارثة».

وأردف: «عند أخواتنا المسلمين مثلاً عيد الفطر، له موعد معين للاحتفال به، وبالتالي لا يجوز تقديم هذا الموعد»، مستكملًا: «إذا طلب احد الاحتفال به مثلا يوم 20 رمضان هل يصح وهل يمكن ذلك، لا طبعًا؛ لأنه سينتج عنه مشكلات كثيرة، وهذا نفس الأمر في تلك المسألة».

وأشار إلى أنه طالما تم الرضوخ أو الاستجابة لبعض أفراد الشعب في مسألة ما، فلن يكون هناك ما يمنع من الرضوخ لهم في قضايا أو مسائل أخرى تخالف التقاليد والأعراف، متسائلًا: «هل تستطيع أن تمنع أكليل وأنت وافقت على هذا الأمر؟».

وأنهى قائلًا: «لابد أن تكون القرارات سارية على الجميع ولابد أن يلتزم بها الجميع، فهناك أعراف وتقاليد للكنيسة الأرثوذكسية القبطية على الجميع الامتثال لها؛ حتى لا تقع أية مشكلات».

من جهته، قال رمسيس النجار، محامي الكنيسة السابق، إن القرار خاص بالأنبا سرابيون مطران لوس أنجلوس، وصدر في ظروف معينة مكانية.

وأضاف لـ«المصريون»: هناك جيل ثاني وثالث في أمريكا مصريين الأبوين أرثوذكسيين، لكنهم يريدون الاحتفال بعيد الميلاد مع إخوانهم الأقباط،وبالتالي جاء ذلك القرار".

وأشار إلى أن "كافة الحجج التي يثيرها المعترضون على القرار واهية، فمثلًا موضوع الزواج خلال الصيام لم يحدث حتى الآن ولم يطلبه أحد، إضافة إلى أن القرار غير خاضع له الأقباط الأرثوذكس المصريين".

وفي أول رد للبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، على الجدل الذي أثاره قرار الأنبا سرابيون مطران لوس أنجلوس لإيبارشية كاليفورنيا بالولايات المتحدة، قال: "طقس الكنيسة يتطور أما العقيدة فهي ثابتة".

وأشار إلى عدة أمثلة عن هذا الأمر، لافتًا إلى أنه كان في الماضي يقام قداس واحد في الأسبوع، يوم الأحد؛ ولأن العطلة الأسبوعية الرسمية للدولة هي الجمعة، قررت الكنيسة أن تقيم قداسًا آخر يوم الجمعة، ومع تزايد الاحتياج لإقامة قداسات باقي أيام الأسبوع، تُرك الأمر لكل كنيسة أن تقييم ما يحتاجه شعبها من قداسات.

وأضاف البابا، أن صلاة الإكليل "سر الزيجة" في الأساس، كانت لا تقام إلا في القداس الإلهي، ومع تغير الظروف سمحت الكنيسة بإقامة صلاة الإكليل في أي وقت على مدار اليوم.

وأوضح، أن الكنيسة في القداس الإلهي تصلي من أجل نهر النيل، وتخصص صلاة خاصة لكل موسم ذراعي، على مدار العام للأمطار والزرع والحصاد؛ ولأن بلاد المهجر كل منها تختلف فيما تحويه من أنهار ومن مواسم، قرر المجمع المقدس في عهد البابا شنودة الثالث، أن تصلي كنائس المهجر للمياه بشتى صورها، ولكل المواسم في آنٍ واحد.

فيما، وجّه نادر صبحي، المتحدث باسم حركة "شباب كريستيان" للأقباط الأرثوذكس، رسالة إلى الأنبا يوسف أسقف جنوب أمريكا وراعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والأسقف المسؤول عن إيبارشية أمريكا الجنوبية وأقباط أمريكا والمهجر، طالبه فيها بالرد على دعوة الأنبا سرابيون الذي يعد قرارًا فرديًا بدون مجمع مقدس والخاصة بالاحتفال بعيد الميلاد يومي 25 ديسمبر و7 يناير.

وقال صبحي في بيان، إن "الأنبا سرابيون تعلل بأن الاحتياج الرعوي هو السبب وراء الدعوة وظروف المكان والتنشئة الجديدة، مضيفًا أن الكنيسة الأرثوذكسية كنيسة مجمعية ولا يوجد لديها قرارات منفردة، فالكنيسة يرأسها المجمع المقدس الذي يرأسه قداسة البابا تواضروس الثاني، والسلطة الأولى والأخيرة لأعضاء المجمع المقدس، وعلى رأسهم  (الكنيسة - الشعب) لإصدار قرارات الاحتفال بالأعياد.

وأوضح أن هناك قرارًا للمجمع المقدس الصادر عام 1959 ميلادية، وتحت رئاسة الأنبا كيرلس السادس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي يشير إلى أنه لا تغيير ولا تبديل ولا تزحزح عما تم تسليمه من الآباء الرسل الأطهار بخصوص تثبيت الأعياد القبطية الأرثوذكسية على أساس التقويم القبطي المصري الذي حدد الأعياد طبقًا لنصوص الكتاب المقدس والرسل.

واستكمل: «نظرًا لان أسقف أمريكا الجنوبية والتي بالطبع تماثل موقع خدمة الأنبا سرابيون، نرغب في حسم هذا الأمر نهائيًا وغلق باب المناقشة في ذلك الأمر، وهذا سيكون من خلال رد من الأنبا يوسف، ماذا عن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في أمريكا الجنوبية وماذا عن الاحتياج الرعوي و متى سيحتفل الأنبا يوسف أسقف جنوب أمريكا بعيد الميلاد المجيد».

وتحتفل الكنائس الشرقية، وعلى رأسها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد الميلاد المجيد 28، 29 "كيهك" بحسب السنة "كبيسة" كانت أم بسيطة، الذي يقابله في التقويم الميلادي 7 يناير، أما الكنائس الغربية فتحتفل بعيد الميلاد المجيد يوم 25 ديسمبر.