السبت 05 أكتوبر 2024
توقيت مصر 08:28 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

آخر تطورات موقف مصر من المصالحة مع قطر

أرشيفية

حسم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الجدل الدائر حول ملف المصالحة مع قطر، الذي أثير خلال الأيام الماضية، حيث أكد أن الموقف لم يتغير حتى الآن؛ نظرًا لعدم تغير موقف الدوحة من النقاط الخلافية مع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر.

و في لقائه بممثلي وسائل الإعلام الأجنبية، على هامش منتدى شباب العالم المنعقد في مدينة شرم الشيخ، أكد «السيسي» أن «موقف الدوحة لم يتغير، وأن هناك 13 شرطًا تم وضعها وحتى الآن لم يحدث شيء»، متابعًا: «نتمنى نجاح أية جهود صادقة لنصل إلى التزامات دائمة».

وأوضح الرئيس، أهمية عوامل بناء علاقات مستقرة حقيقية دون تدخل في شؤون الغير، مردفًا: «نتكلم عن بناء ثقة وعلاقة صحية نتمنى التوفيق».

السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، قال إن مسار المصالحة بدأ لكن ربما لم يحقق الإنجاز المطلوب، مشيرًا إلى وجود تغير في المواقف خلال الفترة الماضية من قبل بعض الدول.

وخلال حديثه لـ«المصريون»، أضاف «حسن»، أنه خلال الثلاثة أشهر الأخيرة تغير موقف السعودية، إذ وافقت على حضور بطولة كأس الخليج العربي 24 في قطر، مضيفًا أنه تم تسيير الطيران المباشر من الرياض للدوحة، ما يعني أنه تم تخفيف حدة مقاطعة الطيران بين البلدين.

وأشار إلى أن موقف البحرين نفس الموقف السعودي، حيث قامت بتسيير الطيران منها مباشرة إلى الدوحة، فضلًا عن السيارات التي حملت المشجعين، لافتًا إلى أن موقف الإمارات وسط، حيث شاركت في الدورة الرياضية عن طريق طيران كويتي.

واعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن المباريات كانت فرصة لتخفيف حدة الموقف، متوقعًا أن يتم التوصل للمصالحة لكن بدون إعلان رسمي عنها.

وقال إنه من الواضح أن هناك تسوية ستتم أو يمكن تسميته «أمر واقع»، مشيرًا إلى أنه من المتوقع تخفيف القيود على الحدود وحركة التنقلات، إضافة إلى تبادل الزيارات مع حل مشكلة الحج.

ونوه بأن موقف مصر مرهون بالإخوان وقياداتها في قطر وكذلك بالتدخل القطري في ليبيا، مشيرًا إلى أنه لا توجد صيغة حتى الآن ترضي مصر، وبالتالي صرح الرئيس بأن الموقف لم يتغير حتى الآن.

وتساءل: «هل تشهد الأيام القادمة صيغة معينة ترضي مصر قبل القمة العربية؟»، متوقعًا أن لا يتم ذلك، نظرًا لأن قطر لن تتخلى عن الإخوان المسلمين ولن تراجع موقفه تجاههم، بحسب تصريحه.

وبرأي «حسن»، فإن تمسك مصر بموقفها تجاه الإخوان دون مرونة سيؤدي إلى تعقيد الأمر أكثر، مردفًا: «قال دبلوماسي بريطاني قديم، في السياسة لا يوجد أعداء دائمين ولا أصدقاء دائمين ولكن هناك مصالح دائمة».

إلى هذا، قال سامح عيد، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، قال إن الموقف معقد ومن الوارد وقوع أي شيء فذ لك الملف، غير أنه نوه بأن ما يهم قطر في هذا الملف السعودية والإمارات.

وأضاف لـ«المصريون»، أن موقف قطر تجاه الإخوان بدأ يتراجع، حيث من المتوقع أن يتم توفير غطاء سياسي لهم في مكان أخر غير قطر، معتبرًا أن قمة «كوالالمبور» ستنعقد من أجل تحقيق هذا الهدف.

غير أنه أشار إلى أن قطر لن تتهاون في الملف الإعلامي المسلط على مصر، متابعًا: «موضوع الإخوان يمكن تبدي فيه مرونة وهي تعهدت للسعودية بذلك، لكن أعتقد لو تم إبعادهم فسيتم استضافتهم في الإعلام عبر برامج متعددة».

وأشار إلى أن السعودية تبدي مرونة في المطالب الـ13 فيما مصر والإمارات متمسكين بتلك المطالب، ما يعني وجود تباين في الموقف، مضيفًا أن مرونة الرياض ربما جاءت بعدما أعطت أمريكا لهم الضوء الأخضر لإنهاء القضية.

الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، اختتم حديثه قائلًا: «أبو ظبي ممكن أن تستجيب للسعودية وأيضًا من الوارد أن تتم المصالحة دون مصر، لأن كل طرف يبحث عن مصالحه وبالتالي كل شيء وارد في ذلك الملف».

ومنذ أيام، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنه «من المبكر الحديث عن تقدم حقيقي في الحوار مع السعودية»، مؤكدًا أن الجانبين السعودي والقطري «اتفقا على الأمور الأساسية والجوهرية والمتعلقة بسيادة الدول، وحسن الجوار ووحدة مجلس التعاون الخليجي، أما بقية التفاصيل فلم تبحث حتى الآن».

وأشار وزير الخارجية القطري، خلال حوار تليفزيوني له، إلى أن «الأزمة الخليجية استمرت لوقت طويل، ولذلك فإن حلها قد يستغرق بعض الوقت، ويحتاج لمباحثات من الأفضل أن تبقى طي الكتمان إلى حين نضوجها والكشف عنها لشعوب المنطقة».

وفيما يتعلق باحتمالات اتساع مفاوضات ملف المصالحة الخليجية، قال آل ثاني، إن «ابواب الدوحة مفتوحة منذ اليوم الأول للحوار مع الجميع بما في ذلك البحرين والإمارات، لكن القناة المفتوحة الآن هي مع الرياض فقط».

وشدد وزير الخارجية القطري على «عدم وجود أي شروط للمصالحة»، معتبرًا أن "الشروط الـ13 الأولية سقطت لأنها كانت مرهونة بفترة عشرة أيام، ثم عادت دول الحصار لتضع 6 شروط وهذه الشروط تنسجم تمامًا مع مبادئ دولة قطر التي ترفض الإرهاب أو دعمه وكذلك ترفض خطاب الكراهية والتحريض والتدخل بسياسيات الدول الأخرى»، على حد وصفه.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين إلى جانب مصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر في يونيو 2017، متهمة إياها بدعم الإرهاب، فيما تنفي الدوحة تلك الاتهامات.

ووضعت تلك الدول 13 مطلبًا لقطر من بينها إغلاق قناة الجزيرة التلفزيونية، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية، وخفض العلاقات مع إيران والحد من الصلات مع جماعة الإخوان المسلمين.