الأحد 22 ديسمبر 2024
توقيت مصر 06:07 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

في الصحافة والحياة

لماذا يخاف بعض العرب من بايدن؟

لا شك أن هناك حالة قلق بين بعض العرب خصوصا في الخليج ومصر من إدارة جو بايدن، الرئيس الجديد المنتخب للولايات المتحدة. حالة قلق نطالعها في أعمدة  كتاب كبار مثل الصحفي النافذ عبدالرحمن الراشد في مقاله بجريدة الشرق الأوسط “بايدن والشرق الأوسط والخليج" الثلاثاء 10/11 وإن بدا كأنه يقلل من أي مخاوف بسبب خطوة العلاقات الشاملة الاستباقية من جانب الإمارات والبحرين مع إسرائيل لمواجهة التغيرات المقبلة، والتقاطعات الخليجية الإسرائيلية، والعدو المشترك للخليجيين وإسرائيل متمثلا في إيران.
الراشد يريد أن يقول إن إسرائيل هي الحارس الذي ذهب إليه الخليجيون استباقا لاستلام الديمقراطيين للبيت الأبيض.
وتضمن حوار عمرو أديب مع الديبلوماسي اللامع عمرو موسى،  سؤالا صريحا عن المخاوف المصرية، وإن حاول تعويم السؤال لولا أن عمرو موسى بذكائه السياسي المعهود طلب منه التوضيح.
مخاوف الخليجيين تتركز في عدة ملفات، ليس فقط الاتفاق النووي مع إيران الذي رفضه ترامب، وإنما ملفات أخرى لا تقل أهمية، مثل ملف حقوق الإنسان الذي يعتبر واحدا من أهم سياسات الحزب الديمقراطي خارجيا، وأيضا صراع الأقطاب الإقليمية الذي أشار إليه مقال الراشد إشارة عابرة، الرياض وأنقرة وطهران.
يبقى التخوف الذي تكتمه مقالات كتاب الأعمدة الكبار في الخليج، وإن كنت تشم رائحته، وتعكسه تغريدات النخب الأقل مستوى على تويتر، وهو إمكانية إعادة فتح ملف السعودي الراحل جمال خاشقجي، وهو ما استبعده تماما. الإدارة الجديدة لن تكون مهتمة بإعادة تفجير مشكلة تم إغلاقها تماما والرضا بما آلت إليه التحقيقات الداخلية بشأنها بين ذوي الراحل. الإدارة الجديدة لديها من المشاكل على المستوى الداخلي ما يغنيها عن التصدي لمشاكل لا تعنيها أو تؤثر عليها.
أما مصر، فقد أوضح عمرو أديب وهو إعلامي نافذ أيضا، مناطق التخوف عندما ردا على استيضاح عمرو موسى.. علاقة الديمقراطيين بجماعة الإخوان المسلمين، وسياساتهم السابقة في عهد أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كيلنتون القائمة على التفريق بين الإسلام المعتدل والإسلام المتطرف وإمكانية الحوار مع الجماعات المنتمية للأول كما في إيميلات هيلاري التي رفع عنها ترامب السرية في الشهر الماضي، ومن ضمن المخاوف أيضا ملف حقوق الإنسان.
بايدن نائب أوباما لن يكون نسخة طبق الأصل منه، لكنه قال جملة مهمة في خطابه الأخير بعد الفوز، كانت خاصة بالشأن الداخلي، لكنها مستمدة من أجندة الحزب الديمقراطي في كل الشئون، أهمية تفهم الآخر والحوار معه .
إجابة موسى بأنه لابد من أن نختار من يتحاور مع لوبياتهم المؤثرة ، وأن يكون من بين من نحسن اختيارهم إعلاميون فاهمون، يشرحون لهم أننا نعيش ظروفا استثنائية وسط منطقة مشتعلة بالتوترات.
الحق ليس هذا هو الاستعداد الجيد للتعامل مع الإدارة الجديدة، التغيير نحو  آليات وسياسة رشيدة هو بوابتنا التي تفتح لنا عقل الإدارة الجديدة والإعلام الأمريكي الموالي لها.
لا يجب أن ننسى أننا مطالبون أولا باستعادة سلة البيض التي وضعناها بكاملها في عهدة ترامب دون أن نشك لحظة أنه سيغادر البيت الأبيض بنهاية ولايته الأولى.