الإثنين، 30-03-2020
05:43 م
م. احمد المحمدي المغاوري
كورونا جند من جنود الله (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ"(المدثر)كورونا قامت الدنيا بسببه ولم تقعد ،كورونا لم يأت لنشر الهلع والفزع والقلق بل جاء ليثبت حقيقة أن الله قادر،هذا الانسان الذي طغى وأفسد في الأرض لم يك شيئا مذكورا،ها هو يقف عاجزا أمام خَلق مهين لا يكاد يبين،ولا يرى بالعين المجردة كورونا،هذا الانسان:بما وصل من علم فقد زخرف الدنيا وابتكر وصنع وحلق في الفضاء وحسب أن لن يقدر عليه احد فطغى،فجاءه كورونا بغته وعلى حين غره ليقف عند حده!قال تعالى(حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا )يونس،كورونا جندي جاء برساله لنا وللعالم أجمع مُلخصها(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)
-اولا(إن الله يحب التوابين)لقد أرعب كورونا القلوب للعوده لعلام الغيوب،وكما قال الشيخ محمد الغزالي«لا أدرى لماذا لا يطير العباد إلى ربهم على أجنحة من الشوق بدل أن يساقوا إليه بسياط من الرهبة؟جاء كورونا ليطهر القلوب من أدران الأحقاد والذنوب،وكما قال بن عباس فما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبه.فظلام الظلم في الأرض قد عم وطم قال تعالى(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّوَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)الروم،جاء كورونا ليطرق على قلوب الخلق التي ماتت فيذكرها بالعودة إليه بسرعه قبل أن ياتي طارق الموت ولا عوده، كورونا جاء ليعلمنا كيف نستثمر أوقاتنا وقد أُجبرنا على حجر صحي في بيوتنا،نزل البلاء فماذا نفعل؟لنرفع أيدنا بالضراعه الى الله،ونبذل الصدقه،فالصدقة تطفئ غضب الرب،وصنائع المعروف تقي مصارع السوء.والصدقة تدفع سبعين بابا من البلاء والله هو الغني ذو الرحمه(مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا)النساء ،لنجلس مع أولادنا نصوم ونصلي معا،نقرأ القرآن والقصص والعلوم ونلعب معا،بعد هجرنا المساجدوالمصاحف،بل ونحن معا بعيدين بسبب وسائل التقاطع(التواصل)الاجتماعي!!
- ثانيا(ويحب المتطهرين)طهارةماديه،ومعنويه فديننا كله طهاره،والله جميل يحب الجمال ويحب المتطهرين ولا يحب المسرفين،ولا المعتدين،فلكي نتقي كورونا لابد من تقوية المناعه وأهم ما يقوي المناعه الحالة النفسيه القويه،فلا قلق ولا هلع ولا حزن ولا حسد ولا غل ،وتلك طهارة معنويه،فكما نهتم بأجسادنا نهتم بقلوبنا ،صنوان لا ينفصلان القلب والجسد ، فطهارة النفس تؤدي الى مناعه قويه،فيجب أن نكون أصحاب نفوس عاليه،ونبث الطمأنينة في عموم الناس ونهدء ونبشر(بشروا ولا تنفروا) كما بشر الحبيب صلى الله عليه وسلم صاحبه أبا بكر في وقت الشده فقال له(إذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)التوبه.وكما قال موسى لقومه في لحظة الهلاك،طمأنهم فقال( كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)الشعراء،لنهدء فلا خوف ولا هلع من قدرالله (إن الله معنا)،ولا شك أن ما يمر بأمتنا يحزننا ويؤلمنا،ولكن لنكن إيجابيين عمليين مبادرين،نفر من قدر الله الى قدر الله بالرضا بما كتب سبحانه و(قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ? وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)فمع أخذ الحيطة والحذريكون الرضا فأهل الرضا هم أهل العافيه،فلا حسد ولا غل ولا قلق،وتلك طهارة معنويه،ولتقوية مناعة الجسم يلزم خمسة أمور:-
1- طهارة دائمه وديننا دين الطهارة كما في الحديث(الطهور شطر الإيمان)أي نصف الإيمان !وكما ورد عن جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مفتاح الجنة الصلاة ومفتاح الصلاة الوضوء)واسباغ الوضوء على المكاره أي بماء بارد يقوي المناعه.
2- الغذاء الصحي فلا وجبات سريعه ولنقلل من الأكل الخارجي،وفي ذلك طهارة مع ممارسة رياضه يوميه في الشمس
3- الصوم (صوموا تصحوا) والصوم جُنه كما في الحديث أي وقايه وحمايه وفيه طهارة للجسد كله،ومعه تقوى المناعه
4- النوم الصحي فلا سهر وأقل شيء من 6 الى 7 ساعات يوميا وفي ذلك طهارة للعقل والقلب
5- وأخيرا وهو الأهم (الدعاء ثم الدعاء) فهو مخ العباده بل هو العباده فالدعاء يصارع القدر، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم(اللَّهُمَّ إِنِّا نعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ،وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ)،وعن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ( مَنْ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّمَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِح،وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ)
هذا ديننا يشمل كل مناحي الحياه،دنيا ودين، قول وعمل، ظاهر وباطن،علم وإيمان(طهارة للجسد وطهارة القلب)
- ثقتي بربي،أنه سيخرج من رحم هذا الوباء(كورونا )الدواء.هي فرصه لنجدد العهد مع الله ولنراجع أنفسنا وحالنا معه سبحانه ومع خلقه،(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) تلك هي الخلاصه ،توبة وطهارة للقلب والبدن.كورونا فيه( ذِكْرَى لِلْبَشَرِ(فهل وصلت الرساله؟