الخميس، 28-05-2020
11:28 م
م. احمد المحمدي المغاوري
- من باب قول الله تعالى وذكرهم بأيام الله،فمنذ الف وأربعمائه عام ويزيد نزلت هذه الايات قال تعالى (أَتَى? أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ? سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى? عَمَّا يُشْرِكُونَ(النحل 1)وقال عز وجل( حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ 24 يونس)وقال سبحانه(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون(41-الروم)وقال تعالى(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ،فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(43-42)الأنعام،قال الله (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ(112)النحل، في لحظة مااصبحت هذه الآيات تقابل بالسخريه،من بعض المجرمين يقولون في تحد سافر إنا منتظرون ويستعجلون العذاب كما قال الله عن أقوام مسخهم وخسف بهم{وَإِذْ قَالُواْ ?للَّهُمَّ إِن كَانَ هَـ?ذَا هُوَ ?لْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ?لسَّمَآءِ أَوِ ?ئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }الأنفال:32]وعن اقوام استهزؤوا بانبياءه وأولياءه فقال الله لهم على لسان رسله(قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ(64التوبه)وقال تعالى(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ ?وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)53 العنكبوت
آيات تلو آيات نقرأها.حتى ان بعض من دب به اليأس يتسائل متى وكيف ننتصر؟ ونحن أضعف ما نكون؟كيف وقد عم الظلم في الأرض وطم ولا حول ولا قوه لنا نحن المسلمون في مشارق الارض ومغاربها؟ كيف وقد خان من خان وتخاذل من تخاذل، واستهزء من استهزء بنا وبالقرآن وبأولياء الله ورجال الحق ينكل بهم؟ ردد البعض ذلك ،ولا زالت ايات الله تتلى بين ظاهرينا تُذكر بأن الله قادر وغالب ومهيمن وغالب على أمره سبحانه له الخلق والأمر.لقد قص علينا القرآن أحسن القصص من الأقوام الغابره وذكر لنا نهايتهم نزلت عليهم الحجج والبراهين حين افسدوا وعاندوا وكفروا بنعمت الله فحق عليهم العذاب وآتهم بغته وهم لا يشعرون،وبرغم ذلك دب هذا الشعور (اليأس) لضعف فينا فهل تدبرنا اياته؟ يقول البعض انتم لم تبذلوا الأسباب! قد بذلت لكن هيهات هيهات إن مكرهؤلاء بالليل والنهار فوق طاقتنا، والله قد أوكل الأمر لنفسه نقرأ في كتابه(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ? وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ? وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ(30)الأنفال،
- وها قد جاء أمر الله الذي كنتم تستعجلون (كورونا)،جاءعلى حين غره للعالم أجمع بره وفاجره مسلمه وكافره! فلا نستخف بالحدث مع المستهزئين(يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ? مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)يس30،مع الأخذ بالأسباب،والثقه في أمر الله والعودة سريعا،سيتجيب الله لنا ما لم نستعجل كما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم(يستجاب لأحدكم ما لم يعجل )كلنا نقرأ في كتاب الله ومرت علينا هذه الآيات،قال تعالى لنبيه ليبلغ الحاضر الغائب(قُلْ إِنِّي عَلَى? بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ ? مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ ? إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ? يَقُصُّ الْحَقَّ ? وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ(57)على بينة أي على(ثقة تامه في الله أنه بالغ امره)وها قد استجاب لأنين طفل سوريا وهو ملقى على ضفاف البحرغريق وقد ترك رساله للعالم ذا القلب الأسود يقول فيها(سأخبر الله بكل شيء)استجاب لقلب ام مكلومه وبكاء شيخ كبير وعالم جليل ومجاهد سبيله على الله القدير ومهجر ومشرد لا مأوى لهم ولا سبيل.
إنه فرصة لنا كمسلمين.فالفرق بين أمر الساعه الخاتمه وساعة الصفرالتي سأذوقها انا وانت(الموت)(حَتَّى? إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ(99)المؤمنون،والأمرالنهائي يوم القيامه(فَإِذَا نُفِخَ فِى ?لصُّورِ نَفْخَةٌ وَ?حِدَةٌ (الحاقة 13)(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ )الزمر68.وأمر(كورونا )أن هناك فسحة أمل للتوبه واليقظه من الغفله والتضرع،والتضرع هنا ليس الدعاء وفقط بل برد المظالم كل في موقعه أفرادا وجماعات بل ودول،
إن الأحداث القادمه حبلى بالمتغيرات، قوى عاتيه تكبرت وتجبرت،واقتصادات وزخرف قد تنامى وعلا في الأرض ستزول وتفنى عما قريب،أمل جديد سيخرج في الأفق لنشر السلام في العالم فالعالم قد اشتاق لعدل الإسلام والسلام،عالم تشبع بالظلم برغم العلم،تشبع بالفاحشه فكانت الجائحه،عالم كاد الغرباء فيه أن يقنطوا ويفتنوا ، قد زلزلوا زلالا شديدا،يقولون متى نصر الله(حَتَّى? إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ)فجاء الأمروالرسول كورونا،ليتدخل صاحب الخلق والأمر،الله:لإيقاف هذه الظلمات،ظلمات بعضها فوق بعض،فقد أمهل الجميع فلم يعتبر أحد.فصدر الأمر وحل بنا النذيركورونا !عوده الى القرآن لنطمأن نحن المسلمون أن لنا ربا يغارعلى دينه وأولياء وعباده الصالحين قال في حديثه القدسي(مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ)(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ){يوسف:21}هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى(56)أَزِفَتِ الْآَزِفَةُ(57)لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (58) النجم..فإلى كتاب الله عودا..وننزل من القرآن ما هو شفاء..