السبت 27 أبريل 2024
توقيت مصر 04:23 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

«المرازي» يدق جرس الإنذار بعد أزمة صحية مفاجئة بمطار القاهرة

المرازي

كشف الإعلامي، حافظ المرازي، عن تعرضه لأزمة صحية طارئة بينما كان يستعد لركوب الطائرة في مطار القاهرة متجهًا إلى الولايات المتحدة حيث تقيم ابنه وابنته هناك، من دون أن يجد الإسعافات الضرورية للتعامل مع حالته.

الأزمة الصحية التي تعرض لها "المرازي" كانت قبل أسبوع، أثناء جلوسه في استراحة انتظار ركوب طائرة مصر للطيران إلى واشنطن، إذ تعرض لـ "نزيف دموي مفاجئ قبيل دخول الطائرة"، وفق ما قال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

وأضاف: "خشيت أن يكون من المعدة أو نتيجة لاضطراري قبلها بأيام استخدام الدواء الوحيد البديل في الصيدليات المصرية (ماريفان) لأقراص مسيل الدم (كوميدين/وارفرين) الذي استخدمه لمنع التجلط حول صمام ميكانيكي للقلب عندي!".

وتابع: "بمجرد إبلاغ موظفي الاستراحة أنني أريد طبيب طوارئ أو إسعاف بسرعة، تجمعوا حولي بكل مشاعر الحب والود الدافئ والقلق على صحتي وطمأنتي، الذي نفتقده من الناس خارج مصر. وجدت دفء المشاعر، لكنني افتقدت الإسعاف واستجابة فرق الطوارئ التي كنت أجدها في أمريكا، بأقل عدد من الناس واللهفة".

واستطرد: "بعد ربع ساعة، جاءتنا "طبيبة الطوارئ بالمطار الضخم" ومعها مساعدتها، تسألني بكل هدوء عما بي، فقلت الأعراض والمخاوف، وأنني يمكن أن أغيب عن الوعي في أي لحظة".

وأثناء ذلك، يقول المرازي: "فقدت زوجتي الأمل في إسعاف المطار وطبيبته بعد أن صارحتنا السيدة بأن كل ما لديها للإسعاف جهاز ضغط تحمله! قلت لها: معي واحد بحقيبتي الصغيرة. قالت: هو غالبًا رقمي وما معي زئبقي أدق!".

واستدرك المرازي في روايته لما حدث: "انصرفت زوجتي عنها، وانشغلت بإيقاظ صديق لنا بعد أن تجاوزنا منتصف الليل، جراح قلب بمستشفى دار الفؤاد للاستشارة. بينما سألت أنا الطبيبة هل لديك جهاز فحص درجة سيولة الدم؟ فعندي واحد بالمنزل؟ قالت: لا!".

وظل المرازي يسألها: "هل عندك جهاز.. كذا. أو كذا؟ الإجابة: عندي جهاز ضغط لكن ممكن أطلب لك الإسعاف لمستشفى، وممكن أعطيك حقنة فيتامين ك لتكثيف الدم! قلت: وهل تعرفين كم نسبة السيولة أصلاً، كما أنني قلت لك أن عندي صمام ميكانيكي وإن كانت نسبة السيولة عادية فسأصاب بجلطة بسبب حقنتك. عمومًا، قلت: بسرعة أرجوك احضري الإسعاف هنا حالاً".

وأشار إلى أنه في ذلك الوقت "كانت زوجتي قد أنهت المكالمة الاستشارية، بألا آخذ حقنة كالتي تطوعت بها، وأن تنقلني الإسعاف فورا لمستشفى دار الفؤاد بمدينة نصر الأقرب بدلاً من أكتوبر حيث يعمل صديقنا".

غير أنه وكما يشير المرازي "ردت طبيبة المطار: نحن متعاقدين فقط مع مستشفى هليوبوليس لنقل الإسعاف و(أخرى لا اذكرها الآن) وليس دار الفؤاد أو غيره!".

