السبت 27 أبريل 2024
توقيت مصر 08:22 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

حدث جلل في 9 رمضان.. ماذا تعرف عن "بلاط الشهداء"

حدث جلل في 9 رمضان.. ماذا تعرف عن "بلاط الشهداء"

شهر رمضان على مرّ التاريخ الإسلامي هو شهر المعارك والفتوحات، وتسجيل البطولات على مدار الشهر، ومن ذلك ما وقع في التاسع من رمضان، حيث تم تسجيل بطولة تاريخية، لأكبر حملة إسلامية وصلت إلى أبواب فرنسا، وهي المعروفة تاريخيا بـ " بلاط الشهداء"، أو " تور – بواتيه".

ووقعت المعركة الشهيرة في التاسع من شهر رمضان عام 114هجرية، بين القائد عبد الرحمن الغافقي أمير الأندلس، وبين شارل مارتل قائد الفرنجة وفي هذه الواقعة هزم العرب وقتل الغافقي.

وكان البابا يسمي شارل مارتل قائد الفرنجة بـ" قارلة"، وتعني المطرقة لشدة قوته وتأهبه ضد المسلمين.

تفاصيل المعركة:

وجد قائد الفرنجة تشارلز مارتل الوضع في بلاده مناسبا لإخضاع الأقاليم الجنوبية التي طالما استعصت عليه وكان يعلم أن العقبة الوحيدة في طريقه هي جيش المسلمين.

و كان الجيش الإسلامي قد انتهى بعد زحفه إلى السهل الممتد بين مدينتي بواتييه وتور بعد أن استولى على المدينتين، وفي ذلك الوقت كان جيش تشارلز مارتل قد انتهى إلى نهر اللوار دون أن ينتبه المسلمون بقدوم طلائعه.

وحينما أراد الغافقي أن يقتحم نهر اللوار لملاقاة خصمه على ضفته اليمنى قبل أن يكمل استعداده فاجأه مارتل بقواته الجرارة التي تفوق جيش المسلمين في الكثرة، فاضطر عبد الرحمن إلى الرجوع والارتداد إلى السهل الواقع بين بواتييه وتور.

بينما عبر تشارلز بقواته نهر اللوار وعسكر بجيشه على أميال قليلة من جيش الغافقي.

خدعة مارتل واستشهاد الغافقي:

حصلت بعض المناوشات بين الجيشين وكأن المعركة حرب استنزاف، من يصمد أكثر من الطرفين ينتصر.

ومكث الطرفان على هذه الحال من 6 إلى 9 أيام ، وفي اليوم الأخير للمعركة قامت معركة قوية بين الجيشين ولاح النصر للمسلمين.

وحانت  لمارتل خدعة كبرى، وهي شدة حرص جنود المسلمين على الغنائم التي جمعوها فأمر بعض أفراد جيشه بالتوجه لمخيم المسلمين والإغارة عليه لسلب الغنائم فارتدت فرقة كبيرة من الفرسان من قلب المعركة لرد الهجوم المباغت وحماية الغنائم، فاضطربت صفوف المسلمين واستطاع الإفرنج النفاذ في قلب جيش المسلمين.

ومع هذا الاضطراب ثبت عبد الرحمن مع قلة من جيشه وحاولوا رد الهجوم بلا جدوى وقتل عبد الرحمن فازداد اضطراب المسلمين وانتظروا نزول الليل حتى ينسحبوا لقاعدتهم أربونة قرب جبال البرانس في شمال إسبانيا.

وفي صباح اليوم التالي قام الإفرنج لمواصلة القتال إلا أنهم فوجئوا بانسحاب المسلمين ولم يجرؤ مارتل على اللحاق بهم وعاد بجيشه لبلاده.

سبب الهزيمة:

كانت هناك الكثير من العوامل أدت إلى هزيمة المسلمين بعد النصر، منها أن المسلمين قطعوا آلاف الأميال منذ خروجهم من الأندلس، وأنهكتهم الحروب المتصلة في فرنسا، وأرهقهم السير والحركة، وطوال هذا المسير لم يصلهم مدد يجدد حيوية الجيش.

 بعد المسافة بينهم وبين مركز الخلافة في دمشق، فكانوا في سيرهم في نواحي فرنسا أقرب إلى قصص الأساطير منها إلى حوادث التاريخ، ولم تكن قرطبة عاصمة الأندلس يمكنها معاونة الجيش؛ لأن كثيرًا من العرب الفاتحين تفرقوا في المدينة بدون مركزية.