السبت، 22-05-2021
01:18 م
قال المحلل السياسي
الليبي عادل خطاب " مرت أسابيع على
تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الجديدة بقيادة عبدالحميد دبيبة، حيث حملت معها آمال
الليبيين في أن تكون هذه الحكومة بداية الطريق نحو توحيد البلاد التي مزقتها الحرب
والنزاعات، وإرساء السلام وتحقيق الأمن والأمان. لكن الآمال تحطمت على أعتاب
تصرفات رئيس الحكومة وتصريحاته والأحداث التي لم ولن تُبشر بالخير الذي طال
إنتظاره.
فقد تردد في الآونة الأخيرة كثيراً،
الحديث عن عدم قدرة الحكومة الجديدة على تهيئة البلاد لإجراء الإنتخابات العامة في
نهاية العام الجاري، كما هو مقرّر، ورجّح المراقبون بأن الدبيبة وحكومته سيحذون
حذو سابقتهم حكومة الوفاق، في تمديد فترة بقائهم في السلطة على حساب إجراء
الإنتخابات. ولعل زيارات الدبيبة العديدة الى عواصم أوروبية تحمل في ثناياها
إتفاقات وإجراءات مشبوهة، تحقق المصالح الغربية على حساب مصالح الليبيين.
من جهتهأعلن وزير الخارجية الايطالي
لويجي دي مايو أن رئيس الوزراء الليبي سيزور إيطاليا في 31 مايوالجاري.وإنه بهذه
المناسبة، سيعقد منتدى أعمال يسمح للجهات الفاعلة الاقتصادية الإيطالية الرئيسية
بالتواصل مع الليبيين ورئيس الوزراء الليبي وعدد من أعضاء حكومته. وكما هو معلوم
فإن الدبيبة رجل الأعمال المنحدر من مصراتة، مصالحه التجارية تبقى على رأس
أولوياته.
كما أن رضوخ الدبيبة للميلشيات
المسلحة في طرابلس عبر تسميته لأحد قادة الميليشيات الموالية لتنظيم الإخوان في
ليبيا والمنحدر من مدينة مصراتة "محمد خليل عيسى" وكيلًا للشؤون
القنصلية بوزارة الخارجية، وهو من المناصب الإدارية الرفيعة، يجعله يحاصر وزيرة
الخارجية نجلاء المنقوش، التي طالبت مرات كثيرة بإخراج القوات التركية والمرتزقة
من البلاد، ويحمي التواجد التركي على الأراضي الليبية، لاسيما أنه صرح في وقت سابق
أن الأتراك حلفاء وأصدقاء ل
ليبيا.
إن إعراب الدبيبة، في وقت سابق، عن
تمسكه بالاتفاقيات التي وقعتها حكومة الوفاق المنتهية ولايتها مع الأتراك، والتي
لم تنل موافقة البرلمان الليبي، يُشير الى أنه حليف الأتراك المتربصين بالبلاد،
وأنه لا يُمكن التعويل عليه في حل الميليشيات المسلحة المدعومة تُركياً، والتي
عاثت فساداً وخراباً، لأنها تحقق مصالحه. والكلام عن توحيد الجيش تحت راية واحدة
وطرد المرتزقة من البلاد يبقى في إطار الكلام فقط، لذر الرماد في العيون. فالجيش
الوطني ذو القاعدة الشعبية الواسعة يرفض إنضمام الرؤوس الإرهابية الحامية الى
صفوفه، ويشترط مغادرة المرتزقة من البلاد لتوحيد الصفوف.
وفي السياق، قال المحلل السياسي
الليبي عماد جلول: "بعد انفراج غير مسبوق شهدته البلاد على المستوى السياسي
خلال الشهرين الماضيين، وولادة سلطة سياسية موحدة، دخلنا في مرحلة شك جديدة، وطفت
الخلافات مجدداً". وأضاف: "باعتقادي، الحكومة التي اختيرت ضعيفة جداً، وفرصة نجاحها في الوصول
ب
ليبيا إلى الانتخابات بعد أقل من سبعة أشهر، ضئيلة جداً وتحتاج إلى معجزة". وتابع: "البرلمان
ومجلس الدولة لم يتوصلا حتى الآن إلى قاعدة دستورية تمهد للانتخابات. وفي حال فشل
ذلك خلال شهر حزيران/يونيو المقبل، أعتقد أن الأمور ستتعقد وموعد الانتخابات سيظل
في مهب الريح".
مما ذُكر يُمكن القول بأن الدبيبة يسير بخطة ذات
نوايا مجهولة، لكن مع الوقت باتت تظهر حقيقة محاولاته تعطيل المسار السياسي السلمي
في
ليبيا، وتمسكه بالحليف التركي على الرغم من رفض جميع فئات الشعب الليبي للتواجد
التركي في
ليبيا، الأمر الذي يهدد جميع الجهود المبذولة من قبل الشرفاء الليبيين
من أجل إقامة وطن واحد للجميع، تسوده العدالة وتحمي سلطاته حق مواطنيه بالعيش
الكريم.