ومضى متذكرًا: "بعد شد وجذب، حن قلبها للموقف، وسمحت بالمستشفى الذي أردناه، بعد أن تم وضعي على كرسي متحرك فقط لنقلي للإسعاف الذي تصورت أن فريقه سيدخل علينا بأجهزته الصالة ويهرول بي!".

لكن ما حدث كان شيئًا آخر: "دخول المطار مش زي الخروج منه!"، متحدثًا عن "إجراءات بيروقراطية للموافقة الأمنية والتوقيعات على إلغاء سفري وإنزال حقائبنا من الطائرة للمخازن، والسماح بخروجي وزوجتي من صالة السفر مرورًا بصالة الجمارك، بعد نصف ساعة أخرى، لشخص يفترض أنه ينزف ودون وضع أي أنابيب أو توصيل أي أجهزة به، إن وُجدت!".

وذكر المرازي أنه "وسط مرونة عقيد شرطة للتوقيع بسرعة، وتشدد أمين شرطة عند الباب بعدم الخروج دون إرسال الورقة له رغم أن مرافقًا من المطار يدفعني بالكرسي المتحرك، مر وقت آخر، حتى خرجنا من المبنى إلى الشارع حيث المستقبلين، لتظهر بعد خمس دقائق أخرى سيارة الإسعاف..وكادت زوجتي تطلب تاكسي أوبر عوضا عنها".

لكنه قال إن "الإسعاف أوقفها أيضًا أمناء شرطة بعد أن ركبتها للتأكد أن جواز سفري مختوم عليه إلغاء رحلتي مع أنني في الشارع مع غيري من غير المسافرين ولست داخل المطار!".

واستطرد "المرازي" متحدثًا عن معاناته في الخروج من المطار لتلفي الرعاية الطبية: "فتح لي مساعد سائق الإسعاف الباب وأمسك بيدي لأصعد وأنام على سرير معدني تغطيه قطعة بلاستيك بحشوة رقيقة كأنه فراش "السرير الطبي" الملصق بجواره مقعد معدني جلست عليه زوجتي، وأغلق الرجل علينا الباب في سيارة شحن فارغة، بدون أي جهاز لمتابعة حالتي أو مساعد طبيب يجهزني لطوارئ المستشفى، بل اكتفى بمصاحبة السائق بجواره وكأنه "تبّاع" عربية نقل مواشي.. بفارق إنه مزود بسارينة إسعاف!".

وأشار إلى أنه بعد وصوله المستشفى، وبعد تركيب الأجهزة البسيطة وفحص الدم، وكشف نائبين شابين للقلب والجراحة العامة، وبعد استشارة أحدهما جراح القلب الدكتور ماجد ذكري، تأكدوا أن سيولة "الدم كانت مرتفعة لكن بشكل فوق المتوسط بسبب الجرعة المفترضة في نسبة الدواء، مع تضخم البواسير".

وذكر أن "كلا المشكلتين معا أديا إلى النزيف والأزمة التي لو كانت لأسباب معوية أو بنسبة سيولة أعلى لما أبقتني على الحياة، ليس فقط لأخرج ليلتها من طوارئ المستشفى، بل وحتى من باب مطار القاهرة بدون رعاية طبية وبدون إسعاف حقيقي!".

وأشار المرازي إلى أنه كتب قصته، والتي أرفقها الشروط الدولية للاستعدادات والأجهزة الطبية لأي مطار ولو صغير به برج مراقبة في أمريكا أو العالم، "لأدق جرس الإنذار".

ولفت إلى أن "تكلفة أجهزة الإسعاف والفحص ونقل الدم، ومرتب نواب الأطباء النابهين بغرفة طوارئ متواضعة بمستشفى دار الفؤاد بمدينة نصر، لا يمثل سوى ملاليم مقارنة بمظاهر الإنفاق والأبهة والعمالة في مطار القاهرة الدولي.. ناهيكم عن كيف لا تدخل سيارة إسعاف إلى المطار بدلاً من أن يملك سياراته وفرقه المدربة، لإنقاذ أرواح آلاف المارين به، وعشرات الآلاف العاملين به!". وختم المرازي قائلاً: "اللهم قد بلّغت، الله فاشهد".