أرجع خبراء ومتخصصون، سبب انتشار الذباب بكثافة خلال هذه الأيام إلى عدة أسباب وعوامل أبرزها، طول فترة الدفء الحالية وانتشار القمامة، وسط تأكيدات أن المشكلة لن تستمر طويلًا ومن ثم لا داعِ للقلق أو الخوف.
وتزايدت الشكاوى خلال الأيام الماضية من انتشار الذباب في غالبية المناطق رغم عدم وجود أية عوامل جاذبة له كالقمامة أو المخلفات أو غيرها من الأسباب التي تسهم في تواجد هذه الحشرات.
بدوره، قال الدكتور عبد المسيح سمعان الخبير البيئي ووكيل معهد الدراسات والبحوث البيئية، إن السبب الرئيسي في انتشار الذباب خلال هذه الأيام يرجع إلى طول فترة الدفء، مضيفًا أن فترة الصيف امتدت على غير العادة، ما ساعد على انتشاره.
وخلال حديثه لـ«المصريون»، أضاف «سمعان»، أن فترة الدفء الموجودة حاليًا ساعدت على انتشار الذباب؛ كون الجو الحالي مناسب للإكثار واكتمال البويضات، معتبرًا أن ذلك هو السبب الأبرز والأقرب لانتشار هذه الحشرات.
وكيل معهد الدراسات والبحوث البيئية، نوه بأن البرودة أو الحر الشديد ينتج عنهما عدم تواجد الذباب وذلك على عكس الجو الحالي، لافتًَا إلى أن انتشار القمامة ليست عاملًا رئيسيًا، خاصة أنها منتشرة طوال العام وليس هذه الفترى بالتحديد.
الخبير البيئي، أكد أن القضية ليست مقلقة أومخيفة للدرجة التي تثير البلبة أو الجدل، خاصة أنها فترة وستمر قريبًا، لكن ليس معنى ذلك التكاسل، مضيفًا أن الأجهزة المختصة عليها رش المبيدات اللازمة.
أما حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، قال إن انتشار الذباب خلال هذه الأيام أمر عادي للغاية، خاصة أن ذلك يحدث في هذه الفترة من كل عام وذلك في فصل الخريف ومطلع الشتاء.
وأضاف لـ«المصريون»، أن مشكلة انتشار القمامة خلال هذه الأيام لا تدعو للقلق أو الخوف، خاصة أنها لن تستمر أكثر من شهر بعد دخول فصل الشتاء، مشيرًا إلى مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى انتشاره.
وقال إن الذباب ينتشر بكثافة كل عام في نفس التوقيت بسبب التغييرات المناخية وكثرة وجوده في الأماكن المغلقة يرجع لبرودة الجو الذي يجبر الذباب للاحتماء داخل المنازل والأماكن الأكثر دفئًا.
ولفت إلى أن «انتشار القمامة وقلة النظافة يعملان على زيادة انتشار الذباب، حيث تتغذي الحشرات وتضع بيضها ورغم أن أنواع الذباب أكثر من 110 ألف نوع، منها الذباب الأسود والذباب الضارب والذباب الرافعة وذباب الروث وذبابة اللحم وذبابة الخل وذباب القرن وذباب الرمل وذباب الشاطئ، إلا أن الذباب المنزلي وذبابة الفاكهة هم أكثر الأنواع ازعاج للكثير من الفلاحين»، بحسب بيان له.
وأكمل «أبوصدام» أن الذباب من الحشرات المزعجة، فبعض أنواعه تتغذى على النباتات ويسبب خسائر كبيرة للمزارعين، والبعض يتغذى على الحيوانات الحية، وبعضها ينقل البكتيريا والفيروسات، \ما يتسبب في انتشار أكثر من 60 مرض كمرض الجمرة الخبيثة، والتسمم الغذائي، والتهاب الملتحمة، والتيفوئيد.
وأوضح أن بعض النباتات تطرد الذباب مثل نبات الريحان وأشجار الكافور وتعد النظافة والتهوية الجيدة من الطرق الجيدة للتخلص من الذباب، مطالبًا الجهات المعنية للتدخل الفوري للحد من انتشار الذباب والحشرات التي تزعج المواطنين وتنشر الأمراض بردم المستنقعات وتطهير الترع والمصارف وسرعة رفع القمامة والقاذورات وتخصيص أماكن بعيده عن الاحوزة العمرانيه لتجميع مقالب القمامه ورش اماكن انتشار الذباب والحشرات عن طريق سيارات المحليات والاحياء مع توفير المبيدات اللازمه.
من جانبه، كشف الدكتور علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة، عن سبب انتشار الذباب المنزلي خلال الفترة الماضية، موضحا أنه ينشط طبقًا لتغير المناخ إذ ينتشر بكثافة عالية خلال فصل الخريف الذي يعتبر مناخاً مناسباً لنشاط الحشرة.
وأشار في بيان اليوم، إلى أنه يتم حالياً تكثيف أعمال الترصد الحشري للذباب في الطور اليرقي بأماكن تكاثره عن طريق مبيدات الصحة العامة الموصى بها من منظمة الصحة العالمية في المدن والقرى والنجوع، وتنفيذ المكافحة المتكاملة باستخدام أجهزة المكافحة المناسبة لكل منطقة، ومكافحة الطور البالغ للذباب بواسطة مبيدات الصحة العامة الموصى بها أيضاً من منظمة الصحة العالمية "صباحاً ومساءً" بواسطة أجهزة الرذاذ المحملة على السيارات.
ولفت إلى أنه يتم التركيز حالياً على أماكن توالد الذباب في مناطق (أسواق الأسماك، أسواق الخضروات، تجمعات القمامة، المقالب، صناديق القمامة بالشوارع، أماكن تجمعات الأمطار.