ماذا يفعل اللاعبون بقمصانهم بعد انتهاء المباريات؟ هل يرتديها اللاعب في مباراة أخرى؟ أم هي للارتداء مرة واحدة فقط؟ وإذا كانت كذلك فمن يحصل عليها؟ وأين تذهب؟.. لا بُد وأنك تساءلت يوماً عن كل هذه الأمور خاصة عندما تتعلق بالفريق المُفضل بالنسبة لك في بلدك أو عالميًا.
في البداية تضع غالبية الأندية في غرفة ملابس اللاعبين خانة لكل لاعب تحتوي على ثلاثة أطقم مكونة من “قميص، وشورت، وحذاء مع جواربه”، فالطقم الاول يكون مخصص للشوط الأول من المباراة، وآخر للشوط الثاني، وثالث احتياطي في حال حدث تمزق وهذا يحدث كثيراً في الملاعب نتيجة الاحتكاك والانزلاق.
ومن الضروري معرفة أن مصير ما يرتديه اللاعب خلال المباريات يتحكم به عدة عوامل أهمها القدرة المالية للنادي وسياسة النادي نفسه وأيضاً ثقافة النادي والمجتمع ككل، بالإضافة لعقلية بعض اللاعبين وطريقة تعاملهم مع الأمر.
وأهم هذه العوامل هو الوضع المالي للفريق ومدى قدرته على توفير مستلزمات لاعبيه مادياً أو حسب اتفاقه مع شركات تصنيع الأدوات الرياضية مثل أديداس ونايكي وبوما.
فمعظم أندية العالم التي لها شعبية محلية على الأقل لديها عقود رعاية من هذه الأندية تقضي بتوفير مستلزمات الفريق الرياضية كاملةً من كرات وملابس وأدوات وأحذية وكل شيء مقابل مبلغ مالي معين يختلف من فريق لآخر حسب شعبيته ومدى توفر نجوم وقوة البطولات التي يشارك بها، فيحصل الفريق على مبلغ مالي وتحصل الشركة على حقوق استخدام شعار النادي في بيع قمصان الفريق واستغلال علامته التجارية، وهناك أندية تدفع جزءاً من مستلزماتها وهناك أندية تشتريها كاملةً.
الأغنياء
الأندية التي تتمتع بصحة مالية تسمح للاعبين استخدام قمصانهم مرة واحدة فقط وذلك نظراً لقدرتها على توفير المستلزمات والملابس ولا يُشكّل ذلك مشكلة لديها، فمثلاً فريق مثل بايرن ميونخ الألماني تمتلك شركة أيداس نسبة 11% من أسهمه وبالتأكيد ستكون مسألة القمصان آخر شيء يقلق بشأنه.
قبل التسعينات كانت الأندية أقل دخلاً مالياً فكانت تقوم بغسل القمصان واستخدامها عدة مرات لا تزيد عادةً عن ثلاث أو أربع مرات، وهذه العادة موجودة إلى حد هذه اللحظة لكن بدرجة قليلة، لكنها بالتأكيد لازالت مستمرة.
فهناك صندوق يتم وضعه في منتصف غرفة ملابس اللاعبين يُشرف عليه موظف بالفريق، ويضع اللاعبون القمصان المستعملة بداخله لتذهب إلى إعادة غسلها دون أن تتأثر بسبب جودتها العالية، ويُعاد ارتداؤها مرات لكنها محدودة بالتأكيد.
وبعد الانتشار الجارف لشعبية كرة القدم في السنوات الماضية أصبح هناك طلبات تقدمها الجمعيات الخيرية للأندية للحصول على قمصان النجوم وبيعها في مزادات والاستفادة من المبالغ في دعم مشاريعها الانسانية.
وهناك من يرتدي كل شوط قميص مختلف من منطلق تجديد نشاطه.
استخدام متكرر
وهناك أندية أقل قوة مالية أو لديها إجراءات وسياسات معينة تقضي بعدم ما يعتبرونه “تبذيرا” اقتناعاً منهم أن القميص قابل للاستخدام حتى يتغير لونه أو يتمزق مثلاً، وتكون غالباً هذه الأندية تعاني من ضعف مالي.
فقبل عاميْن قال قائد فريق بارما الإيطالي أليساندرو لوكاريلي إن زملاءه في الفريق سيتولون بأنفسهم غسل ملابسهم في منازلهم بسبب الأزمة المالية.
مناسبات خاصة
وهناك حالات ومناسبات تدخل في التحكم بمصير هذه القمصان مثل مبادلتها مع لاعبي الفريق المنافس، أو احتفاظ اللاعب بها على جدران منزله للذكرى بعد مباراة خاصة مثل تسجيله لهاتريك، أو الفوز ببطولة، أو آخر مباراة له مع فريقه، أو مباراة دراماتيكية يريد الاحتفاظ بشيء من ذاكرتها، وهناك من يقوم بإهدائها للمعجبين في المدرجات.
إذاً هذه المسألة تتحكم بها قوة الفريق المالية، وسياسته العامة في الأعمال الخيرية، عقلية اللاعب، وطبيعة بعض المباريات.