الجمعة 26 أبريل 2024
توقيت مصر 22:40 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

رغم التحذيرات.. نتئائج مفاجئة حول المدخنين المصابين بكورونا

سجائر لكترونية
حذرت إدارة "الصحة العامة في إنجلترا" من أن المدخنين يواجهون خطرًا أكبر من غيرهم في الإصابة بفيروس كورونا، ولا يقتصر الخطر عليهم فحسب، بل يمتد كذلك إلى أفراد الأسرة الآخرين، بما فيهم الأطفال، جراء التدخين السلبي.

واستندت في دعوتها المدخنين إلى الإقلاع عن هذه العادة السيئة المضرة إلى دراسة "صغيرة ولكنها مؤثرة" في الصين، تشير إلى أن المدخنين هم أكثر عرضة للتقدم في حالتهم المرضية. 

لكن فريقًا من الخبراء في مدينة "ووهان" - معقل المرض - أصيب بالغموض بعد اكتشاف مدخنين كانوا أقل عرضة للإصابة بالفيروس القاتل .

مع ذلك، قال كبار الخبراء الذين قاموا بالبحث عن جميع الأدلة المتاحة التي تم جمعها حتى الآن، إن الدليل نادر وإن التحذيرات تستند فقط إلى الافتراضات. ودعا العلماء إلى إجراء المزيد من التجارب لتوضيح ما إذا كان التدخين يشكل تهديدًا حقيقيًا.

لكن بشكل عام، فإن المدخنين هم أكثر عرضة للإصابة، إذ غالبًا ما تتضرر الشعيرات الصغيرة الموجودة داخل الشعب الهوائية والرئتين، التي تساعد على نقل مسببات الأمراض والمخاط بعيدًا، بسبب المواد الكيميائية السامة في دخان السجائر. 


يأتي تحذير إدارة الصحة العامة في إنجلترا مع وصول عدد وفيات كوورنا إلى 3605 . 
وقالت الهيئة الحكومية في بيان: "إذا كنت تدخن، فأنت لا تعرض نفسك فقط لخطر أكبر للإصابة بمرض شديد من فيروس COVID-19، ولكن الذين حولك يتعرضون للتدخين السلبي، من بينهم ذلك الأطفال، يواجهون خطرًا متزايد".


وحذرت من أن حركة اليد إلى الفم المتكررة تشكل طريقة سهلة للدخول للفيروس، ما يعرض المدخنين لخطر أكبر للإصابة بفيروس (COVID-19).


وأشارت إلى أن المرض الذي يسببه فيروس سارس - CoV - 2 - يهاجم الجهاز التنفسي، "وهو ما يفسر سبب تعرض المدخنين لخطر أكبر". 


ولفتت إلى "مسح صغير لكنه مؤثر للغاية" تم في المستشفى المركزي في "ووهان" بالصين. معقل الوباء، إذ تابع الأطباء 78 مريضًا مصابين بالالتهاب الرئوي لمدة أسبوعين، لتقييم كيفية تأثير ملفهم الصحي على النتائج. 


ووفق النتائج التي نشرتها المجلة الطبية الصينية، فإن المرضى الذين ساءت حالتهم كان أكبر بكثير من المدخنين مقارنة بالمرضى الذين تحسنت حالتهم، 27 في المائة مقارنة بثلاثة في المائة.


وخلص الباحثون الذين قادوا الدراسة أيضًا إلى أن تاريخ التدخين كان عامل خطر لتطور المرض، ما زاد من احتمالاته 14 مرة، وفق ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. 


وكانت الدراسة واحدة من خمسة تم تقييمها من قبل فريق من الخبراء بقيادة كلية هارفارد لطب الأسنان.


وشملت الدراسة التي نشرت في مجلة "نيو إنجلاند" الطبية في فبراير شملت 1099 مريضًا، من بينهم 173 مريضًا لديهم أعراض حادة، كان 16.9 في المائة منهم مدخنين حاليين و.2 في المائة كانوا يدخنون من قبل.


ومن بين المرضى الذين عانوا من أعراض أقل حدة، كان 11.8 في المائة مدخنين حاليين و 1.3 في المائة مدخنين سابقين، ومن إجمالي المرضى الذين احتاجوا للخضوع للعلاج بالجهاز التنفسي، أو دخول العناية المركزة، أو ماتوا في النهاية، كان ربعهم مدخنين حاليين.


وأظهرت نتائج دراسة أصغر في "ووهان"، أن أكثر من عشرة في المائة من مرضى فيروس كورونا الذين يعانون من مرض شديدـ إما من المدخنين الحاليين، أو من المدخنين السابقين.


وبالمقارنة، مع الذين يعانون من أعراض أخف، أظهرت النتائج أن أقل من أربعة بالمائة بقليل كانوا يدخنون من قبل.  


وأظهرت دراسة أخرى شملت 191 مريضًا، نُشرت في  مجلة "لانسيت"، أن نسبة المدخنين بين الضحايا أعلى (9 في المائة) من الناجين (4 في المائة).  


وتفاجأ باحثون في مستشفى "تشونجنان" بجامعة ووهان بأن المدخنين كانوا أقل عرضة للإصابة بالفيروس القاتل في المقام الأول، وتوصلوا إلى نتيجة مفادها أن 1.4 في المائة فقط من 140 مريضًا في المستشفى كانوا مدخنين.


وأضاف الباحثون في دراستهم التي نشرتها مجلة "لانسيت"، أن "الأسباب الكامنة وراء انخفاض الإصابة بفيروس COVID-19 بين المدخنين الحاليين لا تزال مجهولة"، لكنهم اعترفوا: "قد تكون حصيلة السارس ? CoV ? 2 لدى المدخنين أكثر حدة".