الجمعة، 18-09-2020
04:00 م
أريد أسأل سؤالا: لماذا لم تعد
القضية الفلسطينية.. القضية المركزية للعالم العربي؟! لماذا تراجعت على أجندة الأولويات؟!.. ولماذا لا تعد تُغري على الحشد ـ كما كان ـ في
العالم العربي؟!
ولماذا فقد
الفلسطينيون حق "الفيتو" على العلاقات ال
إسرائيلية ـ العربية؟! (
التطبيع يتساقط علينا كسفا كما ترون).
تقدير الموقف يحتاج "العقل" وليس إلى "العاطفة" أو المتاجرة ب
التطبيع، بلغت عند البعض استثماره للدعاية لنفسه، أو في الإساءة وتصفية الحسابات مع المخالفين، وربما نسمع قريبا عمن يعزو رفع زوجته عليه قضية خلع إلى أنها تؤيد
التطبيع وهو يناهضه!!
المنطقة باتت مشغولة بأمور أخرى بالعداوة
السنية ـ
الشيعية، وتراجع أسعار
النفط، والنزاعات في سوريا والعراق واليمن، وتراجع حاد في الوجود العسكري الأمريكي.
النتيجة المنطقية ـ كمعادلة رياضية ـ جعلت هذه الدول تُجتذب نحو القوة العسكرية والتكنولوجية ال
إسرائيلية (كما أشارت نيويورك تايمز إلى ذلك في تقرير لها)
وأعيد وأكرر ـ هنا ـ أنا لست مع
التطبيع ولا أؤيده وإنما كعربي مسلم أبغضه، ولكني أحاول البحث عن مقاربة، تفسر لي هذا "الانهيار" وبشكل احتفالي شديد الجرأة.
خليجيون يرون أن "
إسرائيل" هي المنقذ من "الضلال العربي" الذي يهدد أنظمة محافظة ومستقرة منذ عقود طويلة.. ولعله من الأهمية أن نتأمل ما قاله مسؤول أمني خليجي رفيع المستوى : "إذا كان تسعة ملايين يهودي أفضل من 400 مليون عربي من حيث القدرات العلمية والمالية والسياسية.. فالعلة فينا وليست في اليهود.. لماذا نحن نلقي اللوم دائما على الآخر"؟!.
لن يكون مفيدا أن نهاجم ونشتم ونهين "المسؤول" صاحب هذا الرأي، ولكن المفيد أن نأخذ ما قاله مأخذ التأمل والمراجعة .. ما قاله ليس خطابا تبريريا بلا معنى، وإنما مثقل بمفاتيح وأدوات يمكن امتطاؤها لسبر معنى الحدث ومغزاه ودلالته.
ولعله أيضا من المفيد الأخذ في الاعتبار، أن الدول الخليجية التي قررت
التطبيع غير مثقلة بمجتمع محافظ قوي يُدرج على حسابات صانع القرار السيادي: فتعداد السكان الأجانب يفوق بمراحل تعداد سكانها الأصليين، بخلاف المملكة العربية السعودية التي بها مجتمع محافظ قوي.. وجوده قد يؤجل قرار
التطبيع إلى ما بعد غياب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيزعن المشهد السياسي.
ناهيك عن أن أجيالا جديدة تحكم تلك الدول.. وكلها تلقت تعليما راقيا في الجامعات الغربية والأمريكية.. فضلا عن وجود تفسير خليجي جديد للإسلام، يحاول التحرر من هيمنة "الرق الوهابي" بغض النظر عن استقامة هذا التفسير أو انحرافه.
والله تعالى أعلى وأعلم