أزمة كورونا: مزارعو بريطانيا يتخلصون من الألبان في المجاري
الجمعة، 01-05-202009:48 مفتحي مجدي
اضطر المزارعون في بريطانيا إلى التخلص من مليون لتر من الحليب عبر تصريفه في المجاري في أبريل الماضي، نتيجة تراجع الطلب عليه من المصانع بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19).
كان الحليب مخصصًا لتصنيع الكعك والجبن والقشدة وغيرها من المنتجات، التي تراجع الطلب عليها خلال الأزمة. كما تراجعت المبيعات إلى المقاهي والمطاعم في ظل الإجراءات الحكومية المتعلقة بالحجر الصحي في المملكة المتحدة، التي دخلت اليوم يومها التاسع والثلاثين.
وقالت دراسة أجرتها هيئتا صناعة الألبان، (Dairy UK) و( AHDB)، إن المزارعين في المملكة المتحدة تكبدوا خسارة بقيمة 7 ملايين جنيه استرليني من المبيعات الشهر الماضي، حيث انخفض سعر الحليب إلى أكثر من النصف، وواجهوا خسائر بقيمة 13 مليون جنيه استرليني في مايو. وهذا يعني أن المزارعين فقدوا 18 بنسًا مقابل كل لتر ينتجونه.
ووفق الدراسة التي أجرتها صحيفة "ذا جروسر"، فإن 75 في المائة من مزارعي الألبان في بريطانيا قالوا إنهم شعروا بتأثير أزمة (كوفيد – 19)، فيما قال 12 بالمائة إنهم تأثروا بشكل خطير.
وقال 24 في المائة، إنه طُلب منهم تخفيض التكاليف من قبل عملائهم. في الوقت الذي تستمر فيه الأبقار في إنتاج الحليب كالمعتاد، وهذا يعني أن المزارعين يتكبدون نفس تكاليف الأعلاف، مما قد يهدد الصناعة.
وقال نحو 40 في المائة من المزارعين الذين شملهم الاستطلاع، إنهم اتخذوا إجراءات لخفض إنتاج الحليب، ما أدى إلى "إفساد" ماشيتهم، مما أدى إلى زيادة الإنتاج بنسبة 0.5 في المائة أسبوعيًا، وفق ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
تضمنت الإجراءات تغيير النظام الغذائي للأبقار، واعتماد أنظمة تغذية مختلفة. بينما يتم إنتاج المزيد من الحليب من الأبقار في هذا الوقت من السنة بسبب الطقس الحار.
وتراجع الطلب على الحليب بنسبة تصل إلى 50 في المائة، حسبما ورد في بداية الشهر الماضي، حيث توقع خبراء الصناعة أن ما يصل إلى 300 مزارع اضطروا إلى التخلص من الحليب الذي لم يعد بإمكانهم تخزينه.
وقال المزارع كليف ستيكلاند (62 عامًا) إنه كان عليه التخلص من 4200 جالون (16000 لتر)، لعجزه عن القدرة على تخزين الحليب، مضيفًا: "نفهم جميعًا سبب انخفاض الطلب، ولكن لا يزال من المحزن أن نتخلص من منتجنا".
وقالت خبيرة الألبان، جوزيت فديس، التي تدير مزرعة بالقرب من سويندون في ويلتشير في وقت سابق من هذا الشهر، إنها اضطرت إلى التخلص من 12000 لتر من الحليب عندما أخفقت معالجات مصنع فريشوايز في لندن.
وأضافت فديس، التي تدير شركة ألبان جوجو منذ 12 عامًا: "هناك حاجة للحليب للمشردين والمستشفيات. هناك أناس يتضورون جوعا في العالم وهذا أمر محبط للغاية".