الجمعة، 02-10-2020
03:25 م
الذي لا خلافَ عليه أن مخترع
شبكة المعلومات الدولية المعروفة بالإنترنت لم يكن يدري ذات يوم أن اختراعه سيكون وسيلةً للسبِّ والشتم في عباد الله، وانتهاك خصوصياتهم وحرماتهم، وربما لو أدرك لجعله اختراعًا خاصًّا لا يجوز لأحد اختراقه، ولو كان من جنود نبي الله
سليمان!!
هذا الاختراع كغيره من كلِّ الاختراعات المفترض أنها
نافعة للبشرية، وأداة للارتقاء لا وسيلة للهدم، وفي تقديري أن حالة الهدم التي أدمنها عدد غير قليل من الموتورين ممن لا قلب لهم ولا عقل، والتي انتشرت على شبكة الإنترنت، كما تنتشر
النار في
الهشيم، روّادها في الغالب الأعم من العرب وال
مسلمين؛ الذين يحملون في جعبتهم كل مقومات الأخلاق، ويتقلَّص هذا الداء في بلاد
الفرنجة كما يحلو للبعض تسميتهم.
ولا أدري لماذا عادت بي الذاكرة إلى الوراء!! ولماذا توقفت أمام مقولة الإمام الشيخ محمد عبده عندما ذهب إلى هناك وقال: وجدت
إسلامًا بلا
مسلمين، وفي بلادنا وجدت
مسلمين بلا
إسلام.. إنها عبارات تحمل في طياتها تصويرًا للأحوال هنا وهناك، وتصرفات رآها بأم العين؛ فالصدق عندهم والأمانة من الرواسخ.
أما نحن فلا نرى إلا
القبيح، ولا ننشر إلا كل ما يسيء إلى قيمنا وأخلاقنا.. كنت أتصور أن خدمة التعليقات التي تمَّ استحداثها في كل
المواقع الإلكترونية يمكن أن تكون أداةً للتواصل ومناقشة الأفكار، طبقًا لحيثيات من أهمها الصدق والإخلاص.. إلا أن هذا لم يحدث.
بل رأينا الغثاء كله في هذه التعليقات.. بل هي متنفس لذوي
الأمراض ما ظهر منها وما بطن، وذهبت ثقافة الخلاف إلى غير رجعة، بل إلى الجحيم، فأنت مطالب بالبحث عما في الصدور لمجاراتهم والسير على هواهم، وإلا فأنت النموذج الحي في الخيانة والكذب وأشياء أخرى ما أنزل الله بها من سلطان، والسبب أنك متخلف عن الركب، وإن كانوا هم بلحومهم وشحومهم يعبدون الله على حرف.
نحن جميعًا أمام مرض جديد أعرفه أنا وأنت بالهيستريا التي لا أخلاق لها، والتي تبثُّ سمومها في هذا الفضاء الواسع الذي نعرفه بالإنترنت، وفي كل الأحوال هؤلاءلا نملك لهم إلا الدعاء بالهداية والإقلاع عما أصابهم من أمراض، ومنها الجبن وضعفها النفسي والعصبي.. قولوا معي جميعًا: آمين.. آمين.. آمين.