الخميس 19 ديسمبر 2024
توقيت مصر 02:52 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

في الصحافة والحياة..

هل يترك ترامب البيت الأبيض؟

يدرك الإعلام الأمريكي الذي لا يربطه والرئيس ترامب أي ود، أنه مرشح بقوة لكسب الانتخابات الرئاسية في نوفمبر القادم رغم فشله في أخطر أزمتين خلال العقود الأخيرة.
الفشل في مواجهة كورونا الذي أودى بعشرات الآلاف في الولايات المتحدة وكشفت هشاشة نظامها الصحي، ثم الخطاب العنصري المتعجرف بخصوص المتظاهرين المحتجين على قتل جورج فلويد.
ذلك كفيل بقصم ظهر أقوى الرؤساء وأكثرهم شعبية، لكنه مع ترامب لن يكون ذا تأثير كبير.
خطاب ترامب العنصري والمتعصب مقصود وليس مجرد ذلات لسان، فهو يخاطب جمهوره، أو الألتراس الذي يصطف وراءه على الحلوة والمرة.
هذا الجمهور يتراوح بين 40 و45%.. يزيد أو ينقص قليلا حسب المناخ السياسي المصاحب، لكنه يظل ثابتا تقريبا منذ انتخابات 2016 التي هزم فيها هيلاري كيلنتون.
هذا الجمهور تحركه اللغة الشعبوية، له نفس الميول التعصبية، لا يشعر بأي تعاطف مع الأمريكيين الأفارقة أو المهاجرين بصفة عامة، متعصب دينيا أيضا، أو على أقل تقدير قسم كبير منهم من أولئك الذين يطلق عليهم مسمى المحافظين.
الشارع الذي خرج ثائرا على ترامب في الاحتجاجات الأخيرة، ولم يقتصر على السود، بل كان معهم البيض أيضا، لن يكون له الزخم نفسه في الانتخابات حتى لو صوت للمنافس الديمقراطي جو بايدن. وما الجديد لو صوت ضد ترامب فقد سبق وخسر التصويت الشعبي أمام هيلاري وربحها في المجمع الانتخابي وأصبح هو الرئيس في مفاجأة مدوية.
المجمع الانتخابي Electoral College هو الذي ينتخب الرئيس ونائبه، بمعنى أنها انتخابات غير مباشرة، تنتخب فيها الولايات ممثليها في المجمع الانتخابي وبدورهم ينتخبون الرئيس والنائب. دعنا نسميه مجلس أمة يتكون من 538 نائبا عن الشعب، أي عدد أعضاء الكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ، ويقوم بمهمة واحدة ثم ينتهي دوره، ولكي يفوز الرئيس ونائبه ينبغي أن يحصل على الأقل على أصوات 270 نائبا.
المهم هنا أن من يحصل في التصويت الشعبي على أغلبية أصوات ولاية معينة، سيكوش على كل ممثلي الولاية في المجمع الانتخابي حتى لو كانوا ممثلين للحزب المنافس  .
وهنا المعضلة التي استغلها ترامب سابقا وتجعل غضب الشارع منه لا يحمل إشارات خروجه من البيت الأبيض. مثلا عدد ممثلي ولاية كاليفورنيا في المجمع 55 نائبا، لو حصل ترامب على أغلبية بسيطة في التصويت الشعبي، بفارق 1% مثلا، سيكون هو الولد الذي يكوش على 55 صوتا في المجمع.
فلوريدا تأتي ثانية لكاليفورنيا (27 صوتا) وداكوتا الشمالية ثلاثة أصوات فقط ولا تحتسب أصوات الناخبين المقيمين في العاصمة واشنطن لأنها ليس لها ممثلون في الكونجرس وبالتالي غير ممثلة في المجمع الانتخابي.
في انتخابات 2000 حصل جورج بوش الابن على أصوات أقل من منافسه الديمقراطي آل غور بفارق 540 ألف صوت، لكنه فاز بالرئاسة رغم الخسارة لأنه حصل على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي (271 صوتاً).
أيضا سيكون الاقتصاد عاملا هاما في فرص ترامب، فهو يركز عليه منذ دخوله البيت الأبيض، وسيستمر في ذلك خلال الفترة المتبقية من رئاسته الحالية. كم من الوظائف سيوفرها، وكم من الأموال سيضخها. سيكون للمال الخليجي دور من خلال مبيعات السلاح.
تبقى شخصية المنافس جو بايدن الضعيفة، وما يعتريه أحيانا من الزهايمر، ولا أعرف لماذا غامر به الحزب الديمقراطي؟!
ما كتبته مجرد اجتهاد قائم على فرضيات معتادة في الانتخابات الأمريكية، لكن قد يحدث ما ليس في الحسابات النظرية.