الأحد 24 نوفمبر 2024
توقيت مصر 07:17 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

لبنان.. تحذيرات من تجدد الصدام بين أنصار حزب الله والمحتجين

مظاهرات لبنان
حذر خبراء وكتاب لبنانيون من تجدد الصدام بين أنصار "حزب الله" وحركة "أمل" من جهة والمحتجين من جهة أخرى، غداة مواجهات بين الجانبين، وسط بيروت.
وشهدت بيروت، ليل الأحد - الإثنين، مواجهات طويلة بين أنصار" حزب الله" وحركة "أمل"، والمحتجين عند منطقة جسر الرينغ (وسط العاصمة).
وألقى أنصار الحزب بالحجارة على المحتجّين ووجهوا لهم الشتائم، مردّدين هتافات مؤيدة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، ورئيس مجلس النواب رئيس حركة أمل، نبيه بري، وفق شهود عيان.
يقول المحلل السياسي غسان حجار إنّ تلك المواجهات هي "رسائل ترهيبيّة ولها اتجاهات عدّة في الساحة الداخلية".
ويضيف حجار، للأناضول،: "أولا، هي رسالة إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، جراء مماطلته في تشكيل الحكومة المقبلة أو مماطلته في الموافقة على التكليف، ولإنذاره بأنّ هذا التأخير سيؤدي إلى تصادم في الشارع وإن لم يحسم أمره، فالشارع سوف يتأجج وعليه تحمّل المسؤولية".
واعتبر حجار أنّ "الرسالة الثانية هي أمنية بامتياز ويتوجّه بها الحزب إلى الجيش اللبناني والقوى الأمنية والذين يتهمهم بالانصياع للرغبة الأمريكية بالدفاع عن المنتفضين والتأكيد لهم أن الحزب باستطاعته فتح الطرقات".
لا يخفي حجار أنّ الحزب "عمد أمس إلى إيصال رسالة واضحة للأحزاب اللبنانية كالقوات اللبنانية والاشتراكي بأنّه قادر على وضع حدّ لكلّ ما يحصل منذ 40 يومًا".
ويتابع حجار كلامه بالتأكيد على أن "حزب الله" وجّه رسالة للمجتمع الدولي كذلك بأنه قادر على السيطرة على الأرض.
ويحذر في الوقت نفسه من خطورة الأيّام المقبلة خصوصًا وأنّ لبنان سيشهد المزيد من التأزم لأن إصرار المحتجين سيزداد بالبقاء في الشارع خصوصًا بعد الأحداث الأخيرة مما سيجعل المجتمع الدولي يزيد العقوبات والخناق على الداخل اللبناني.
من جهتها، ترى الكاتبة الصحفية صونيا رزق أنّ نزول حزب الله إلى الشارع "لم يكن عفويًا، بل كان مخطط له والهدف منه فتح الطرقات التي يعتبروها تحت غطائهم".
ووصفت المواجهات بـ"الهمجية" خصوصًا وأنها فاقت التوقعات، على حدّ تعبيرها، معتبرة أن تلك الأحداث خسر فيها الحزب الكثير لأنّها زادت من عزيمة المحتجين وأعطتهم الإصرار للبقاء في الشارع.
في المقابل، يرى الكاتب لصحفي قاسم قصير، المقرّب من "حزب الله"، أنّ ما حدث هو بمثابة "فعل" و"ردّ فعل"، قائلا: "قطع الطرقات يؤدّي إلى ردود فعل من جمهور منفعل، وهذا الأمر يحصل في ظل وضع سياسي متأزم والخوف من انتقال التوتر إلى أماكن أخرى".
وأعرب قصير، في حديث للأناضول، عن خشيته من توتر الأجواء خلال الأيام المقبلة خصوصا مع عدم وجود اتفاق سياسي حتى الآن واستمرار قطع الطرقات.
واستبعد "قصير" أن يكون "حزب الله" قد نظم ما جرى من مواجهات، ورأى أن مجرد "خروج عدد من أنصاره غير المنظمين، والحزب لم يتبن ما حصل".
وشدد على ضرورة التعجيل بتشكيل الحكومة لأنها الخطوة المطلوبة الآن، محذرا من انفلات الأوضاع حال استمرار الوضع الراهن.
ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول احتجاجات غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية، ويتمسك المحتجون بمطلب رحيل الطبقة السياسية بلا استثناء، لاتهامها بالفساد ونهب الأموال العامة.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها أنصار لـ"حزب الله"، وحركة "أمل" المتظاهرين، حيث هاجموا خيم المعتصمين في ساحتي رياض الصلح والشهداء وسط بيروت الشهر الماضي. -