الجمعة 22 نوفمبر 2024
توقيت مصر 20:01 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

عادل خطاب : حكومة الوحدة الوطنية بقيادة دبيبة عاجزة عن تحقيق الإستقرار المنشود في البلاد

دبيبة
دبيبة
عادل خطاب : عزّز تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا الآمال في أن تكون هذه الدولة التي مزقتها الحرب، قد عبرت منعطفاً باتجاه السلام، لكن محللين يحذرون من أن العقبات الرئيسية لا تزال قائمة.
فما زال آلاف المرتزقة الأجانب على الأرض فيما الفصائل السياسية منقسمة بشدة، ويبدو أن الوعد بإجراء انتخابات في كانون الأول/ديسمبر بدأ يتلاشى. وقد قال المحلل عماد الدين بادي معلقاً على إضاعة الحكومة للوقت "انقضت فترة شهر العسل في حكومة الوحدة الوطنية الليبية منذ وقت طويل".
هذا وتواجه حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد دبيبة صعوبات وتحديات أهمها مغادرة المرتزقة والقوات الأجنبية الموجودة بالبلاد. حيث دعت منظمة العفو الدولية حكومة دبيبة إلى كبح جماح المليشيات والجماعات المسلحة المسؤولة عن عمليات الخطف والتعذيب والإخفاء القسري وغيرها من الجرائم.
كما تردد في الآونة الأخيرة كثيراً، الحديث عن عدم قدرة الحكومة الجديدة على تهيئة الوضع، ربما عن عمد، لإجراء الإنتخابات في نهاية العام الجاري، كما هو مقرّر، ورجّح المراقبون بأن الدبيبة وحكومته سيحذون حذو سابقتهم حكومة الوفاق، في تمديد فترة بقائهم في السلطة على حساب إجراء الإنتخابات.
وفي السياق، أصدرت سفارات بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، إلى جانب سفارة الولايات المتحدة، بياناً مشتركاً حضت فيه الحكومة الليبية الجديدة على إجراء الانتخابات بشقيها التشريعي والرئاسي في موعدها المقرر في يوم 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
من جهته، ندد المجلس الأعلى للدولة في ليبيا بالبيان المشترك الأخير الصادر عن هذه السفارات بشأن ضرورة احترام حكومة الوحدة موعد الانتخابات، واعتبره تدخلاً في الشأن الداخلي الليبي. مما يؤكد ترجيحات ومخاوف المراقبين أعلاه.
يُذكر أن عشرات المسلحين نظموا استعراض قوة الأسبوع الماضي، عبر اقتحام فندق كارنثيا الذي يُستخدم كمقر عام للمجلس الرئاسي الليبي في طرابلس. وجاء ذلك، بحسب الصحافة المحلية، رداً على دعوة وجّهتها وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش لانسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب المتمركزين في البلاد، بمن فيهم القوات التركية.
فقد لعب الدعم التركي لحكومة الوفاق السابقة في طرابلس، منذ حزيران/يونيو 2020، دوراً كبيراً في إفشال هجوم أطلقته قوات المشير خليفة حفتر، رجل الشرق القوي، في نيسان/أبريل 2019 في محاولة للسيطرة على طرابلس. حيث أرسلت تركيا طائرات مسيّرة ومدربين ومستشارين عسكريين باتوا يدرّبون تلاميذ ضباط في إطار تعاون مكثّف بين الطرفين.
مما تقدّم، يتم الاستنتاج بأن دبيبة وحكومته لا يستطيعون الوقوف في وجه الهيمنة التركية على الواقع المربوط بسيطرة الميليشيات المدعومة من قبل تركيا، وأنه يحاول إستغلال فترة بقائه في السلطة لتحقيق مصالحه الشخصية، ويسعى جاهداً لإطالتها.