الثلاثاء 07 مايو 2024
توقيت مصر 23:30 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

شيخ الأزهر: عقوق الوالدين «كبيرة» حتى لو كانا غير مسلمين

الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر
حث الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر على بر الوالدين، واعتبره من أهم الموضوعات التي يجب التذكير بها في شهر رمضان، وأنه من أفضل الأعمال بعد التوحيد وعبادة الله، وهو على قدم المساواة مع الصلاة والزكاة.

واستشهد الطيب في التأكيد على أهمية بر الوالدين بما جاء على لسان سيدنا عيسى عليه السلام: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا}، قائلاً: "عقوق الوالدين من أكبر الكبائر حتى لو كان التعبير عن العقوق بكلمة "أف".

وأضاف خلال الحلقة الرابعة عشر ببرنامجه "الإمام الطيب"، أن أول ما يلفت نظر المسلم في شأن هذا الموضوع هو تكرار وروده في القران الكريم، حيث ورد 7 مرات كتوجيهات صريحة {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، كما جاء بالثناء على الأنبياء والمرسلين في أكثر من موضع بما هم أهله من نبل الأخلاق وفي مقدمتها بر الوالدين، حيث جاء في شأن سيدنا يحي عليه السلام: {وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا}.

وأشار الطيب إلى أن مطالبة الأبناء بأداء حقوق الوالدين وإن وردت في الآيات في صيغة وصايا خلقية إلا أنها في حقيقتها أحكام تكليفية يترتب عليها ثواب وعقاب، ومسؤولية عظيمة لا يُقبل فيها إهمال أو تبرير.

وأوضح أن التذلل أو خفض جناح الذل للوالدين هو أولًا من باب سداد الديون ثم هو خلق من أخلاق الواجب والوفاء والمروءَة، ومصدره الرحمة ورقة القلب واستقامة الضمير، وإذا بذله الأبناء فإنما يبذلونه طواعية واختيارًا امتثالًا لأمره تعالى وتقربًا إليه، لا تضطرهم إليه ذلة ولا مصلحة، ولا يشعرون به بشيء من الهوان أو النفاق أو المداهنة التي تلحق المتذلل إلى الناس من أجل الحاجة والمصلحة، سواء أكان التذلل سجية في طبعه أو مما جاءت إليه خلائق الرغبة والحرص.

وشدد شيخ الأزهر على أن بر الوالدين واجب على الأبناء حتى لو لم يكن الوالدان مسلمين، ويتأكد البر في حال كبر الوالدين وضعفهما أو مرضهما، وعلى الأبناء ألا يضيقوا ذرعًا بإقامة الأب والأم معهم وألا يلجؤوا إلى وضع الأبوين في دور المسنين إلا للضرورات القصوى كعجز الأبناء عن رعاية الوالدين أو تمريضهما، فحكم الأبناء في هذه الحال حكم المضطر ولكن يلزمهم البر بهما والإحسان إليهما والحرص على زيارتهما.

وتابع: "وعلى الزوجة ألا تضيق صدرًا بهذا الواجب الخلقي وأن تشجع زوجها على الوفاء به تجاه والديه، وليعلم الزوجان أن ما يقدمانه في هذا الشأن يدخر لهما ويجازيان بهما في الدنيا قبل الآخرة، قال رسول الله ?: "برُّوا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفُّوا تعف نساؤكم".