السبت 27 أبريل 2024
توقيت مصر 02:56 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

سباق عالمي..

الصين تسعى إلى إنتاج أول لقاح لكورونا وسط اتهامات بارتكاب انتهاكات

أرشيفية
في إطار السباق العالمي لصنع لقاح لفيروس كورونا المستجد، تفتخر شركة صينية مملوكة للدولة بأن موظفيها، بما في ذلك كبار المسؤولين التنفيذيين، تلقوا جرعات تجريبية حتى قبل موافقة الحكومة على إجراء الاختبارات على البشر.

وقالت إحدى الشركات الفرعية التابعة لمؤسسة "سينو فارم"، إن "30متطوعًا خاصًا شمروا عن سواعدهم ومدوا يد العون" لاختبار اللقاح، قبل أن يتم الحصول على موافقة لاختباره على البشر".

وأرفقت الشركة في المنشور، صورة لعلماء ورجال أعمال يتوسطهم مسؤول بالحزب الشيوعي، مشددة على "روح التضحية". وأوضحت أن الاختبار الأولي الذي تم إجراؤه نهاية مارس الماضي يهدف لضمان إطلاق اللقاحات في أقرب وقت ممكن.

وأكدت "سينو فارم"، التي لم تعلق على المنشور، أنها تعمل على لقاحين مفترضين ضد فيروس كورونا، وأشارت إلى أن الحكومة وافقت لها في أبريل الماضي على إجراء تجارب المرحلة الأولى، أي اختبارها على البشر.

جدير بالذكر أن اختبار "سينو فارم" للقاح على البشر دون تصريح يعد "انتهاكًا للقواعد الأخلاقية الدولية".

سواء كان ينظر إليها على أنها تضحية بطولية أو انتهاكًا للمعايير الأخلاقية الدولية، فإن هناك منافسة هائلة بين الصين والشركات الأمريكية والبريطانية لتصنيع لقاح للمساعدة في إنهاء الوباء.

وقال لورنس جوستين، خبير قانون الصحة العامة العالمي في جامعة جورجتاون: "الحصول على لقاح (كوفيد – 19) هو الكأس المقدسة الجديدة"، مشيرًا إلى أن "المنافسة السياسية لتكون الأولى ليست أقل أهمية من السباق على القمر بين الولايات المتحدة وروسيا"، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك بوست".

ووضعت الصين نفسها في موقع منافس قوي. إذ أن من بين ثمانية من بين عشرين لقاحًا محتملاً في مراحل مختلفة من الاختبارات البشرية في جميع أنحاء العالم أعلنت الصين عن تطويرها. 

وأعلنت شركة "سينو فارم" وشركة صينية أخرى بالفعل عن دخولهما اختبار اللقاح المرحلة النهائية.

واستثمرت بشكل كبير في تقنية لقاح "معطل" يتم إنتاجه عن طريق زراعة الفيروس بأكمله في المختبر ثم قتله، وهذه هي الطريقة التي يتم بها تصنيع شلل الأطفال. بينما يستخدم المنافسون الغربيون البارزون تكنولوجيا أحدث، لاستهداف بروتين "السنبلة" الذي يغطي الفيروس.

وقال الدكتور جاري نبيل، المدير العلمي لشركة الأدوية الفرنسية سانوفي، في اجتماع لصناعة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية، إن هذا البروتين "مكان جيد للمراهنة. لكن من الجيد أن يكون لديك بعض التنوع. يعجبني حقيقة وجود لقاح كامل معطل. وهذا يوفر بديلاً في حالة فشل أحد هؤلاء".

وقال يانتشونج هوانج، خبير الصحة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية، وهي منظمة أمريكية غير ربحية: "إن فكرة الأشخاص الراغبين في التضحية بأنفسهم ... أمر متوقع إلى حد كبير في الصين".

"لكن مع تطعيم مسؤولي الشركات والحكومة، قد يشعر الموظفون الآخرون بالضغط للمشاركة"، وفق هوانج، الذي يقول إن ذلك من شأنه أن ينتهك المبدأ الطوعي "الذي هو أساس الأخلاق الطبية الحديثة.

وفي الصين في سبعينيات القرن الماضي، اكتشفت باحثة تدعى تو يويو، تعمل في برنامج عسكري سري، دواءً هامًا لمكافحة الملاريا اختبرته بنفسها لأول مرة. وفي عام 2015، فازت بجائزة نوبل.

قال دكتور ديريك أو، مدير أخلاقيات البيولوجيا في الجامعة الصينية في هونج كونج: "قد لا يكون الموظفون أفضل المتطوعين لأن الموظفين في علاقة غير متساوية".

ومع ذلك، أشار إلى أن الأسئلة حول الأخلاقيات الطبية في الصين قد تختفي إذا أثبت أحد لقاحات (كوفيد – 19) 19 أنه يعمل في نهاية المطاف. قال أو "من الصعب المجادلة ضد النجاح".